دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى نشر قيم السلام والمحبة والعيش المشترك بين البشر والحوار بين الأديان وصنع السلام، ومكافحة العوامل التي تدفع نحو الحرب، ومجابهة إثارة النزاعات. كما أكد الأزهر والفاتيكان على مواصلة نشر ثقافة التعايش بين شعوب العالم المختلفة، ونشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة.
جاء ذلك خلال استقبال البابا فرنسيس، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالمقر البابوي بمدينة روما الإيطالية، وهو اللقاء الذي يقوي أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف.
وذكر الأزهر في بيان له أمس أن «لقاء الطيب وفرنسيس تناول الجهود المشتركة بين الأزهر والفاتيكان من أجل دعم السلام العالمي، خاصة بعد (المؤتمر العالمي للسلام) الذي عقده الأزهر في أبريل (نيسان) الماضي».
وكان بابا الفاتيكان قد شارك في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر، كما التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي.
واحتلت قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية، إلى جانب قضايا نشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة، مساحة كبيرة على طاولة حوار الطيب وفرنسيس.
من جهته، أكد الدكتور الطيب خلال لقائه فرنسيس على «المشترك» في تبني حوار جاد بين جميع الأطراف لحل النزاعات، والتأكيد على براءة جميع الأديان من دعاوى العنف والتطرف. كما دعا البابا فرنسيس لنشر قيم السلام والمحبة والعيش المشترك بين البشر، ومكافحة العوامل التي تدفع نحو الحرب، وصنع السلام، وليس إثارة النزاعات، ونشر الحوار بين الأديان.
مصدر في الأزهر قال إن «لقاء الطيب وفرنسيس أكد على نبذ الكراهية والعنف، للوقوف في وجه الإرهاب والجماعات التي تدعو لنشر العنف والقتل، واتخاذ ما يلزم من أساليب ووسائل لدحره والقضاء عليه، فضلاً عن تضافر الجهود حتى يسود السلام العالم».
ومن المقرر أن يلقي شيخ الأزهر كلمة في الملتقى العالمي الثالث «الشرق والغرب... نحو حوار حضاري» بمقر المستشارية الرسولية بمدينة روما.
«الشرق الأوسط» حصلت على مقتطفات من كلمة شيخ الأزهر، التي يؤكد فيها على أنه «قد أصبح العنف المتبادل بين الشرق والغرب اليوم هو السمة البائسة التي تعزل حضارتنا المعاصرة عن باقي الحضارات الإنسانية التي عبرت على صفحات الأزمان، ولا أذهب بعيداً لو تصورت أن حضارة إنسان القرن الواحد والعشرين ليست إلا تراجعا حضاريا مخيبا للآمال، إذا ما قورنت بحضارة القرن العشرين»، مضيفاً: «كان الظن أن تسير أمور العالم بعد الحرب الباردة في اتجاه السلم والتعاون والتعايش المشترك، غير أن الأمر سرعان ما عاد إلى سيرته الأولى، حين شاءت السياسة العالمية، المندفعة بمنطق المال والقوة والسلاح، أن تستبدل بالحرب الباردة حربا جديدة، ومعسكرا جديدا أيضا هو معسكر بلاد المسلمين، وغير المسلمين، وليتها كانت حربا باردة كسابقتها؛ لكنها كانت حربا من جيل جديد من الحروب، فيه يقتل الضحية نفسه بنفسه، بماله وعلى أرضه، وكالة عن أنظمة قابعة وراء البحار من سماسرة الحروب وتجار الأسلحة، وكان لا بد من تسويق صورة مشوهة عن الإسلام كدين يحتضن الإرهاب، وينشر دعوته بالقتل وسفك الدماء وقطع الرؤوس باسم الله».
ويقول الطيب في كلمته أيضاً إن المسلمين هم «ضحايا هذا الإرهاب، وهم الذين يدفعون ثمنه من دمائهم أضعاف غيرهم مئات المرات، وهم المستهدفون من أسلحته ونيرانه، وضرب اقتصادهم وتدمير طاقاتهم والعودة بهم إلى حالة اللاحياة واللاموت... كلها أهداف مبيتة»، موضحاً: «أعلم أن موقع الدين ومكانته بين الشرق والغرب ليس متطابقا، إن لم يكن شديد الاختلاف؛ لكن من حق الشعوب التي تُعاني من سياسات التسلط، ومن سفك دماء الملايين من الضعفاء والفقراء والأرامل والأيتام، من حقهم أن يقولوا: (لا)، وأنا معهم هنا في قلب أوروبا أقول: لا، وألف لا؛ بل من حقنا أن نطالب بتصحيح المسار، وبنصيبنا وحقنا في السلام الذي حرمنا منه، بينما تتمتع به الكلاب والقطط».
وقال شيخ الأزهر إن «الأديان كلها قد اتفقت على تحريم دم الإنسان وصيانة حياته، ويمكن أن تختلف الأديان في تعاليم أخرى حسب ظروف الزمان والمكان، ولكنها أبدا لم تختلف في تحريم قتل الإنسان تحريما باتا»، موضحاً أن النصوص الإلهية قاطعة في منع إكراه الآخر على قبول دين لا يريده، ويراه جريمة تعادل جريمة قتل النفس؛ بل تزيد عليها، «لأن محاولة نزع الاعتقاد عن المؤمن أقسى عليه من نزع روحه التي بين جنبيه».
بابا الفاتيكان يدعو لنشر الحوار وصُنع السلام
ناقش مع شيخ الأزهر قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني
بابا الفاتيكان يدعو لنشر الحوار وصُنع السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة