بعد ثلاثة اجتماعات بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، لحل المشاكل بينهما، بحضور ممثل عن قوات التحالف الدولي، توصل الجانبان، أمس، إلى تفاهم مشترك حول العديد من النقاط، أبرزها إدارة معبر فيشخابور بشكل مشترك، ونشر قوات مشتركة من الطرفين في المناطق المتنازع عليها التي ما زالت خاضعة لقوات البيشمركة.
وكشف مسؤول عسكري كردي لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم ذكر اسمه: «توصل الفريق العسكري التابع لإقليم كردستان أمس إلى اتفاق مبدئي مع الفريق العسكري العراقي حول عدد من النقاط، لكن لم يعلن الجانبان بعد الاتفاق النهائي بشأنها»، مؤكداً أن «هناك تفاهماً مشتركاً حول الكثير من القضايا بين الإقليم وبغداد».
وتطالب الحكومة العراقية، الإقليم، بسحب قواته إلى حدود عام 2003، أي إلى الخط 36 الذي حدده التحالف الدولي عام 1991 كمناطق حظر طيران لحماية كردستان من هجمات نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إبان احتلال العراق لدولة الكويت، و«انتفاضة الربيع» التي اندلعت في كردستان ضد حزب البعث والحكومة العراقية ربيع عام 1991.
ورغم انسحابها من مساحات واسعة من المناطق المتنازع عليها بما فيها محافظة كركوك في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلا أن قوات البيشمركة ما زالت تسيطر على ثماني مناطق من المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى، وقد خاضت خلال الأسبوعين الماضيين عدة معارك ضارية ضد القوات العراقية و«الحشد الشعبي»، ومنعتها من دخول هذه المناطق.
وأوضح المسؤول الكردي أن الجانبين توصلا إلى اتفاق مبدئي لنشر قوات مشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة في هذه المناطق التي تتمثل بالمحمودية وشيخان وسحيلة والقوش وخازر وفايدة والكوير ومقلوب الواقعة في شرق وغرب الموصل، لافتاً إلى أن «هناك مقترحاً لنشر قوات مشتركة من التحالف الدولي والبيشمركة وحرس الحدود العراقي في معبر فيشخابور الحدودي».
وبحسب معلومات هذا المسؤول المطلع على الاجتماعات، فإن الجانبين اتفقا على التعامل مع كافة المشاكل العالقة الأخرى، ومسألة كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، ومطاري أربيل والسليمانية، حسب الدستور العراقي.
بدوره، قال اللواء المتقاعد في وزارة البيشمركة صلاح الفيلي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مقترح لإدارة منفذ فيشخابور الحدودي بشكل مشترك من الناحية الإدارية والعسكرية بين قوات البيشمركة والشرطة العراقية والجيش الأميركي، لكن لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق نهائي بشأن هذه النقطة»، مؤكداً أن الجانبين سيصلان في وقت قريب إلى اتفاق نهائي. وأشار الفيلي إلى أن فيشخابور ليست من المناطق المتنازع عليها، وهي تقع داخل الخط 36، «لكن الحكومة العراقية تستغل هذه الفرصة للضغط على الإقليم»، موضحاً أن «بغداد تقول إنها (تريد تطبيق الدستور)، إذا كانت تريد الحل حسب الدستور، فالمناطق المتنازع عليها يجب أن تدار بشكل مشترك من قبل الجانبين». ويرى أن الأوضاع المتأزمة بين الجانبين ستهدأ قريباً، نافياً في الوقت ذاته دخول القوات العراقية إلى معبر فيشخابور.
وعما إذا كان الجانبان قد اتفقا حول مطاري أربيل والسليمانية وإدارتهما، أكد الفيلي «في الأساس مطارا الإقليم تديرهما الحكومة العراقية، وتشرف سلطة الطيران المدني العراقي على كافة جوانب العمل في هذين المطارين، وحتى الموظفين في مطاري الإقليم يستلمون رواتبهم من الحكومة العراقية، لذلك قرار إغلاق المطارين من قبل بغداد كان سياسياً، وهدفه يتمثل في الضغط اقتصادياً على كردستان».
بغداد وأربيل تقتربان من اتفاق نهائي بشأن إدارة معبر فيشخابور
مقترح بنشر البيشمركة وحرس الحدود العراقي وقوة من التحالف الدولي
بغداد وأربيل تقتربان من اتفاق نهائي بشأن إدارة معبر فيشخابور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة