الحزب الشيوعي الصيني يحبط «مؤامرة»... ويمنح صفة «الزعيم» لشي

3 من كبار المسؤولين حاولوا التلاعب بالأصوات خلال مؤتمره

صينيون يسيرون بجانب صورتين للرئيس شي جينبينغ (يسار) والزعيم ماو في شنغهاي (رويترز)
صينيون يسيرون بجانب صورتين للرئيس شي جينبينغ (يسار) والزعيم ماو في شنغهاي (رويترز)
TT

الحزب الشيوعي الصيني يحبط «مؤامرة»... ويمنح صفة «الزعيم» لشي

صينيون يسيرون بجانب صورتين للرئيس شي جينبينغ (يسار) والزعيم ماو في شنغهاي (رويترز)
صينيون يسيرون بجانب صورتين للرئيس شي جينبينغ (يسار) والزعيم ماو في شنغهاي (رويترز)

منذ تدشينه مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأسبوع الماضي حتى اليوم، اتّخذ الرئيس الصيني شي جينبينغ سلسلة إجراءات تعزز مكانته في الحزب وعلى هرم السلطة، كان آخرها اعتماد لقب «الزعيم» أو «القائد» الذي كان مخصصا لماو، وتعيين أحد مقربيه على رأس شنغهاي، وإحباط «مؤامرة».
وتتمثل الحلقة الأخيرة في حملة شي ضد الفساد والتي تساهم في تعزيز قوته داخل الحزب، في إحباط «مؤامرة» حاكها ثلاثة من كبار مسؤولي البلاد، كما أكّدت وكالة أنباء الصين الجديد فجر أمس، نقلا عن لجنة التفتيش التأديبية للحزب الشيوعي الصيني. فقد اتهمت اللجنة النجم الصاعد السابق في الحزب، سون تشيغكاي، الذي أقيل في يوليو (تموز) بتهمة الفساد، بالتورط في هذه «المؤامرة» التي لم تكشف أي تفاصيل عنها.
ويقول الخبير في الشؤون الصينية جان - بيار كابيستان إن الإشاعات عن انقلاب «تثبت وجود صراع حاد من أجل السلطة» في قمة النظام، الذي يواجه معارضة داخلية تقنعت بإعادة انتخاب شي جينبينغ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال كابيستان من جامعة هونغ كونغ المعمدانية: «ثمة معارضة تعتقد أن تشي متحفّظ جدا، وإنه يتراجع عن التطور السياسي الذي أراده دينغ سياوبينغ في بداية الإصلاحات»، أواخر السبعينات.
وقد يضاف سون، ارفع مسؤول صيني يسقط منذ خمس سنوات، إلى المسؤولين الآخرين اللذين أدينا وسجنا بتهمة الفساد؛ وهما لينغ جيهوا المدير السابق لمكتب الرئيس السابق هو جينتاو، وجو يونغكانغ، الرئيس السابق للأجهزة الأمنية.
وأكدت وكالة أنباء الصين الجديدة الأسبوع الماضي أن «المتآمرين» الثلاثة حاولوا «التأثير على الأصوات» في المؤتمرين السابقين للحزب الشيوعي الصيني في 2007 و2012، من خلال شراء أصوات بعض المندوبين، لكبح صعود شي جينبينغ.
على صعيد متصل وعلى غرار مؤسس الجمهورية الشعبية ماو تسي تونغ (1949 - 1976)، أدرج الحزب الشيوعي «فكر شي» رسميا الأسبوع الماضي في ميثاقه. كما منحه المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لقب «القائد» (لينغتشيو بالصينية)، الذي استخدم بكثرة في الماضي لتمجيد ماو. ونقل التلفزيون الحكومي عن المكتب السياسي للحزب الجمعة أن «الأمين العام شي جينبينغ هو القائد المدعوم من كل الحزب ومحبوب من الشعب»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وعزز شي جينبينغ (64 عاما) صلاحياته الأسبوع الماضي مستفيدا من انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني الذي ينظم كل خمسة أعوام، بحصوله على ولاية جديدة مدّتها خمس سنوات على رأس الحزب، وتجنب الدخول في مسألة خلافته. ويفترض أن يسمح إدراج اسمه في ميثاق الحزب بتجاوز كل القيود المرتبطة بالسن، والبقاء أطول فترة ممكنة رئيسا للحزب الشيوعي الصيني.
يترافق تعزيز الصلاحيات مع موجة دعائية تتمثل بتزايد اللافتات التي تدعو إلى درس «فكر» القائد الذي وعد مواطنيه خلال المؤتمر بـ«عصر جديد من الاشتراكية على الطريقة الصينية» بحلول عام 2050، وأعلن ما لا يقل عن عشرين جامعة صينية أنها فتحت «معاهد بحوث» حول «الفكر» الرئاسي. ونقلت «صحيفة الشعب» الناطقة باسم الحزب الحاكم عن مسؤول جامعي في ووهان (وسط) قوله إن هذا الفكر «سيدخل في العقول والقلوب».
في هذه الأثناء، يرسخ شي جينبينغ تأثيره على المحركات الاقتصادية للبلاد؛ فكبار مسؤولي شنغهاي وإقليمي غوانغدونغ (جنوب) وفوجيان (شرق) الساحليين الغنيين، قد تغيروا، كما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة أول من أمس.
وقد حلّ لي تشيانغ، أحد أنصار شي جينبينغ، محلّ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي العاصمة الاقتصادية الصينية، ومعقل الرئيس السابق جيانغ زيمين. وكان لي تشيانغ عمل تحت إشراف شي جينبينغ، الذي كان مسؤولا عن جيجيانغ (شرق) في العقد الأول من الألفية الجديدة.
ومنذ وصوله إلى الحكم في بكين أواخر 2012، اشتهر شي جينبينع بحرب على الفساد أدّت إلى فرض عقوبات على 1.5 مليون شخص، كما تفيد الأرقام الرسمية. لكن شبهات تفيد بأنه استفاد منها لإبعاد خصومه السياسيين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».