معارك في المعقل الأخير لـ«داعش» على الحدود السورية ـ العراقية

«الحشد» يتوغل في البوكمال

أبنية دمرتها الحرب في مدينة دير الزور كما بدت أمس (أ.ف.ب)
أبنية دمرتها الحرب في مدينة دير الزور كما بدت أمس (أ.ف.ب)
TT

معارك في المعقل الأخير لـ«داعش» على الحدود السورية ـ العراقية

أبنية دمرتها الحرب في مدينة دير الزور كما بدت أمس (أ.ف.ب)
أبنية دمرتها الحرب في مدينة دير الزور كما بدت أمس (أ.ف.ب)

أُفيد أمس بتوغل «الحشد الشعبي» العراقي في ريف مدينة البوكمال السورية بالتزامن مع تقدم قوات النظام السوري تحت غطاء الطيران الروسي إلى آخر «جيب» للتنظيم شرق البلاد، في وقت أُفيد بتعرض مدنيين فروا من مدينة دير الزور لقصف من قوات النظام بعد طرد «داعش» منها.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن الاشتباكات استمرت في ريف البوكمال الشرقي، عند الحدود السورية - العراقية، بين عناصر تنظيم داعش من جهة، وقوات الحشد الشعبي العراقي من جهة أخرى، حيث سجل «استمرار القتال بين الجانبين في منطقة الهري المقابلة لمنطقة القائم، والتي أدرجها تنظيم داعش مع البوكمال وريفها ضمن تنظيم إداري واحد أطلق عليه تسمية «ولاية الفرات».
وترافق القتال مع استهداف متبادل بين طرفي القتال، وقصف من قبل قوات «الحشد» العراقية، بينما تمكن التنظيم من تنفيذ هجمات معاكسة أبعدت «الحشد الشعبي» وأعادته إلى الحدود السورية - العراقية، بعد توغل عناصر منه إلى داخل ريف البوكمال، واشتباكهم مع التنظيم المنسحب من معبر القائم الحدودي ومنطقة الحصيبة ومحيطها في الجانب العراقي من الحدود نحو مدينة البوكمال وريفها.
وقال «المرصد»: «هذا القتال يترافق مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، وعناصر تنظيم داعش في بادية البوكمال الجنوبية الغربية، حيث تحاول قوات النظام تحقيق مزيد من التقدم في محور المحطة الثانية تي - تو، وتقليص المسافة بينها وبين مدينة البوكمال، بعد أن وصلت لمسافة أقل من 30 كلم عن المدينة، التي تعد المعقل الأكبر المتبقي للتنظيم في سوريا». ويتزامن القتال على هذا المحور مع قصف مكثف من قوات النظام، وقصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية مع استهدافات متبادلة على محاور القتال.
كان «المرصد» قد أفاد بأن «ضربات جوية استهدفت مناطق في ريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية - العراقية بالتزامن مع قصف مدفعي طال المنطقة». وعلم المرصد السوري أن «القوات العراقية والحشد الشعبي المرافق لها، عمدت إلى قصف بلدة الباغوز الواقعة قبالة مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، ما تسبب بأضرار مادية».
وأُفيد بنزوح عشرات العوائل من البلدة نحو بادية دير الزور، في وقت تم فيه رصد تنفيذ طائرات مجهولة ضربات استهدفت مناطق في قرية السويعية بالقرب من الحدود السورية - العراقية، قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين من عائلة واحدة، رجل وابنه مع زوجته وطفله.
ورُصد دخول سيارات تحمل عناصر من تنظيم داعش، قادمة من منطقة القائم العراقية والمعبر الحدودي الواصل إليها، بعد تمكن القوات العراقية وقوات «الحشد الشعبي» المرافقة لها من السيطرة على المعبر. ورصد «المرصد» دخول عناصر التنظيم إلى منطقة البوكمال وباديتها، على متن آليات وعربات ووصلت إلى مناطق سيطرة التنظيم فيها.
يأتي هذا الانسحاب للتنظيم من المعبر الحدودي، بالتزامن مع القتال العنيف الذي يدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور في بادية البوكمال الجنوبية الغربية، حيث تمكنت قوات النظام من تقليص مسافة تقدمها لنحو 30 كلم من المدينة التي تعد أكبر معقل متبقٍّ لتنظيم داعش في سوريا.
