زعيم «العمل» الإسرائيلي يهدد نائباً عربياً بالإقاله لرفضه المشاركة في مئوية وعد بلفور

TT

زعيم «العمل» الإسرائيلي يهدد نائباً عربياً بالإقاله لرفضه المشاركة في مئوية وعد بلفور

صرح مقربون من رئيس حزب العمل الإسرائيلي الجديد، آبي غباي، أمس (الثلاثاء)، بأن النائب العربي في الحزب زهير بهلول: «لن يكون مرشحا في انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المقبلة»، عقابا له على موقفه الرافض للمشاركة في الاحتفال الذي ستقيمه كتلة «المعسكر الصهيوني»، غدا الخميس، بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور.
وقال هؤلاء على لسان زعيمهم: «غباي سئم من التطرف اليساري داخل الحزب». أما النائب بهلول، فقال: «أنا لن أشارك في الاحتفال ليس بدافع التمرد. فهذا الاحتفال ببساطة ليس لي. ولا أشعر بأنه ينصفني وينصف شعبي. أنتم حصلتم في وعد بلفور على حق تقرير المصير لليهود وإقامة وطن قومي. وأنا واثق من أن الجميع يدركون أن شعب إسرائيل يستحق تقرير المصير، ولكن ماذا عن شعبي؟ فأنا بالإضافة إلى كوني مواطنا إسرائيليا، لدي انتماء آخر لا يقل أهمية، أنا أنتمي أيضا إلى فلسطينيتي».
وأضاف بهلول: «لماذا يجب التنكر إلى الأبد لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، كما حظي به الشعب اليهودي؟ هذا حقي الأساسي. الشعب اليهودي الذي حصل على حلمه وحققه، لا يسارع إلى الاعتراف برواية الآخر. أنا لست مناسبا للمشاركة كإنسان حر في الجلسة الاحتفالية».
وبعد نشر تصريح المقربين من غباي، بأنهم لا يرون أنه يوجد له مكان في الكنيست في المرة المقبلة، نشر بهلول تغريدة على صفحته في «فيسبوك»، جاء فيها: «إن رئيس حزبي الجديد لا يتوافق مع مواقفي المعروفة. وبالتالي فهو لا يتفق مع وجهة نظر الأقلية العربية في إسرائيل، التي تطمح إلى الاعتراف بمطالبها بتحقيق المساواة الكاملة، مع الاعتراف بحقوقها في الشراكة في إدارة الدولة، وكذلك الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولة مستقلة له إلى جانب إسرائيل. في الآونة الأخيرة، أعربت كثيرا عن خيبة أملي من الكنيست والسياسة، وأشرت إلى أنني أدرس مسألة مستقبلي السياسي. إذا وجدت أنني لا أملك منصة لدفع مبادئي، فإنني لن أتمسك بقرني المذبح ولا أحتاج إلى إشارات تحذير، بل سأترك الكنيست بمبادرتي».
وكان بهلول قد دخل في جدال سابق مع قادة حزبه. وفي 2016 أثار انتقادا من قبل رفاقه في المعسكر الصهيوني، عندما قال إن منفذ عملية الطعن في الخليل «ليس مخربا». وفي الشهر الماضي، هاجم رئيس الحزب غباي على خلفية تصريحه بأنه سيبقي على المستوطنين في الضفة الغربية، وقال إن «الوصول إلى السلطة في إسرائيل، لا يتم من خلال التخلي عن المبادئ والقيم الأساسية للحزب. لن يتحقق اتفاق سياسي من دون إزالة المستوطنات».
وقال زملاء بهلول في الكتلة، إنه منذ فترة طويلة يشعر بالإحباط من عمله في الكنيست، ويفكر في الاستقالة قبل انتهاء الدورة. وفي كل الأحوال لا ينوي بهلول المنافسة على مقعد في الكنيست المقبلة، وحتى لو كان ينوي ذلك، فإن فرص انتخابه مرة أخرى في حزب العمل متدنية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».