كير في الخرطوم لتخفيف التوتر في العلاقات

الرئيس البشير مستقبلاً نظيره الجنوبي سلفا كير في مطار الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
الرئيس البشير مستقبلاً نظيره الجنوبي سلفا كير في مطار الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

كير في الخرطوم لتخفيف التوتر في العلاقات

الرئيس البشير مستقبلاً نظيره الجنوبي سلفا كير في مطار الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
الرئيس البشير مستقبلاً نظيره الجنوبي سلفا كير في مطار الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ببذل الجهود اللازمة على المستويين الثنائي، وعبر وساطة مجموعة دول «إيقاد» لدعم السلام والاستقرار في جنوب السودان، فيما أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت التزام حكومته بعدم استضافة المعارضة المسلحة السودانية.
وقال البشير في كلمة للجلسة الافتتاحية للمباحثات، التي يجريها على مدار يومين مع نظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت بالخرطوم أمس، إن بلاده دعمت الحوار الوطني في جنوب السودان، مبرزا أنها رفضت السماح للسياسيين والقادة الجنوبيين المعارضين ممارسة أنشطة سياسية أو عسكرية ضد جنوب السودان، وقصر وجودهم على الاستضافة.
ووصل رئيس حكومة جنوب السودان الخرطوم أمس في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها والوفد المرافق له مباحثات مع الرئيس البشير، وعدد من المسؤولين، وتتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث تنشيط اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة بين الخرطوم وجوبا منذ 2012، بالإضافة إلى قضايا الحرب والسلام في الدولتين.
وكشف البشير عن تقديم حكومته لما سماه «الدعم والمساعدة للمواطنين من جنوب السودان المتأثرين بالحرب»، وتابع موضحا أن «السودان لا يزال مستمرا في فتح أراضيه لمرور المساعدات الإنسانية... واتفاقية السلام الموقعة في أغسطس (آب) 2015 بين الحكومة والمعارضة المسلحة، تمثل الأساس في كل الجهود، والمبادرات الرامية لتحقيق الوفاق بين الفرقاء في جنوب السودان».
ودعا البشير إلى إشراك المعارضين الجنوبيين غير المشاركين في اتفاقيات السلام الموقعة بين الحكومة الجنوبية ومعارضيها، وذلك لتحقيق أقصى درجات الوفاق الوطني في البلاد.
كما أبدى البشير حرص حكومته على الوصول لتسوية للقضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان، وعلى تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بمنهج يتضمن «الشمول والكلية»، ودعا إلى تفعيل الآلية السياسية والأمنية، واللجنة المشتركة للحدود، ولجنة التشاور السياسي، وتفعيل اللجنة المشتركة لمنطقة أبيي، بهدف إنجاز الترتيبات الانتقالية للمنطقة، وتكوين الآلية الإدارية والمجلس التشريعي والشرطة المشتركة.
وطالب البشير باستئناف التحرك المشترك تجاه المجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان الخارجية، لكونه تحمل منفرداً عبء الدين الخارجي بعد انفصال جنوب السودان.
من جهته، تعهد رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت بعدم استضافة أي مجموعات معارضة تهدد السلام والأمن والسلم في السودان، وجدد رغبته في إقامة علاقات تقوم على مبدأ حسن الجوار مع السودان. كما أكد التزام حكومته بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين منذ عام 2012، معلناً التزامه بالإشراف بنفسه على تنفيذ تلك الاتفاقيات.
وفيما يتعلق بالمعارضة في جنوب السودان، التزم ميارديت بالسعي لجمع المعارضة عن طريق دعوة للحوار وجهها للقوى السياسية ببلاده كافة، مستفيداً في ذلك من تجربة الحوار الوطني السوداني، التي وصفها بـ«الناجحة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.