إدارة ترمب تلاحق كلينتون بـ{صفقة اليورانيوم» لروسيا

وزير العدل يطالب الكونغرس بتعيين محقق خاص

وزير العدل الأميركي (أ.ف.ب)
وزير العدل الأميركي (أ.ف.ب)
TT

إدارة ترمب تلاحق كلينتون بـ{صفقة اليورانيوم» لروسيا

وزير العدل الأميركي (أ.ف.ب)
وزير العدل الأميركي (أ.ف.ب)

يبدو أن موجة التحقيقات في الولايات المتحدة الأميركية بدأت تطول الفريق الديمقراطي بعد أن عاثت بالجمهوريين كثيراً منذ دخول الرئيس دونالد ترمب البيت الأبيض في مطلع العام الجاري، وستبدأ هذه الموجة بالدخول إلى الفريق الديمقراطي عبر بوابة هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الخاسرة في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وفتح جيف سيشنز النائب العام ووزير العدل الأميركي، الباب حول إعادة التحقيق في صفقة بيع مياه اليورانيوم التي تمت خلال فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لروسيا عن طريق مؤسسة هيلاري وزوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 2013، والتي كانت محل اهتمام ومطالبات من الحزب الجمهوري ولجنة العدالة والقضاء بمجلس النواب قد خاطبت سيشنز حول هذا الإجراء في مرات سابقة.
وفي رسالة بعث بها جيف سيشنز إلى الكونغرس طالب فيها المجلس والنواب بتسمية محقق متخصص لفتح التحقيقات في قضية اليورانيوم الروسية الشهيرة، بما في ذلك اقتراحات بأن لجنة حكومية أميركية وافقت على بيع شركة كبيرة اليورانيوم للمصالح الروسية في مقابل تبرعات لمؤسسة كلينتون.
وقال في رسالته إلى الكونغرس: «إن هذه الخطوة هي استجابة لرسائلكم المؤرخة في 27 يوليو (تموز) 2017 و26 سبتمبر (أيلول) 2017، التي طالب فيها الأعضاءُ بتعيين مستشار خاص للتحقيق في مسائل مختلفة، بما في ذلك بيع اليورانيوم، والمعاملات المزعومة غير المشروعة المتعلقة بمؤسسة كلينتون، ومسائل أخرى».
بدوره، أكد ستيفن بويد النائب العام المساعد، في رسالته إلى بوب غودلت رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، إن النائب العام أصدر تعليماته لكبار المدعين العامين الفيدراليين بتقييم بعض القضايا المثارة في رسائل اللجنة إلى وزير العدل.
وأضاف: «سيقدم هؤلاء المدعون العامون تقاريرهم مباشرة إلى النائب العام ونائب المدعي العام، حسب الاقتضاء، وسيقدمون توصيات بشأن ما إذا كان ينبغي فتح أي مسائل لا يجري التحقيق فيها حالياً، سواء أكانت مسائل قيد التحقيق حالياً، تتطلب مزيداً من الموارد، أو ما إذا كانت أي مسائل تستحق تعيين مستشار خاص»، وذلك في إشارة إلى التعاملات غير القانونية المتعلقة بمؤسسة كلينتون، وقد أُرسلت الرسالة قبل يوم واحد من الموعد المقرر الذي ستُجرى فيه الجلسات للمرة الأولى على الإطلاق أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب.
وفي تغريدات للرئيس الأميركي دونالد ترمب بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول)، اتهم هيلاري كلينتون بتلقيها دعماً مالياً يقدر بمبلغ 12 مليون دولار، بعد صفقة اليورانيوم، عن طريق مؤسستها الخيرية: «لم يسبق لي أن رأيت الجمهوريين غاضبين ومتّحدين بعض مع بعض إلا في محاولات عدم وجود تحقيق حول صفقة كلينتون من بيع اليورانيوم (33 ألف مياه زائدة) لروسيا مقابل 12 مليون دولار، والتساهل في رسائل البريد الإلكتروني المحذوفة»، مشيراً إلى وجود حرّاس ديمقراطيين في الحكومة لحماية كلينتون، بيد أن الحقائق بدأت تتدفق.
ويبدو أن وزارة العدل حريصة على التهرب من الاتهامات التي أطلقها الديمقراطيون بأن أفعالها جاءت رداً على الضغوط السياسية على وزير العدل، والرضوخ للضغط من البيت الأبيض ورغبة ترمب في إقالة سيشنز، وأيضاً تقديم مبررات لإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي.
وانقسمت الأوساط السياسية الجمهورية والديمقراطية إلى فريقين من هذه الدعوة التي أطلقها جيف سيشنز وزير العدل الأميركي، إذ اتجه الفريق الأول إلى تأييد هذه الخطوة التي لطالما انتظرها الشعب الأميركي والأوساط الجمهورية الأخرى، بينما سار الفريق الثاني بالمعارضة التي أطلقها نواب وسياسيون ديمقراطيون يعتبرون ذلك محاولة من سيشنز لاستعادة موقعه ضمن فريق الرئيس ترمب، وعدم وجود أدلة كافية وقوية بإدانة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في انتخابات 2016.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».