«بلومبيرغ» تعرض معبداً رومانياً في قبو مقرها الأوروبي

قنبلة كشفته عام 1954 ورممه عمدة نيويورك السابق

المعبد عند العثور عليه خلال الحرب العالمية الثانية (بلومبيرغ) - بعد ترميمه في مقر الشركة الأوروبي (بلومبيرغ)
المعبد عند العثور عليه خلال الحرب العالمية الثانية (بلومبيرغ) - بعد ترميمه في مقر الشركة الأوروبي (بلومبيرغ)
TT

«بلومبيرغ» تعرض معبداً رومانياً في قبو مقرها الأوروبي

المعبد عند العثور عليه خلال الحرب العالمية الثانية (بلومبيرغ) - بعد ترميمه في مقر الشركة الأوروبي (بلومبيرغ)
المعبد عند العثور عليه خلال الحرب العالمية الثانية (بلومبيرغ) - بعد ترميمه في مقر الشركة الأوروبي (بلومبيرغ)

يتربع مقر «بلومبيرغ» الأوروبي الجديد في ميل لندن المربع؛ حي المال. مبنى برونزي ضخم يليق بسمعة وكالة الأنباء. صممه اللورد نورمان فوستر، وتملكه الشركة الأميركية الأم. يجمع لأول مرة تحت سقفه 4 آلاف موظف. تتراوح يومياتهم ما بين تحليلات للأسواق العالمية ودراسات للأنماط الاقتصادية وجمع للمستجدات والأحداث. لكن، تقف خلية النحل الإخبارية هذه على إحدى أغنى المواقع الأثرية في العاصمة البريطانية. نحو 10 في المائة من الآثار الرومانية المعروضة في متحف لندن عثر عليها أثناء تنقيب هذه الأرض.
وقررت الشركة رد إحدى أبرز الآثار الرومانية إلى مكانها، إذ رممت «بلومبيرغ» معبداً رومانياً وأعادت نصبه في قبوها، سبعة أمتار تحت الأرض.
شيد الرومان معبد ميثرا في القرن الثالث الميلادي، واكتشفه اللندنيون عام 1954 بمحض الصدفة، بعدما طالت قنابل الحرب العالمية الثانية الموقع الأثري. وتوافد عشرات آلاف سكان العاصمة البريطانية حينها لرؤية المعلم الأثري. وبعد الحرب، نقل المعبد إلى موقع جديد على بعد مائة متر من مكانه الأصلي ليزوره السياح بعيداً عن عمليات إعادة إعمار المنطقة المتضررة.
وفي عام 2010، قبل البدء ببناء مقر «بلومبيرغ» الجديد، قررت الشركة تنقيب الموقع، ورد المعبد إلى مكانه الأصلي بعد ترميمه. وخلال عملية التنقيب التي استغرقت ستة أشهر، جرى العثور على أكبر كمية من الآثار الرومانية في لندن.
وفي مؤتمر صحافي حضرته «الشرق الأوسط» أمس، كشف مؤسس الوكالة وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ عن المعبد المرمم، والآثار المكتشفة. وقال، «للندن تاريخ طويل وعريق. هي مفترق الطرق حيث تتقاطع الحضارات والشراكات والأعمال، وهدفنا البناء على هذا». وأضاف: «نحن زوار في العاصمة البريطانية، ومن واجبنا استمرار العطاء لها».
ومن الآثار التي تم العثور عليها - نحو 15 ألف قطعة - جواهر وأحذية وأوانٍ خزفية وقلادات خلفها الرومان في لندن. وتضمنت أيضاً أول مخطوطة كتبها الرومان في بريطانيا 57 عاماً قبل الميلاد.
المعبد كان في القبو فعلا. المقر جرى تجهيزه بتقنيات عصرية توفر تجربة متكاملة وتعيد الزائر إلى العصر الروماني. مؤثرات صوتية لدردشات باللاتينية، أضواء خافتة، ورائحة البخور أعادت معبد ميثرا، حيث مارس أتباع هذا «الإله» طقوسا غامضة، إلى الحياة.
من جانبها، قالت مسؤولة مشروع التنقيب والترميم صوفي جاكسون إن «لندن كانت بالأصل مدينة رومانية، لكن آثار تلك الإمبراطورية لا تبرز في العاصمة البريطانية اليوم، وتبدو تلك الحضارة بعيدة». وأضافت: «هذا المعبد يوفر تجربة أولية للعودة إلى تلك الحقبة». يفتح المعبد أبوابه إلى الزوار يوم الثلاثاء المقبل. الدخول مجاني من الثلاثاء إلى الأحد والحجوزات على الموقع الإلكتروني.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.