وسّعت قوات النظام السوري أمس حملتها العسكرية في محيط العاصمة دمشق فاستهدفت بالتوازي الغوطتين الشرقية والغربية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع قتلى وجرحى في معقل «جيش الإسلام» بمدينة دوما، فيما أكّدت فصائل المعارضة صد محاولة جديدة لقوات النظام للتقدم على جبهة منطقة «بيت جن» غرب دمشق، التي أعلنت الحكومة الأردنية عن دخولها مؤخراً في مناطق «خفض التصعيد».
وأشار «المرصد» إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 20 جراء تنفيذ طائرات حربية 3 غارت على أماكن في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، لافتا إلى أن 10 صواريخ من نوع «أرض - أرض» استهدفت أيضا أطراف حي جوبر، فيما قصفت الطائرات أيضا بستة صواريخ أماكن في المنطقة الواصلة بين حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما. وطال القصف كذلك أماكن في بلدة الزريقية بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية. بالمقابل، أفيد عن سقوط عدة قذائف على مناطق في حي الأمين بدمشق القديمة، ومناطق أخرى في حي المزة ودوار البيطرة في العاصمة، ما أسفر عن أضرار مادية، بحسب «المرصد» الذي لم يوضح مصدر هذه القذائف.
وبالتوازي مع تصعيد الحملة على الغوطة الشرقية، أفادت فصائل «اتحاد قوات جبل الشيخ»، أمس، عن إحباط محاولة جديدة لقوات النظام للتقدم على جبهة منطقة «بيت جن» غرب دمشق، التي أعلنت الحكومة الأردنية عن دخولها مؤخراً في مناطق «خفض التصعيد».
وذكر المكتب الإعلامي لفصائل «جبل الشيخ» أن «مواجهات عنيفة اندلعت عقب محاولة قوات (نظام) الأسد والميليشيات المساندة له التسلل على محور (تلة بردعيا) بأطراف بلدة مزرعة (بيت جن) بالتزامن مع تنفيذ غارات جوية مكثَّفة من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، وقصف مدفعي وقذائف بـ(الهاون) والرشاشات الثقيلة». وأوضح المكتب أن «الثوار تمكنوا من إفشال محاولة الاقتحام، والتي تُعد الثالثة منذ إدراج منطقة (بيت جن) في مناطق (خفض التصعيد)، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف النظام».
وتحدث «المرصد» عن معارك «متفاوتة العنف» يشهدها ريف دمشق الجنوبي الغربي، لافتا إلى أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة و(هيئة تحرير الشام) من جهة أخرى، في محور تل بردعيا ومحاور قريبة منها في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ضمن العمليات المستمرة للسيطرة على المنطقة، من قبل قوات النظام، لإنهاء وجود الفصائل بشكل كلي على الحدود السورية - اللبنانية».
وقال الناشط معاذ حمزة، من الغوطة الغربية، لـ«شبكة شام» إن «قوات الأسد والميليشيات المساندة بدأت فجر الخميس محاولة تقدم على جبهة تلة بردعيا على الأطراف الشمالية لبلدة بيت جن، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدف المنطقة». وأضاف أن الطيران المروحي واصل قصفه بالبراميل المتفجرة بشكل عنيف على المنطقة، مسجلاً 8 براميل منذ ساعات الصباح، يضاف لذلك كثير من صواريخ «الفيل» و«الأرض - أرض» التي طالت المنطقة أول من أمس.
وأشار الناشط الميداني إلى أن «قوات الأسد تستخدم سياسة الأرض المحروقة بالتمهيد من الطيران المروحي والقصف المدفعي والصاروخي»، موضحا أن محاولة تقدمها «تعد الثالثة منذ إدراج منطقة بيت جن في مناطق خفض التصعيد».
في هذا الوقت، طالبت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق، بحماية المدارس والمراكز المدنية والمناطق السكنية من «إجرام نظام الأسد والدول الداعمة لإرهابه»، محملة «جميع الصامتين من منظمات ودول كامل المسؤولية الأخلاقية عن صمتهم إزاء الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية». وقالت المديرية في بيان لها إن الغوطة الشرقية «طوت يوماً آخر من أيامها العجاف مودعة عدداً من أطفالها من بين الشهداء الذين ارتقوا خلال المجازر المروعة التي ارتكبها نظام الأسد المجرم، مضيفا جرائم أخرى لسلسلة جرائمه المرتكبة بحق الشعب السوري بمشاركة ودعم روسي وإيراني وصمت دولي فاضح».
وأشار البيان إلى أن النظام استهدف تجمعات مدنية في عدد من البلدات، لافتا إلى أنه تم استهداف مخرج مدرسة في بلدة جسرين «أثناء انصراف الأطفال منها، مما أدى لارتقاء 7 شهداء؛ بينهم 6 أطفال، وتسجيل عدد كبير من الإصابات بعضها في حال خطر».
كما استهدفت، بحسب البيان، مدرسة للأطفال في بلدة مسرابا بقصف مدفعي أيضا، الأمر الذي نتج عنه ارتقاء 4 شهداء على الفور؛ بينهم طفلان. وأضاف: «كذلك استهدفت الأحياء السكنية في مدينة عربين وبلدة عين ترما، مما أدى لارتقاء مدنيين اثنين، كما تم تسجيل 9 إصابات بين المدنيين في مدينة حرستا بجروح؛ بينهم طفلان، خلال القصف الذي استهدف الأحياء السكنية أيضاً في المدينة».
قوات النظام السوري تقصف غوطتي دمشق الشرقية والغربية
قوات النظام السوري تقصف غوطتي دمشق الشرقية والغربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة