أداء إيفرتون «انفضح»... والفريق بحاجة إلى استعادة التوازن سريعاً

خطر الهبوط بات يحدق بالفريق ووقت المدرب المؤقت أنسورث اقترب من النفاد

أنسورث مدرب إيفرتون المؤقت يأمل في الفوز على واتفورد لإنقاذ مستقبله وتصحيح مسار الفريق (رويترز)
أنسورث مدرب إيفرتون المؤقت يأمل في الفوز على واتفورد لإنقاذ مستقبله وتصحيح مسار الفريق (رويترز)
TT

أداء إيفرتون «انفضح»... والفريق بحاجة إلى استعادة التوازن سريعاً

أنسورث مدرب إيفرتون المؤقت يأمل في الفوز على واتفورد لإنقاذ مستقبله وتصحيح مسار الفريق (رويترز)
أنسورث مدرب إيفرتون المؤقت يأمل في الفوز على واتفورد لإنقاذ مستقبله وتصحيح مسار الفريق (رويترز)

انفضح وضع فريق إيفرتون الإنجليزي غير المتوازن مرة أخرى خلال مباراته أمام فريق ليون الفرنسي بالدوري الأوروبي، رغم أن المؤشرات قبل بداية الموسم كانت تعد بمستقبل واعد، لكن في ظل الالتزامات المالية الخاصة بالاستاد الجديد، لا يستطيع النادي تحمل أن يظل واقعاً في ورطة التراجع والتهديد بالهبوط للدرجة الأولى.
كان العنوان الرئيسي في صحيفة «ليكيب» الفرنسية صبيحة يوم الخميس كالتالي: «رياح الهزيمة»، وكان هذا هو ما واجهه فريق «إيفرتون» خلال تلك الليلة أمام فريق ليون، حيث بدأ يتكون شعور بحتمية الخسارة كأمر واقع، مع خوض الفريق ثالث مباراة له تحت القيادة المؤقتة لديفيد أنسورث انتهت جميعها بهزيمة الفريق الإنجليزي.
كان لدى فريق ليون، مثله مثل كل من تشيلسي وليستر من قبل، الكثير ليقدمه في مواجهة فريق لا يحمل تهديداً يذكر لإحراز أهداف، ورغم وجود مؤشرات إيجابية من فريق يزخر بالشباب، وأظهر فيه اللاعب أديمولا لوكمان أداءً جيداً من موقعه في الجناح الأيسر، ثم موقعه في الجناح الأيمن، كانت الطريقة التي انهار بها إيفرتون بعد وقت قليل من التراجع مألوفة.
مع استمرار إجراء تقييم لملفات المتقدمين لشغل وظيفة المدير الفني لإيفرتون، كان من الصعب أن يتم تكليف أنسورث بمجموعة أكثر صعوبة من المباريات تتضمن مباراتين أمام بطلين سابقين في الدوري الممتاز خارج أرضه، ثم أمام الفريق الحاصل على المركز الرابع في فرنسا، الذي نجح في الوصول إلى الدور قبل النهائي في الدوري الأوروبي الموسم الماضي.
ولم يتبق أمام أنسورث تقريباً سوى مباراة اليوم، التي تقام على أرضه، أمام فريق واتفورد لإثبات كفاءته لتولي منصب المدير الفني، لكن في ظل الحديث عن إجراء مقابلات عمل خلال الأسبوع الحالي مع العديد من الشخصيات المختلفة مثل شين دايك، وغوس هيدينك، إلى جانب أسماء مثيرة للقلق بالنسبة إلى الكثيرين مثل سام ألاردايس، من المرجح أن يعود أنسورث إلى عمله مع الناشئين تحت 21 سنة. لقد مرّ أنسورث في السابق بمثل هذا الوضع، وعليه التعافي من أزمته، رغم أن فترة عمله في السابق كمدرب مؤقت عام 2016 عند انتهاء حقبة روبيرتو مارتينيز، قد شهدت الفوز بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام فريق نوريتش سيتي ببعض التوجيه من جوي رويل.
بالنسبة إلى نادٍ اعتاد التفاخر بدعم ومساندة مديريه الفنيين، كان غريباً أن يتم طرد اثنين خلال أقل من موسمين.
خلال المباراة ضد ليون، تم اختيار جونجوي كيني وبيني بانيجامين للدخول في التشكيلة الأساسية من البداية، وجلس مورغان فيني، لاعب قلب الدفاع البالغ من العمر 18 عاماً على مقاعد البدلاء. وفي إطار فريق يعاني خللاً خطيراً في التوازن، بسبب ما فعله ستيف والش مدير الكرة، والمدرب المقال رونالد كومان، التزم أنسورث بخطة اللعب القديمة على أمل الحصول على بعض الحظوظ إلى أن حدث الانهيار المعهود.
