أشاد خبراء كرويون بشجاعة وجرأة الأرجنتيني باوزا، مدرب المنتخب السعودي، في خوض مواجهة قوية قبل وقت مبكر من منافسات مونديال 2018 في روسيا، وهي المباراة التي خسرها الأخضر على يد مستضيفه البرتغالي «بطل أوروبا» بثلاثية أول من أمس.
وغاب كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم عن البرتغال بعدما حصل على راحة.
وتقدم مانويل فرنانديز بهدف للبرتغال في الدقيقة 32، وأضاف جونسالو جياديس الهدف الثاني بعد سبع دقائق من بداية الشوط الثاني.
واختتم جواو ماريو الثلاثية بتسديدة قوية من حافة منطقة الجزاء في الدقيقة الأخيرة.
وكشف الخبراء عن أن المدرب الأرجنتيني باوزا اتخذ قرارا في محله بخوض مباريات قوية في وقت مبكر، من أجل تأقلم اللاعبين مع أجواء المواجهات القوية، خصوصا أن الإعداد لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا يجب أن يكون مميزا وعلى قدر التطلعات، في ظل أن الطموحات كبيرة بأن يكون المنتخب السعودي قادرا على العبور للدور الثاني كما حصل في مونديال 1994 بأميركا قبل قرابة 24 عاما، حيث كان التأهل الأول للمنتخب السعودي، ونجح في إبهار العالم، وعكس قيمة مميزة للكرة السعودية حتى قبل تطبيق نظام الاحتراف.
واعتبر الخبراء أن النتيجة التي انتهت عليها المباراة لا يمكن اعتبارها المقياس الحقيقي لما تحقق في هذه التجربة، بل يجب أن تتم الاستفادة منها من جميع النواحي، خصوصا أن هناك لاعبين يشاركون للمرة الأولى مع المنتخب السعودي في مباراة بهذا الحجم والهالة الكبيرة في ظل السمعة ووفرة النجوم التي يتمتع بها المنتخب البرتغالي المرشح القوي لحصد مركز متقدم في المونديال المقبل، مؤكدين أن الاحتكاك بالمنتخبات الأوروبية والأميركية الجنوبية ذات الصيت العالي والإنجازات الكبيرة له دور فعال في تعزيز الثقة لدى اللاعبين في المنتخب، وسينعكس ذلك إيجابيا عليهم في الفترة المقبلة.
وقال المدرب الوطني والمحلل الفني، عبد العزيز الخالد، إن المباراة كانت مفيدة من نواح كثيرة، وفي مقدمتها الجانب المعنوي للاعبين المشاركين الذين نالوا ثقة الجهاز الفني الجديد بقيادة الأرجنتيني باوزا الذي حضر بديلا للمدرب الهولندي مارفيك، وقام على أثر ذلك باختيار مجموعة من اللاعبين الذين أبدعوا في الفترة الأخيرة مع فرقهم، وفي مقدمتهم هزاع الهزاع الذي طالب الكثيرون بضمه في الجولات الأخيرة والحاسمة من التصفيات، لكن المدرب السابق فضل الاستقرار على القائمة نفسها التي اختارها منذ بداية التصفيات النهائية الماضية.
وأضاف: «فعلا كان المنتخب يعتمد على مجموعة محددة من اللاعبين وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان محمد السهلاوي اللاعب المفضل دائما لدى مارفيك، وقدم هذا اللاعب مستويات قوية مع المنتخب في العديد من المباريات حتى ارتقى إلى صدارة الهدافين، لكن المدرب الجديد للمنتخب لم يختره لأسباب هو الأدرى بها، ولذا هناك تجهيز للاعبين جدد في خط الهجوم مثل هزاع وغيره، وهذا يعني أن باب الوصول للمنتخب السعودي سيكون للأكثر جاهزية فنية، وليس من له خبرة، وهذا جانب قد يعتبره البعض مجازفة، ولكن هو قرار المدرب الذي يجب أن ينال الثقة الكاملة من الجميع ما دام أنه أوكلت له المهمة عن قناعة».
وأوضح الخالد أن المنتخب البرتغالي فقد عددا مهما من العناصر الفنية المؤثرة في المنتخب، يتقدمهم النجم الكبير رونالدو، وعدد آخر من اللاعبين، ولكن في المقابل كان المنتخب السعودي يفقد لاعبين مميزين آخرين مثل نواف العابد وسلمان الفرج وفهد المولد، إضافة إلى السهلاوي، وهذا يعني أن كلا المنتخبين لعب المباراة بنقص لعناصر مهمة ومؤثرة، ولذا قد تكون الاستفادة الفنية أقل نسبيا قياسا بما ستكون عليه لو شاركت جميع العناصر الفنية والمؤثرة في المنتخبين.