وفي نهاية الشهر وبعد نحو 72 ساعة من إبعادها لمسافة 65 كلم جنوب غربي البوكمال، تمكنت قوات النظام من «استيعاب الهجوم ومعاودة تنفيذ هجوم جديد بغطاء من القصف المكثف، قدَّمها لمسافة أقل من 50 كلم من مدينة البوكمال، وسط استمرار القتال بين الطرفين، في محاولة مستمرة من قوات النظام الاقتراب أكثر من المدينة والوصول إليها بغية فرض سيطرتها الكاملة عليها، كما مكنها هذا التقدم من تحصين مواقعها في محطة وتجمع (تي - تو)، كذلك خلّف القتال العنيف المترافق مع غارات عنيفة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، وقصف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم، واستهدافات متبادلة على محاور التماسّ وتفجير مفخخات وأحزمة ناسفة... كل ذلك خلّف مزيداً من الخسائر البشرية».
في العراق، نُقل عن جعفر الحسيني المتحدث باسم «كتائب حزب الله» العراق، المدعومة من إيران قوله إن كتائبه التي تقاتل تنظيم داعش في العراق قرب الحدود مع سوريا ستقاتل التنظيم أيضاً في بلدة البوكمال السورية الحدودية.
و«كتائب حزب الله» العراق، إحدى فصائل «الحشد الشعبي» التي تقاتل مع الجيش العراقي ضد تنظيم داعش. واستعادت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي، أول من أمس (الجمعة)، بلدة القائم العراقية الحدودية القريبة من البوكمال من «داعش».
ويقترب الجيش النظامي السوري والمقاتلون المدعومون من إيران والمتحالفون معه، بدعم جوي روسي، من البوكمال ضمن عملية ضد جيب لـ«داعش» يمتد على الحدود بين سوريا والعراق. وقال الحسيني: «البوكمال تحت مرمى صواريخ القوات العراقية في مدينة القائم، ووجود قواتنا على حدود البوكمال سيكون محوراً جديداً في مواجهة داعش». ويتقدم الجيش السوري وحلفاؤه تجاه البوكمال عبر الصحراء جنوب غربي المدينة وعلى طول نهر الفرات من ناحية الشمال الغربي.
وأعلنت قوات النظام السوري، أول من أمس، النصر على «داعش» في دير الزور، أكبر مدينة في شرق سوريا، بعد معركة دامت شهرين.
إلى ذلك، قال «المرصد»: «لم تكتفِ قوات النظام بقتل المدنيين طوال الأيام والأشهر والسنوات الفائتة، عبر استهدافهم في مدينة دير الزور وريفها، تحت ذرائع مختلفة صاغتها الأبواق التابعة لها والمقربة والموالية لها، بل تابعت هذه القوات ملاحقتها لهم عبر مواصلة استهدافهم في آخر مكان وجود لهم قرب مدينة دير الزور، فكانت القوات القادمة لـ(تحرير المدنيين)، هي أول من استهدفتهم وبقيت تستهدفهم حتى النهاية». وأضاف: «تم رصد خلال الـ24 ساعة الفائتة، مواصلة قوات النظام استهداف مئات المدنيين الذين فروا إلى حويجة كاطع (جزيرة قاطع)، التي توجد في وسط نهر الفرات، وهي بمثابة جزيرة نهرية، حيث قصفت قوات النظام المدنيين الموجودين في هذه المنطقة، والواقعين في حصار بين قوات سوريا الديمقراطية الموجودة في شرق نهر الفرات، وقوات النظام، بالإضافة إلى محاوطة المدنيين بعناصر تنظيم داعش المرافقين للمدنيين، والذين انسحبوا مع المدنيين من مدينة دير الزور نحو حويجة كاطع، عقب تمكن قوات النظام من فرض سيطرتها الكاملة على مدينة دير الزور في الثاني من الشهر الجاري».
إلى ذلك، قال علي أكبر ولايتي، مستشار علي خامنئي، إن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية ستتقدم إلى الرقة التي حررتها «قوات سوريا الديمقراطية» من «داعش» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.