القوى الأمنية اللبنانية تتأهب لمواكبة مرحلة ما بعد استقالة الحريري

TT

القوى الأمنية اللبنانية تتأهب لمواكبة مرحلة ما بعد استقالة الحريري

باشرت القوى الأمنية اللبنانية منذ إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته نهاية الأسبوع الماضي باتخاذ تدابير استثنائية تحسبا لأي طارئ على المستوى الأمني يواكب التأزم السياسي.
وأعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» يوم أمس، أن آليات من الجيش باشرت دوريات في عدد من المناطق العكارية في شمال لبنان في إطار التدابير الأمنية المتخذة في المحافظة استجابة لمقررات الاجتماع الأمني الذي عقد مطلع الأسبوع في القصر الجمهوري، لافتة إلى أن مكتب مخابرات الجيش في منطقة حلبا قام بوضع عدد من الحواجز الأمنية على الطرق الرئيسية، حيث تم التدقيق بالأوراق الثبوتية للسيارات وهويات الركاب. وأوضحت الوكالة أن هذه التدابير انسحبت إلى مدينة صيدا في جنوب لبنان، حيث سيرت المديرية العامة لأمن الدولة دوريات لعناصرها في مختلف الطرق والشوارع والمستديرات الرئيسية في المدينة.
وطمأنت مصادر عسكرية أن وحدات الجيش لم تقم بأي إجراءات استثنائية منذ إعلان الرئيس الحريري استقالة الحكومة، لافتة إلى أن «الوضع الأمني على ما هو عليه، فلا استنفار ولا توقيفات، إنما أعين الأجهزة كما هي دائما مفتوحة ويقظة للتعامل مع أي طارئ». وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن «جهوزية تامة لمواكبة التطورات»، مثنية على «الوعي الذي تحلت به القوى السياسية بعيد الإعلان عن الاستقالة والذي أسهم إلى حد بعيد ببقاء الوضع الأمني ممسوكا».
وأشارت المصادر إلى أن «الجيش متحسب لكل الاحتمالات، ومن ضمنها احتمال العدوان الإسرائيلي، وإن كنا لا نلمس أي مؤشرات أو بوادر لشيء قريب في هذا المجال»، وأضافت: «نحن حاليا وبعد تحرير الجرود الشرقية، نركز اهتمامنا على تحصين الحدود وعلى حماية الاستقرار الداخلي اللبناني».
ويربط رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما» رياض قهوجي احتمال دخول إسرائيل على الخط بالمسار الذي ستسلكه الأزمة السياسية، لافتا إلى أنه «وفي حال أقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تأليف حكومة ترأسها شخصية سنية تدور في فلك (حزب الله)، فإن ذلك سيعرض لبنان بأسره لعقوبات اقتصادية وسياسية دولية شديدة تمهد لتدهور الوضع الأمني، كما سيؤمن الأرضية اللازمة لتدخل إسرائيل لأن البلد سيكون بحينها مكشوفا أمنيا ومقسوما ما يجعل العملية العسكرية الإسرائيلية أسهل».
ويشير قهوجي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «وفي حال تم تكليف الرئيس الحريري مجددا بتشكيل حكومة جديدة، فالأرجح أنه سيبقى رئيسا مكلفا يدير حكومة تصريف الأعمال الحالية لأنّه سيكون من الصعب جدا أن ينجح بتأليف حكومة تحظى بالثقة في حال كان (حزب الله) خارجها»، لافتا إلى أن «هذا السيناريو يناسب إسرائيل أيضا التي قد لا تتأخر باقتناص الفرصة». ويضيف: «هناك سيناريو وحيد من شأنه انتشال لبنان مما هو فيه، لكنّه صعب وغير قابل للتحقيق على ما يبدو، ويقضي بتفاهم الرئيس عون مع (حزب الله) على تغيير سياسته ما يسمح للعهد بتحييد لبنان عن الصراع المحتدم في المنطقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.