وحول أبرز الملاحظات على المدرب باوزا والتدخلات الفنية له في المباراة، قال الخالد: «باوزا لعب المباراة وفق خطة يراها مناسبة، وهي التحفظ وعدم التسرع في التحرك للجانب الهجومي، وهذا شيء قد يهدف من خلاله المدرب لجانب معين، لأن لكل مباراة ودية يكون للمدرب هدف من خوضها، ولذا هو طبق الخطة الفنية التي يرى أنها الأنسب في المباراة تحديدا، أما الجانب الأهم فأعتقد هو إشراكه الحارس محمد العويس أساسيا في وقت كانت فيه الأحاديث كثيرة حوله في السعودية، نتيجة قضيته المعروفة بالانتقال للأهلي، والحديث عن انتظار عقوبات ستطاله، وبغض النظر عن كون العويس قدم مستوى قويا في المباراة أو لا، لكن كان الجميع يدرك أن مثل هذه الأمور تؤثر على تركيز اللاعب مهما يحاول تجاهلها، وكان من الأجدى الاستعانة بأحد الحراس البدلاء ليشاركوا في مواجهة البرتغال، لأن وضع العويس لم يكن على ما يرام من الناحية النفسية.
ورفض الخالد أي تقييم فني للمدرب باوزا، قياسا بالمدرب السابق الهولندي مارفيك، مبينا أن المدرب الجديد يحتاج إلى فرصة أكبر وتقييم مستمر، وليس الحكم السريع عليه نتيجة مباراة أو أكثر، بل يحتاج إلى فرصة أكبر للعمل المريح وتطبيق الخطط، خصوصا أنه مدرب مشهود له بالإمكانيات والإنجازات التي ساهمت في منحه الثقة بصفته مدربا للمرحلة المقبلة.
من جانبه، قال المحلل الفني واللاعب الدولي السابق، حمد الدبيخي، إن المنتخب السعودي لم يظهر أي مستوى فني يذكر في مباراة البرتغال، حيث كان التراجع في الخطوط الخلفية هو السائد في المباراة، ولم يمنح اللاعبون الفرصة الكبيرة لمحاولة مهاجمة المرمى البرتغالي، وهذا قد يعود إلى الخطة الفنية التي انتهجها المدرب باوزا.
وبين الدبيخي أن الفائدة الأهم التي يتم جنيها من هذه المباراة تتعلق بالجانب الفني والانضباطي والاحتكاك القوي في مباريات مع منتخبات تعتبر من منتخبات النخبة في العالم، ومن بينها بكل تأكيد المنتخب البرتغالي بطل أوروبا التي تنجب عادة أقوى المنتخبات في العالم.
وأشار إلى أن غياب نجوم كبار في المنتخب البرتغالي لم يؤثر على سمعة وقوة وعنفوان هذا المنتخب، وإن كان الجميع في السعودية تمنوا أن يروا المنتخب السعودي بحالة فنية أفضل مما حصل، ولكن يجب أن تتم الاستفادة من نقاط مهمة في كل مباراة واكتشاف الأخطاء ومنح فرص للاعبين من أجل زرع الثقة فيهم وهذا هو الأهم.
واعتبر أن حديثه عن عدم تقديم المنتخب السعودي الأداء الفني المتوقع منه من الناحية الهجومية تحديدا ليس تقليلا من المدرب باوزا واللاعبين، خصوصا أن المدرب وضع أهدافا من هذه المباراة، ليس من بينها كسب نتيجة المباراة، ولكن كان من الأجدى أن يمنح اللاعبين ثقة أكثر من حيث الارتداد السريع في الهجمة وصنع فرص وهجمات أمام المرمى البرتغالي، لأن ذلك سيكون بكل تأكيد تعزيزا لثقتهم بقدراتهم، وإن واجهوا أفضل المنتخبات العالمية في مونديال روسيا.
وأخيرا بيّن المدرب الوطني حمد الدوسري الحاصل على لقب أفضل مدرب سعودي 2015، أن المنتخب السعودي لم يقدم الأداء الفني المتوقع منه في مواجهة البرتغال، وإن كان السقف في هذه المباراة لا يصل إلى حد الفوز، بل إن هناك آمالا كبيرة بأن يكون المنتخب السعودي بشكل أفضل في المباراة، ويقدم اللاعبون الجدد مستويات فنية عالية تؤكد قدرتهم على تقديم الكثير في المونديال المقبل.
وقال إن المدرب باوزا حاول تحقيق العديد من المكاسب في هذه المباراة، وفي مقدمتها ما يتعلق بالجانب التكيكي والانضباطي داخل الملعب من خلال إغلاق المنافذ المؤدية للمرمى والاعتماد على المرتدات، لكن للأسف كانت هناك أخطاء فنية، وسيعمل المدرب بكل تأكيد على تلافيها قبل الدخول للمعترك العالمي بعد قرابة 7 أشهر من الآن.
خبراء كرويون يشيدون بجرأة باوزا رغم ثلاثية البرتغال
إجماع على عدم اعتبار النتيجة مقياساً حقيقياً للأداء والمستوى

لاعبو المنتخب السعودي قبل بداية المباراة («الشرق الأوسط»)
خبراء كرويون يشيدون بجرأة باوزا رغم ثلاثية البرتغال

لاعبو المنتخب السعودي قبل بداية المباراة («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة