ماي تعين وزيراً جديداً للدفاع بعد استقالة فالون بسبب تحرش جنسي

قائمة من 40 نائباً محافظاً يواجهون اتهامات مماثلة

وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين ويليامسون لدى وصوله إلى مبنى وزارة الدفاع امس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين ويليامسون لدى وصوله إلى مبنى وزارة الدفاع امس (إ.ب.أ)
TT

ماي تعين وزيراً جديداً للدفاع بعد استقالة فالون بسبب تحرش جنسي

وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين ويليامسون لدى وصوله إلى مبنى وزارة الدفاع امس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين ويليامسون لدى وصوله إلى مبنى وزارة الدفاع امس (إ.ب.أ)

عينت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أمس (الخميس) غافين ويليامسون وزيراً جديداً للدفاع، عقب استقالة مايكل فالون بعد فضيحة تحرش جنسي. وبعد ساعات من استقالة فالون، الذي قال إن سلوكه في السابق كان «دون المستوى الرفيع الذي نشترطه للقوات المسلحة»، عينت ماي ويليامسون، وهو نجم صاعد في حزب المحافظين الذي تتزعمه.
وترقى ويليامسون، الذي انتخب لعضوية البرلمان للمرة الأولى في 2010، سريعاً داخل حزب المحافظين وكان من كبار مساعدي ماي، وليست لدى ويليامسون (41 عاماً) خبرة سابقة بالقوات المسلحة البريطانية، وفقاً لبياناته الشخصية على الإنترنت. وفى سيرة ذاتية رسمية، قال ويليامسون إنه دخل السياسة عضواً في مجلس مقاطعة محلي في عام 2001، وفاز في الانتخابات ليدخل برلمان ويستمنستر عن حزب المحافظين في عام 2010.
وثارت مزاعم أن فالون كان قد لمس ركبة صحافية خلال عشاء أقيم في عام 2002، لكنه قال إن كثيراً من الاتهامات المعلنة خاطئة. وقال فالون في استقالته التي نشرها مكتب رئيسة الوزراء: «ظهرت كثير من المزاعم بشأن أعضاء البرلمان في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك بعضها بشأن سلوكي السابق. كثير من هذه كانت كاذبة لكنني أقبل أنني كنت في الماضي دون المستوى المرتفع الذي نشترطه للقوات المسلحة التي نِلتُ شرف تمثيلها». وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن المتحدث باسم فالون قال إنه اعتذر عن الواقعة في ذلك الوقت.
وغردت المذيعة المعنية على «تويتر» قائلة إنها اعتبرت الأمر منتهياً، مضيفة أنها لم تطالب باستقالته، وأن الأمر لا يحتاج كل هذه التضحيات من قبل الوزير. وكتبت على «تويتر»: «ركبتي ظَلّت سليمة».
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن قراره لا يتعلق بأي مزاعم جديدة أو بمزاعم محددة. وأضاف فالون الذي أكد انه سيتابع عمله نائباً في البرلمان: «لقد فكرتُ ملياً في موقفي وبالتالي أستقيل كوزير للدفاع». ويعد فالون من الحلفاء المقربين من ماي، وكان قد تولى منصب نائب زعيم حزب المحافظين في الفترة بين 2010 و2012. وردت ماي على استقالة فالون بشكره على «مسيرته الوزارية الطويلة والمثيرة للإعجاب».
وكتبت ماي في رسالة: «أقدر الطريقة الجدية التي تعاملتَ فيها مع موقفك والمثال المميز الذي تريد أن تقدمه للجنود من رجال ونساء وغيرهم». وقالت إنه أسهم خلال فترة عمله منذ 2014 في نجاح القوات البريطانية في حربها ضد تنظيم داعش، كما أنه تمكن من تحرير أكثر من ثلاثة ملايين شخص من قبضة التنظيم. ولم يصدر بيان رسمي من وزارة الدفاع البريطانية بشأن الاستقالة.
وأثير الجدل حول التحرش الجنسي في بريطانيا، بعد اتهامات للمنتج الفني هارفي وينستين، بالتحرش بعدد كبير من الممثلات والعاملات في مجال الفن، في حين طالبت ماي من جانبها البرلمان باتخاذ إجراءات فعالة ضد التحرش الجنسي. وفي وقت سابق قالت ماي إنها ستتخذ إجراءات لدى ظهور مزاعم تدعمها أدلة على سوء السلوك الجنسي. وقالت للنواب: «أنا واضحة جدّاً في أنني ستأخذ إجراء ضد الذين تثور بشأنهم مزاعم بشأن سوء السلوك مدعومة بالأدلة». وقال فالون إنه من الصواب أن تأخذ رئيسة الوزراء والبرلمان هذه القضية على محمل الجد.
يُذكَر أن نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بريطانية لصالح «بي بي سي» أظهرت أخيراً أن «نصف نساء» بريطانيا تعرضن للتحرش في أماكن العمل.
وصعدت هذه الاستقالة من الضغوط على داميان جرين، نائب رئيس مجلس الوزراء البريطاني، المتهم أيضاً بإمساك امرأة من ركبتها، لكنه ينفي هذه الاتهامات.
وحسب صحيفة «تايمز»، فإن هناك قائمة تدور بين نواب الكتلة البرلمانية للمحافظين وتضم هذه القائمة نحو 40 نائباً بينهم أعضاء في الحكومة، ويواجه هؤلاء الأشخاص اتهامات بارتكاب «سلوك غير مناسب».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.