وستهام يغامر بالتعاقد مع مويز دون طلب النصيحة من سندرلاند

لاعبوه السابقون يرونه مدرباً يتبع أسلوباً قديماً عفّى عليه الدهر

هل ينجح مويز في مهمة إنقاذ وستهام؟
هل ينجح مويز في مهمة إنقاذ وستهام؟
TT

وستهام يغامر بالتعاقد مع مويز دون طلب النصيحة من سندرلاند

هل ينجح مويز في مهمة إنقاذ وستهام؟
هل ينجح مويز في مهمة إنقاذ وستهام؟

يروق للمسؤولين التنفيذيين بأندية كرة القدم المبالغة في حديثهم عن جهود تحري الدقة التي يبذلونها قبل الإقدام على تعيين أي مسؤول جديد، لكن مثل هذه العبارات الطنانة أحياناً ما تنتهي إلى لا شيء على أرض الواقع.
ويحق لأي شخص تابع بانتظام مباريات فريق سندرلاند الموسم الماضي، التعجب من حجم الجهود التي بذلها مسؤولو وستهام يونايتد قبل الإقدام على تعيين ديفيد مويز محل سلفين بيليتش في منصب المدرب.
على سبيل المثال، هل تحدثوا إلى نجم الهجوم جيرمين ديفو؟ خلال مقابلة كاشفة أجراها الخريف الماضي، قال فيها لاعب بورنموث الحالي وهداف سندرلاند السابق، إنه شعر بأن مستوى سندرلاند تراجع بشدة تحت قيادة مويز. ومنذ أن حل المدرب الاسكوتلندي محل سام ألاردايس في يوليو (تموز) 2016.
وأضاف ديفو: «لقد اخترقت شباكنا أهداف سخيفة جاءت نتاج أخطاء تافهة تليق بتلاميذ في المدرسة، إنها أهداف لم تكن لتخترق مرمانا الموسم الماضي. وبالنظر إلى النقطة التي كنا عندها الموسم الماضي، أشعر أننا تقهقرنا إلى الخلف. ولم نصل حتى اليوم إلى المستوى الذي كنا عليه من قبل. لقد كنا نلعب تمريرات ثنائية على أطراف منطقة المرمى الخاصة بنا. ولم يكن أداؤنا متماسكاً. إننا بحاجة الآن للعودة إلى الأسلوب الذي كنا نعتمده من قبل».
في تلك الفترة، حدث تراجع ملحوظ في أداء الجزء الأكبر من فريق سندرلاند، وإن كان الفريق في حالته العادية لم يكن بالضرورة الأكثر تناغماً أو الأعلى جودة، وذلك بعد فقدانه الثقة في المدرب السابق لكل من إيفرتون ومانشستر يونايتد وريال سوسيداد.
وجاءت النتيجة كما كان متوقعاً أن أنجز سندرلاند الموسم في قاع قائمة ترتيب أندية الدوري الممتاز، بعد أن فاز في ست مباريات فقط خلال الموسم بأكمله، ولم يفز بأي مباراة على أرضه بعد منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وتحددت النظرة العامة للفريق في وقت مبكر، تحديداً في أغسطس (آب) 2016 في أعقاب هزيمة سندرلاند على أرضه أمام «ميدلزبره»، عندما أعلن مويز مبكرا أنه من المحتمل أن يخوض فريقه معركة ضروس للهروب من الهبوط. وبالفعل، تحول قوله إلى نبوءة محققة لذاتها. ورغم أن لاعبي «سندرلاند» قدموا أداءً هزيلاً بالفعل فيما يخص السرعة والإبداع، فإنه لم يكن من غير اللائق أن يصر المدرب على وصف لاعبيه بأنهم أصحاب قدرات محدودة.
وبدأ كبار المسؤولين في النادي يتذمرون على استحياء من أن أسلوب تدريب اللاعبين عتيق، مع تخصيص المدرب لفترات طويلة من الوقت لممارسة تمرير الكرة. وبمرور الوقت، بدا واضحاً للجميع أن خليفة ألاردايس عتيق الطراز في أسلوب عمله بالفعل.
ورغم اعتماده على مجموعة متنوعة من أساليب اللعب على امتداد الموسم، غالباً ما بدت التكتيكات التي يعتمدها مويز ثنائية الأبعاد على أفضل تقدير. وقال مصدر مطلع: «عجز مويز عن التعمق داخل أذهان اللاعبين، خاصة الأجانب منهم»، مشيراً إلى تهميشه لاعب الجناح التونسي وهبي خزري، الذي كان مؤثراً من قبل وتراجع مستواه فجأة، وذلك كمثال كاشف على هذا الإخفاق.
يقال إن السفر يوسع الأفق، لكن يبدو أن الملحمة التي خاضها مويز في إسبانيا تركت تأثيراً عكسياً عليه. وربما تفسر الصدمة الثقافية التي مني بها داخل الباسك السبب وراء توجيه جزء من الـ30 مليون جنيه إسترليني التي أنفقها سندرلاند في صيف 2016 في كثير من اللاعبين الذين سبق له العمل معهم في إيفرتون ومانشستر يونايتد، بما في ذلك فيكتور أنيشيبي وعدنان يانوزاي وستفين بينار وبادي مكنير. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، ازداد عدد الزملاء القدامى الذين أعيد شملهم من جديد بانضمام دارين غيبسون وجوليون ليسكوت وبريان أوفيدو إلى الفريق. ورغم قلة المال المتاح أمام النادي، فإن هذه الصفقات كشفت عن شعور عميق بالكسل.