ولا تعد تجربة نادي إيفرتون السابقة مع المدربين المؤقتين هي الأفضل، فقد حقق ستيف بيرتينشو، التعادل في مباراتين من بين أربع مباريات، خلال عمله في الفترة الفاصلة بين بيلي بينغهام وغوردون لي عام 1977. ولم يحقق جيمي غابرييل سوى فوز واحد عام 1991، محرزاً نقطة واحدة من بين 21 نقطة خلال عمله في الفترة الفاصلة بين هيوارد كيندال ومايك ووكر موسم 1993 - 1994. ولم يجمع ديف واتسون سوى ست نقاط من إجمالي 21 نقطة أثناء عمله خلال الفترة الفاصلة بين رويل وكندال عام 1997.
المباراة مع فريق واتفورد، اليوم الأحد، وهي الأخيرة قبل فترة التوقف الدولية، قد تكون من حسن حظ أنسورث أنها ستقام على أرض إيفرتون، نظراً لتراجع الفريق إلى المركز الثالث من القاع، وعليه تحقيق الفوز اليوم، حتى وإن لم يتقبل المدرب حقيقة أن فرص حصوله على منصب المدير الفني بشكل دائم ضئيلة، تظل احتمالات انضمامه إلى الآخرين في صفحة منسية إلى حد كبير على الموقع الإلكتروني للنادي كبيرة.
وقال إنسورث بعد الخسارة أمام ليون بثلاثة أهداف مقابل لا شيء: «مباراة واتفورد ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي، وبالنسبة للنادي، وقد أوضحت للاعبين مدى أهمية تلك المباراة بالنسبة إليهم أيضاً». الجدير بالذكر أن إيفرتون قد صمد خلال المباراة أمام ليون، التي اتبع خلالها أنسورث طريقة رقم تسعة الزائف (التي يلعب خلالها اللاعب صاحب الرقم 9 في موقع المهاجم المتقدم 10)، وقام بهذا الدور غيلفي سيغوردسون حتى الدقيقة 68، ثم تراجع الأداء بعد لعبة مرتدة مؤسفة. وأضاف قائلاً: «أنا موقن من أنهم سيستجيبون، وأن المشجعين في استاد غوديسون سوف يدعموننا جميعاً... نحن بحاجة إلى ثلاث نقاط أمام واتفورد. لقد أخبرتهم بما رأيته وأدركته، وبأنني أعتقد أننا قادرون على التقدم، وبما أعتقد أنه ضروري ولازم. أعتقد أن ما قلته لن يخرج من حجرة تغيير الملابس. مباراة اليوم مثل نهائي بطولة الكأس بالنسبة لي، وسأقوم بكل ما في وسعي لضمان جاهزية الجميع. سوف أشكل فريقاً قادراً على إحراز الفوز على واتفورد، نحن لا يمكننا الانهيار أكثر من ذلك، وهذا أمر علينا إصلاحه سريعاً جداً».
من أجل تحقيق هذه الغاية هو بحاجة إلى الحصول على خدمات الثلاثي الإنجليزي السابق، الذي تجاوز لاعبوه الثلاثين عاماً، وهم ليتون بينز، وفيل جاغيلكا، وواين روني، بعد التخلي عنهم في المباراة التي مثلت خروجهم من منافسات الدوري الأوروبي. كذلك يبدو عمر نياسي متاحاً وهو الذي لم يسجله كويمان في قائمة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
الهروب من المراكز الثلاثة الأخيرة هو المسألة الأهم، وبالنسبة إلى نادٍ لطالما تباهى بمساندة مديريه الفنيين، وأقال اثنين في أقل من موسمين، يبحث فرهاد موشيري، مالك النادي وصاحب الحصة الأكبر من الأسهم، عن المعادلة التي تحقق الفوز. وقد استثمر فكره وخططه التجارية، وإن لم يكن جزءاً كبيراً من أمواله بعد في مستقبل «إيفرتون»، مع تخصيص نحو 300 مليون جنيه إسترليني للحصول على موقع الاستاد الجديد في براملي مور دوك، والصفقة التي تم تيسير إبرامها من خلال قرض مدعوم من المجلس يتم تسديده على مدى أربعين عاماً.
لا يبدو أن مسألة الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى في الحسبان، حيث يجب تسديد القرض أياً كان موقع ووضع الفريق، إلى جانب المصروفات المفاجئة، ورسوم انتقال اللاعبين، والدخل المنتظم المستحق إلى المجلس في حال بدأ النادي في التخلف عن السداد. 40 سنة مدة طويلة لا يمكن ضمان الحفاظ خلالها على البقاء في الدوري الممتاز، حتى إذا لم يكن النادي قد ابتعد عن القمة سوى لثلاثة مواسم فقط منذ إنشائه، وكذلك فترة الانتظار حتى شهر يناير (كانون الثاني)، وهو الموعد المفترض لتوقيع المدير الفني الجديد مع مهاجم جديد بعد تهور كومان في التعاقد مع لاعبين غير أكفاء، وتخليه عن المهاجم روميلو لوكاكو بمبلغ قدره 75 مليون جنيه إسترليني خلال فصل الصيف.


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».