السراج يتحسب لتمدد قوات حفتر باتجاه طرابلس

نجاة وكيل وزارة الداخلية من الاغتيال في بنغازي

قوات خفر السواحل تنزل مهاجرين غير قانونيين من سفينة «كانتابريا» الإسبانية في ميناء ساليرنو الإيطالي أمس. وأقلت السفينة 26 جثة لمهاجرين قضوا قبل يومين قبالة السواحل الليبية (أ.ب)
قوات خفر السواحل تنزل مهاجرين غير قانونيين من سفينة «كانتابريا» الإسبانية في ميناء ساليرنو الإيطالي أمس. وأقلت السفينة 26 جثة لمهاجرين قضوا قبل يومين قبالة السواحل الليبية (أ.ب)
TT

السراج يتحسب لتمدد قوات حفتر باتجاه طرابلس

قوات خفر السواحل تنزل مهاجرين غير قانونيين من سفينة «كانتابريا» الإسبانية في ميناء ساليرنو الإيطالي أمس. وأقلت السفينة 26 جثة لمهاجرين قضوا قبل يومين قبالة السواحل الليبية (أ.ب)
قوات خفر السواحل تنزل مهاجرين غير قانونيين من سفينة «كانتابريا» الإسبانية في ميناء ساليرنو الإيطالي أمس. وأقلت السفينة 26 جثة لمهاجرين قضوا قبل يومين قبالة السواحل الليبية (أ.ب)

