بغداد تمهل المصارف أسبوعاً لإغلاق فروعها في أربيل

TT

بغداد تمهل المصارف أسبوعاً لإغلاق فروعها في أربيل

أمهل البنك المركزي العراقي المصارف التي تمتلك فروعاً في إقليم كردستان أسبوعاً لإغلاقها، متوعداً بحرمان المخالفين من نافذة بيع العملات الأجنبية وشرائها. ووجّه البنك رسالة إلى المصارف كافة العاملة في العراق، أول من أمس، بعنوان: «تعليق أعمال فروعكم في إقليم كردستان»، ذكّر فيها بـ«قرار مجلس النواب بشأن عدم بيع العملة الأجنبية للمصارف العاملة في الإقليم أو التي لديها فروع فيه». وأضاف: «لغرض استمرار اشتراككم في نافذة بيع العملة الأجنبية وشرائها. نرجو إعلامنا بإجراءاتكم بشأن تعليق أعمال فروعكم في الإقليم، خلال أسبوع من تاريخه، وحتى إشعار آخر».
وبحسب إحصاءات البنك المركزي، يوجد في الإقليم نحو 63 فرعاً للمصارف التي تتعامل بالدولار والعملات الأجنبية، ولا يحق لهذه الفروع تحويل الأموال أو التعامل بالعملات الأجنبية بعد انتهاء مهلة الأسبوع.
وحذر أستاذ الاقتصاد بجامعة صلاح الدين في أربيل إدريس رمضان من أن القرار «سيتسبب بمشكلة كبيرة في أسواق الإقليم، وستكون له تأثيرات مخيفة، لأن التعامل التجاري في كردستان يعتمد على الدولار، وسيؤدي إلى نقص الدولار في الإقليم، وبالتالي ارتفاع أسعاره بشكل كبير». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «على الإقليم العمل من خلال بنوكه على حل هذه المشكلة بالتنسيق مع البنك المركزي العراقي، قبل أن يتأزم الوضع أكثر من ذلك».
واتخذت بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد إقليم كردستان، بعدما أقدم الأخير على إجراء استفتاء الاستقلال في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي؛ من أبرزها إغلاق مطاري أربيل والسليمانية أمام الرحلات الدولية من الإقليم وإليه.
وفرضت القوات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي» السيطرة على غالبية المناطق المتنازع عليها التي كانت خاضعة لسيطرة قوات البيشمركة منذ 2014. وتطالب بغداد أربيل بسحب البيشمركة مما تبقى من المناطق المتنازع عليها الأخرى، والعودة إلى «خط 36» الذي حدده التحالف الدولي بوصفه منطقة حظر طيران لحماية المدن الكردية من الجيش العراقي في 1991.
وطالبت الحكومة العراقية بنشر قواتها على الحدود مع إيران وتركيا والسيطرة على المعابر الحدودية بين الإقليم والدولتين. لكن رئيسة كتلة «حزب التقدم التركماني» في إقليم كردستان منى القهوجي استبعدت زيادة تأزم الأوضاع بين الجانبين. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نؤيد خطوات إقليم كردستان للحوار مع بغداد، ونؤكد أنها الجهة الرسمية التي تمثل الإقليم في المباحثات كافة... حكومة الإقليم قدمت مبادرتها لبغداد لبدء المفاوضات، لذلك نطالب فوراً ببدء الحوار بين الجانبين لحل المشكلات كافة العالقة بينهما». وتوقعت أن يجلس الجانبان قريباً حول طاولة المباحثات لحل هذه المشكلات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.