كوريا الشمالية وسوريا وأوكرانيا على طاولة لقاء مرتقب بين ترمب وبوتين

TT

كوريا الشمالية وسوريا وأوكرانيا على طاولة لقاء مرتقب بين ترمب وبوتين

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في تصريحات صحافية، أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فيتنام.
وأوضح ترمب، الذي استهلّ جولة آسيوية، من اليابان، أمس، أن التهديد الكوري الشمالي سيكون حاضراً على طاولة المباحثات مع الرئيس الروسي، وأوضح: «أعتقد أن اللقاء مع بوتين متوقع، أجل. نريد مساعدة بوتين في موضوع كوريا الشمالية».
وفي وقت سابق، قال ترمب في حديث لقناة «فوكس نيوز»، الخميس الماضي: «قد يكون لنا لقاء مع بوتين» في فيتنام، وأضاف: «أقول مرة ثانية: بوتين مهم جداً، لأن روسيا يمكنها مساعدتنا في موضوع كوريا الشمالية. ويمكنهم مساعدتنا في الموضوع السوري. وسيكون علينا أن نتحدث عن أوكرانيا».
وهكذا حدّد الرئيس ترمب المواضيع الرئيسية التي يريد بحثها مع الرئيس الروسي، وهي المواضيع ذاتها التي قال ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إنها ستكون رئيسية خلال اللقاء «المحتمل» بين الرئيسين. وفي تعليقه على تصريحات ترمب أكد بيسكوف أنه «يجري الاتفاق» على عقد اللقاء.
ويتزامن اللقاء المرتقب في فيتنام بين بوتين وترمب مع مرور عام على فوز الثاني في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ويصف مراقبون العام الأول من رئاسة ترمب بأنه عام خيبة الآمال الروسية، ذلك أن موسكو كانت قد عَلَّقت الآمال على ترمب في تطبيع العلاقات الثنائية والخروج من دوامة التصعيد التي هيمنت على العلاقات مع واشنطن في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
ومع أن ترمب عبّر خلال الحملات الانتخابية وبعد الفوز عن اعتقاده بضرورة تحسين العلاقات مع روسيا، غير أنه ربط التطبيع مع موسكو وإلغاء العقوبات الأميركية ضدها بتسوية الأزمتين السورية والأوكرانية. من جانب آخر، كان ترمب منذ دخوله البيت الأبيض، وما زال، مقيّداً بتفاعلات قضية الاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لصالحه، وعلاقات يُقال إنها كانت تربط مساعدين له ومقربين منه مع مسؤولين في موسكو.
وسيلتقي الرئيسان الروسي والأميركي رسمياً للمرة الثانية ضمن أجواء لا تختلف جذرياً عن الأجواء التي أحاطت بلقائهما الأول في هامبورغ مطلع يوليو (تموز) الماضي، على هامش قمة العشرين، حينها كانت الإدارة الأميركية تعيش فصلاً من فصول أزمة التحقيقات في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وسبق ذلك اللقاء إقالة شخصيات كبيرة في الإدارة الأميركية الجديدة على خلفية تلك التحقيقات. ويأتي اللقاء المرتقب في فيتنام بين «سيد البيت الأبيض» و«سيد الكرملين» على وقع أصداء أول اتهامات قررت هيئة محلفين اتحادية توجيهها في تحقيق التدخل الروسي. وكان المدعي الأميركي الخاص روبرت مولر قد وجه صحيفة اتهام ضد شخصين على الأقل الأسبوع الماضي، ما يعني أن ملف التدخل الروسي دخل فصلا جديداً أكثر تعقيداً.
وبغض النظر عن التعقيدات في أجواء لقاء بوتين وترمب، يجمع المراقبون على أن اللقاء الثاني بينهما سيحظى باهتمام واسع لا يقل عن لقائهما الرسمي الأول في هامبورغ، حين ذهب الإعلام إلى متابعة أدق التفاصيل، وجاء الخبر عن «مصافحة بين بوتين وترمب» عاجلاً على وكالات الأنباء، بينما استعانت صحف وقنوات إخبارية بخبراء في التعابير والإيماءات لقراءة طبيعة العلاقة بين الرجلين في لقائهما الأول. وفي ذلك اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين، بحث الرئيسان ملفاتٍ معقَّدة عدة؛ بينها العلاقات الثنائية، والأزمتان السورية والأوكرانية. وقال ترمب إنه «شرف» له أن يلتقي بوتين، بينما أكد بوتين أنه أجرى حديثاً جيداً جداً مع ترمب.
وكما هو جدول أعمال لقاء بوتين - ترمب في هامبورغ، فإن اللقاء المرتقب في فيتنام سيناقش ملفات العلاقات الثنائية والأزمات الدولية، وبالدرجة الأولى سوريا وكوريا الشمالية وأوكرانيا. وعقب اللقاء الأول، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيسين اتفقا على «البحث عن اتفاقات مفيدة للجانبين وعدم محاولة اللعب في سيناريو المواجهة»، وأعلن أنّهما اتفقا على إقامة منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا، وافتتاح قنوات اتصالات حول الأزمة الأوكرانية، لتحقيق تقدم، كما بحثا قضية اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وسيضطر بوتين وترمب خلال المحادثات في فيتنام إلى العودة لبحث الأزمة السورية، حيث يستمر العمل بموجب اتفاقهما لوقف التصعيد في مناطق جنوب غربي سوريا، إلا أن هذا لم يؤدِّ إلى إزالة التباينات بين موسكو وواشنطن حول الشأن السوري، بما في ذلك ميدانيّاً، وتحديداً في محافظتي الرقة ودير الزور، حيث تشهد المنطقة ما يمكن وصفه بـ«سباق» للسيطرة على المناطق الغنية بالنفط.
ويتهم مركز حميميم الروسي القوات الأميركية بالتواطؤ مع «داعش» وبانتهاك حقوق اللاجئين في مخيم الركبان.
كما طفا على السطح مجدداً التباين الجدي بين موسكو واشنطن حول آلية التحقيق بالهجمات الكيماوية في سوريا، ويخوض المندوبان الأميركي والروسي في مجلس الأمن مواجهة بين مشروعي قرار أميركي وروسي حول تمديد ولاية آلية التحقيق الدولية المشتركة بتلك الهجمات.
وفي الموضوع الأوكراني، لم يؤدِّ الاتفاق إلى افتتاح قنوات اتصال لتحقيق تقدم في حل الأزمة على أساس «اتفاقيات مينسك» إلى أي تقدم، وقامت واشنطن بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا على شكل معدات حربية وأسلحة «دفاعية فتاكة»، الأمر الذي أثار حفيظة موسكو، بينما يستمر النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا دون أي تقدم في جهود التسوية.
أخيراً، تبقى الأزمة الكورية، حيث أظهرت موسكو بعض الليونة مع إقرار بوتين حزمة عقوبات ضد كوريا الشمالية، تنفيذاً لقرار العقوبات الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وأكد بوتين أن موسكو لن تسمح بقبول كوريا الشمالية دولة نووية. ويتوقع مراقبون أن يتوصل بوتين وترمب خلال المحادثات في فيتنام إلى تفاهم على آلية التعاطي مع الأزمة، لتفادي التصعيد الحالي وتجنّب مواجهة خطيرة في شبه الجزيرة الكورية.



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».