استمرت أمس حالة الشد والجذب بين القوات الموالية للجيش الوطني الليبي وأخرى تابعة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، في منطقة ورشفانة التي تبعد نحو 30 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، حيث يتخوف السراج من تمدد قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إليها.
وقال عضو مجلس النواب بشير الأحمر، في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن السراج أعرب لدى اجتماعه مع نواب يمثلون منطقة ورشفانة يوم الأربعاء الماضي، عن تخوفه من مساعي حفتر للتمدد نحو طرابلس، مؤكدا أن السراج طلب إخلاء «معسكر اللواء الرابع» التابع لحفتر، لتخوفه من تقدمه باتجاه طرابلس. وطبقا لبيان وزعه مكتبه، اجتمع السراج بعدد من أعضاء مجلس النواب عن ورشفانة، بحضور آمر الحرس الرئاسي اللواء نجمي الناكوع، واتفق المجتمعون على «ألا يكون هناك مكان للمجرمين في منطقة ورشفانة»، وعلى حق المواطنين في العيش بأمن وسلام وضرورة تفعيل مؤسسات القانون.
وأظهرت لقطات فيديو وصور، تواصل القصف العنيف بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين. وأصدر أهالي ورشفانة بيانا خلال وقفة احتجاجية لهم ضد ما وصفوه بـ«العدوان الفاشل على المنطقة»، التي تشهد منذ يومين اشتباكات متقطعة بين كتائب مسلحة داخلها وكتائب أخرى قادمة من مدينة الزنتان، وسط قصف بالمدفعية من قبل قائد المنطقة العسكرية الغربية التابع لحكومة السراج، أسامه جويلي، بحسب تصريحات لقياديين في ورشفانة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة دارت أمس بمنطقتي الكسارات ووادي الحي، علما بأن حفتر حذر في بيان له مؤخرا من استمرار الهجوم الذي تشنه قوات تابعة لحكومة السراج على مقرات وحدات الجيش النظامية. وتشهد الطرق القريبة من منطقة ورشفانة كثيرا من حالات الخطف والسرقة بالإكراه، إضافة لتكرار حالات الخطف وطلب الفدية والقتل، التي يتهم فيها مسلحون ينتمون لورشفانة.
وأعربت الحكومة الموالية لمجلس النواب برئاسة عبد الله الثني عن قلقها البالغ حيال الهجوم العسكري على منطقة ورشفانة، واستهداف المدنيين الآمنين، ووصفت الأحداث في ورشفانة بـ«المأساوية»، عادّةً أنها «تقويض لأي تسويات من شأنها جمع شمل الليبيين». وحمّلت الحكومة في بيان لها المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الذي وصفته بغير المبرر، لحكومة السراج والميليشيات التابعة له. ونفت حكومة الثني إصدار الأوامر لقوات الأمن التابعة لها من أجهزة أمنية وشرطية بالتحرك للقيام بأي عمليات في تلك المنطقة، مشيرة إلى أنها تضع المجتمع الدولي، وعلى رأسه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمام مسؤولياته في الحفاظ على أرواح المدنيين، وسلامة ممتلكات الشعب.
في غضون ذلك، خاضت أمس القوات الخاصة للجيش الوطني الليبي معارك شوارع ضد الجماعات الإرهابية في منطقة سيدي اخريبيش بمدينة بنغازي في شرق البلاد، بينما نجا أمس فرج اقعيم، وكيل وزارة الداخلية التابع لحكومة السراج، من محاولة اغتيال فاشلة، وأصيب 4 من مرافقيه، إثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة سيدي خليفة شمال شرقي مدينة بنغازي. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات تابعة للجيش الوطني شنت غارات جوية على مواقع لفلول المتطرفين الذين ما زالوا يتحصنون داخل آخر معاقلهم في بنغازي، بينما تقدمت القوات الخاصة لمطاردة بقايا الجماعات الإرهابية في أزقة حي سيدي اخريبيش. وأوضح المصدر أن هناك ما وصفه بـ«التقدم الكبير للقوات الخاصة» التي قال إنها تسعى للقضاء على آخر وجود معلن للجماعات الإرهابية في المدينة التي سبق أن أعلن المشير حفتر تحريرها مؤخرا بعدما سيطر عليها المتطرفون لمدة نحو 3 سنوات. وقالت وكالة الأنباء الموالية للجيش إن قذيفة عشوائية أطلقت من منطقة اخريبيش سقطت على بناية سكنية لكن دون وقوع خسائر بشرية.
إلى ذلك، أبلغ فرج اقعيم، وكيل وزارة الداخلية التابع لحكومة السراج، قناة «النبأ» المحلية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين والسراج المدعوم من بعثة الأمم المتحدة والذي هاتفه للاطمئنان عليه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها أمس، بأنه بخير وبصحة جيدة، لكنه أكد في المقابل إصابة 4 من مرافقيه. وظهر اقعيم برفقة عشرات المسلحين وهو يدخل لاحقا إلى أحد المكاتب الحكومية، وسط صيحات التكبير والتهليل. ونقلت «النبأ» عن آمر الاستخبارات العسكرية بالمنطقة الشرقية صلاح بولغيب قوله: «نتهم حفتر بمحاولة اغتيال اقعيم، ولدينا معلومات بالتخطيط لاستهدافه»، لافتا إلى أن محاولة الاغتيال جاءت بمثابة رد على اعتقاله أول متهم في مجزرة الأبيار ويدعى قجة الفاخري آمر «سرية سلوق» المقاتلة، والذي سبق اتهامه بارتكاب عدة جرائم اغتيال في بنغازي مؤخرا.
وكان السراج قد عين اقعيم وكيلا لوزارة الداخلية، لكن السلطات المسؤولة عن إدارة شؤون المنطقة الشرقية والموالية لمجلس النواب والجيش الوطني، رفضت التعاون مع اقعيم الذي كان أحد المقاتلين تحت إمرة المشير حفتر قبل أن ينشق عليه.
وأمر المشير حفتر بالتحقيق في واقعة العثور خلال الأسبوع الماضي على 36 جثة مجهولة في مدينة الأبيار التي تبعد نحو 70 كيلومترا شرق بنغازي، وهي الواقعة التي أثارت الجدل محليا ودوليا حول هوية مرتكبيها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.