الأزهر و«الشؤون الإسلامية» السعودية ينسقان لتحصين المجتمعات من الأفكار الهدامة

وكيل المشيخة لـ«الشرق الأوسط»: هدفنا تصحيح صورة الإسلام التي أساءت إليها جماعات العنف

الجانبان المصري والسعودي أكدا خلال الاجتماع على زيادة التعاون المشترك في مواجهة الأفكار الضالة وتصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي («الشرق الأوسط»)
الجانبان المصري والسعودي أكدا خلال الاجتماع على زيادة التعاون المشترك في مواجهة الأفكار الضالة وتصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

الأزهر و«الشؤون الإسلامية» السعودية ينسقان لتحصين المجتمعات من الأفكار الهدامة

الجانبان المصري والسعودي أكدا خلال الاجتماع على زيادة التعاون المشترك في مواجهة الأفكار الضالة وتصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي («الشرق الأوسط»)
الجانبان المصري والسعودي أكدا خلال الاجتماع على زيادة التعاون المشترك في مواجهة الأفكار الضالة وتصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي («الشرق الأوسط»)

اتفق الأزهر، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة العربية السعودية، على تصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي من قِبل التنظيمات المتطرفة، وتحصين المجتمعات من الأفكار الهدامة. وأكد الجانبان في اجتماع جمعهما في القاهرة الليلة قبل الماضية، أن «الإرهاب أضر باستقرار المنطقة».
وبحثت اللجنة التنسيقية المشتركة بين الأزهر، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، دعم الاستقرار الأمني والفكري في المنطقة والقضايا المستجدة على الساحة وتنسيق الجهود لمواجهة الفكر المتطرف.
ورأس وفد المملكة في الاجتماع، المستشار الخاص لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الزيد، في حين ترأس وفد الأزهر الدكتور عباس شومان.
وقال الدكتور شومان لـ«الشرق الأوسط»، أمس: إن «الأزهر حريص على تنسيق الجهود مع المملكة العربية السعودية، وبخاصة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية»، مشيرا إلى دور اللجنة التنسيقية في مواجهة الفكر المتطرف، وتحصين الشباب من الوقوع فريسة لأصحاب الفكر المتطرف.
وأكد شومان في هذا الصدد حرص الأزهر والمملكة على وحدة المسلمين، وبذل الجهود الحثيثة والمخلصة لتصحيح صورة الإسلام، التي أساء إليها المتطرفون وجماعات العنف، إضافة إلى رصد كل ما يصدر عن الحركات المتطرفة والإرهابيين، والرد عليهم وتوعية الناس بمخاطرهم.
وأكد الجانبان، المصري والسعودي، خلال الاجتماع على زيادة التعاون المشترك في مواجهة الأفكار الضالة، وتصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالدين الإسلامي الحنيف من قبل التنظيمات المتطرفة، وما يكتب زورا عن الإسلام في بعض وسائل الإعلام العالمية.
وأشار المجتمعون إلى أن الإرهاب أضر كثيرا باستقرار المنطقة العربية، وأن عمل اللجنة يجب أن يتخذ أساليب متعددة لمكافحة هذا الوباء، الذي ينبغي القضاء عليها في أسرع وقت، حتى يعم الاستقرار الأمني والفكري في المنطقة؛ بل والعالم بأسره.
وضم وفد وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الدكتور زيد بن علي الدكان، ومدير إدارة المنظمات والأقليات الإسلامية بالوزارة الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الريس.
واتفق أعضاء اللجنة، على رفع مستوى التنسيق بين الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة، والعمل معاً على رفع مستوى الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية، مع التركيز على عقول الشباب، وتوجيه رسائل دعوية مبتكرة في أفكارها وطريقة عرضها من أجل الوصول إلى الشباب على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم.
مؤكدين تضافر الجهود بين الجانبين والنزول إلى أرض الميدان لتحصين المجتمعات المسلمة من الأفكار الهدامة، وصد الهجمات التي تستهدف تمزيق لحمة الأمتين العربية والإسلامية.
في غضون ذلك، ألقى وكيل الأزهر خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أمس، بحضور وفد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة. وقال شومان: إن «الشريعة الإسلامية تُجرّم البغي والإرهاب وتعطيل مصالح الناس والإفساد في الأرض، وجعلت عقوبة الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً من أغلظ الجرائم وأشدها، وجعلت أولئك الشهداء الذين يموتون وهم يدافعون عن الدماء والأعراض والوطن في منزلة عالية مع النبيين والصديقين والشهداء».
ودعا الدكتور شومان الشباب للنزول إلى ساحات البناء والعمل والإنتاج، لا ساحات الهدم والتخريب والاستجابة لأولئك المخربين الذين يستهدفون عقول الشباب لتخريبها، وجلبهم إلى صفوفهم للتمرد على المجتمعات، مشددا على ضرورة أن يسير شباب الأمة على نهج شباب المسلمين من السلف الصالح حتى يكونوا فخراً لوطنهم وأمتهم.

-*-********************************************************************************
-*-******************************************************************-*****************

** كلام الصور:
(1) اجتماع اللجنة التنسيقية المشتركة بين الأزهر و«الشؤون الإسلامية» السعودية («الشرق الأوسط»).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.