نيجيرفان بارزاني يحاول ترميم العلاقة مع الأحزاب الكردية

TT

نيجيرفان بارزاني يحاول ترميم العلاقة مع الأحزاب الكردية

يسعى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى ترميم علاقات حزبه «الديمقراطي الكردستاني» مع الأحزاب الأخرى في الإقليم، بعدما تضررت بفعل تبعات استفتاء الاستقلال الذي قاده زعيم الحزب المستقيل مسعود بارزاني.
وانقسمت قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وهو ثاني أكبر حزب في الإقليم، إلى فريقين، ركب أحدهما سفينة الاستفتاء وسلم أمره لبارزاني، فيما رفض الآخر هذه المخاطرة. وكذلك الحال مع أحزاب أخرى تدهورت علاقاتها مع حزب بارزاني جراء تداعيات الاستفتاء، ووصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة برحيل الحكومة الحالية وتشكيل أخرى انتقالية.
لكن يبدو أن الدعم الذي تلقاه نيجيرفان ونائبه قباد طالباني من واشنطن برسالة من وزارة الخارجية الأميركية، أعاد تأهيلهما لقيادة هذه المرحلة التي تعد فعلاً «انتقالية»، تمهيداً لتنظيم الانتخابات البرلمانية في منتصف العام المقبل.
وبدأ رئيس الحكومة جولة تشمل الأحزاب الخمسة الفاعلة على الساحة السياسية الكردية، لترميم العلاقات، افتتحها بـ«الجماعة الإسلامية» التي قال عضو مكتبها السياسي محمد حكيم لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء ناقش «تداعيات الاستفتاء الذي أدى إلى تدهور العلاقة بين معظم الأطراف السياسية وحزب بارزاني وحكومته». ورأى أنه «يجب على قيادة كردستان وشعبها تجاوز هذه المرحلة وبدء مرحلة جديدة لاستعادة ثقة الجماهير بالحكومة، وكذلك الثقة بين الأطراف السياسية».
وعما إذا كانت «الجماعة» على استعداد للتعاطي مع نيجيرفان بارزاني بعد أن شاركت «حركة التغيير» في رفع شعار إطاحة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، قال حكيم إن «الرسالة الأميركية كانت واضحة جداً، حين أبدت دعم الإدارة لنيجيرفان ونائبه قباد طالباني، ونحن نتعامل مع الواقع، ورغم أننا دعونا فعلاً إلى تشكيل حكومة انتقالية، فإننا لا نمانع إذا ما جرت تغييرات في الحكومة الحالية وأن تحدد لها مهام محددة لتجاوز تداعيات الاستفتاء وتلبية حاجات المجتمع، خصوصاً محاربة الفساد وبناء أسس الدولة المؤسساتية في الإقليم».
ورداً على سؤال عما إذا كان بارزاني طلب منهم المشاركة في الوفد التفاوضي المزمع إرساله إلى بغداد، قال: «لم نتطرق لهذا الموضوع، لكن أعتقد أن الأولوية حالياً هي لترتيب وترميم البيت الداخلي قبل التهيؤ للذهاب إلى بغداد، فلدينا تجارب كثيرة لفشل الوفود السياسية من دون توحيد الموقف والصف الكردي».
وأكد عضو الهيئة القيادية لـ«حركة التغيير» جلال جوهر أن «الرسالة الأميركية كانت واضحة بخصوص التعامل مع حكومة نيجيرفان بارزاني، ونحن نعتقد بأن الإدارة الأميركية تريد فعلاً إبقاء هذه الحكومة والتعامل معها، ورغم أننا دعونا مع كل من (التحالف من أجل الديمقراطية) الذي يقوده الدكتور برهم صالح، وكذلك (الجماعة الإسلامية)، إلى تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة إنقاذ وطني، فإننا لا نمانع إذا استطاعت الحكومة الحالية توفير الشروط نفسها التي طرحناها لإجراء الإصلاحات وتأمين رواتب الموظفين، والتهيئة للانتخابات البرلمانية، والدخول في مفاوضات مع الحكومة الاتحادية».
وأضاف جوهر أن «(الحزب الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني) لا يمكن تجاوزهما أو شطبهما من المعادلة السياسية، وهما أصبحا أمراً واقعاً يجب أن نتعامل معه، لكن من المهم أيضاً أن تتوحد الجهود جميعاً باتجاه تجاوز هذه المرحلة الخطيرة التي أفرزتها عملية الاستفتاء».
وعما إذا كانت «حركة التغيير» مستعدة للدخول ضمن الوفد التفاوضي مع بغداد، قال: «يجب أولاً أن نعرف على ماذا سيتفاوض الوفد، وهل سيكون وفداً سياسياً أم وفداً حكومياً، ومن هم المشتركون في الوفد. بعد انجلاء هذه الأمور سنقرر موقفنا تبعاً لذلك».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.