الواضح أن مويز لم يكن مدركاً لحقيقة أن إليس شورت، مالك «سندرلاند»، رغب في بيع النادي أو أن النادي كان مديناً بـ110 ملايين جنيه إسترليني. وقد تسبب هذا الوضع المالي المتأزم في صدور قرارات بتسريح بحق أعداد كبيرة من العاملين، أعلن عنها في فبراير (شباط). وكان مويز مدركاً لأن هذه القرارات على وشك الصدور قبل أسبوع واحد فقط عندما كان في جولة برفقة لاعبيه في نيويورك بهدف «تعزيز الروابط بينهم»، الأمر الذي اقترح أنه قد يسهم في تجنب هبوط النادي.
إلا أن هذه الخطوة لم تفشل فشلاً ذريعاً فحسب، وإنما أيضاً كشفت النقاب عن أن مويز في حقيقته شخص سطحي لا يعبأ بالآخرين وهمومهم ومنفصل عن الواقع الذي يكابده الكثير من زملائه في النادي من أصحاب الأجور المنخفضة، وذلك عندما رفض إلغاء الجولة في وقت يوشك عدد كبير للغاية من العاملين على فقدان وظائفهم. ومع مرور الشهور وتعمق مشاعر الصدمة، تنامت مشاعر مويز في المقابل بالرضا بالأمر الواقع واعتقاده بأنه يقدم خدمة لـ«سندرلاند» لمجرد قبوله تدريب الفريق.
وبمرور الوقت أصبح يجري النظر إليه كرجل محطم تحيطه غمامة من السلبية. ومع رحيل الشتاء ودخول الخريف، تأرجح مويز بين مشاعر اليأس والتحدي، وتعمقت مشكلاته عندما شعر بالغضب إزاء سؤال طرحته عليه الصحافية فيكي سباركس التي تعمل لدى «بي بي سي» لدرجة جعلته يحذرها من أنه قد يضربها، الأمر الذي اعتذر عنه لاحقاً.
واللافت أن المدرب الذي اشتهر بديناميكيته ودقته خلال فترة عمله مع إيفرتون انتابه الغضب تجاه مجرد التلميح بأن حدود قدراته ربما تكون قد انكشفت في الطريق ما بين سترتفورد وسان سباستيان، في الوقت الذي ظل متمسكاً بإلقاء اللوم على آخرين عن إخفاقات سندرلاند.
ومع منحه «وستهام يونايتد» الفرصة مجددا، يبقى السؤال: هل استفسر مسؤولو النادي اللندني من مالك سندرلاند أولاً عن أداء مويز؟ من ناحيته، صرح شورت الجمعة الماضية قائلا: «نشارك في الدوري الممتاز منذ 10 سنوات، ودائماً ما خالجني الشعور بأننا نحارب. إلا أن أسلوب هبوطنا الموسم الماضي بقيادة مويز كان مثيراً للإحباط على نحو خاص لأننا لم نشعر أننا ناضلنا بما يكفي. كما أن وجودنا بالمرتبة الأخيرة كان أمراً مؤلماً، خاصة بالنظر إلى النصف الثاني من الموسم السابق له، عندما نجحنا في البقاء بالدوري الممتاز، لقد كان أفضل نصف موسم في تاريخنا. لقد قدمنا أداءً جيداً للغاية، وعليه دخلنا الصيف مفعمين بروح التفاؤل».
- إنفاقات مويز في «سندرلاند» عام 2016
فيكتور أنيشيبي (انتقال حر، لاعب سابق تحت قيادة مويز - إيفرتون).
عدنان يانوزاي (استعارة من مانشستر يونايتد، 4.5 مليون جنيه إسترليني، لاعب سابق تحت قيادة مويز).
دونالد لوف (من مانشستر يونايتد، 1.5 مليون جنيه إسترليني، لاعب سابق تحت قيادة مويز).
ستيفن بينار (انتقال حر، لاعب سابق تحت قيادة مويز في إيفرتون).
بابي دجيلوبودجي (تشيلسي، 8 ملايين جنيه إسترليني).
ديدييه ندونغ (لورينت، 13.6 مليون جنيه إسترليني).
جيسون ديناير (استعارة من مانشستر سيتي).
جافيير مانكيلو (استعار من أتلتيكو مدريد).
- نفقاته في يناير 2017
جوليون ليسكوت (انتقال حر، لاعب سابق تحت قيادة مويز في إيفرتون).
دارين غيبسون (إيفرتون، لاعب سابق تحت قيادة مويز).
بريان أوفيدو (إيفرتون، لاعب سابق تحت قيادة مويز).
تبلغ القيمة الإجمالية لآخر لاعبين 7.5 مليون جنيه إسترليني.


مقالات ذات صلة

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».