ماتيس: واشنطن تسعى إلى «حل سلمي» مع كوريا الشمالية

رسالة تهنئة نادرة من كيم إلى شي بمناسبة تجديد ولايته

TT

ماتيس: واشنطن تسعى إلى «حل سلمي» مع كوريا الشمالية

أكد وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، أن واشنطن تسعى إلى «حل سلمي» مع كوريا الشمالية، وذلك قبيل زيارة إلى شبه الجزيرة المقسمة، ووسط تفاقم التوتر إزاء تهديدات بيونغ يانغ النووية.
وقامت كوريا الشمالية في الأشهر القليلة الماضية بتجربتها النووية السادسة وأطلقت صاروخين باليستيين؛ ما أثار حربا كلامية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي كيم جونغ أون.
لكن ماتيس، الذي وصل إلى تايلاند أمس عقب اجتماع بنظرائه في «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) في الفيليبين، قال: إن واشنطن «ليست مسرعة نحو الحرب»، وإنها تبحث عن حل دبلوماسي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ماتيس «هل نمتلك حلولا عسكرية للدفاع في حال تعرضنا لهجوم، أو تعرض حلفاؤنا لهجوم؟ طبعا لدينا»، مضيفا: «لكن الجميع يسعون لحل سلمي».
وفي أعقاب محادثات ماتيس مع نظيريه الكوري الجنوبي والفلبيني على هامش المنتدى الأمني في مانيلا، قال الوزراء: إن برنامج الأسلحة النووية والصاروخية لبيونغ يانغ يمثل «تهديدا غير مسبوق وخطيرا»، وتعهدوا تكثيف الضغوط الدبلوماسية على النظام.
ويقوم ماتيس بجولة آسيوية تشمل سيول التي يصلها اليوم، لإجراء محادثات دفاعية سنوية قبيل زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي ترمب إلى كوريا الجنوبية الشهر المقبل.
وسيكون التركيز مُنصبّا على الرسالة التي سيوجهها ترمب إلى نظام الشمال الانعزالي. وتسببت تصريحات أدلى بها ترمب مؤخرا، وفيها أن «شيئا واحدا سينجح» مع الشمال، في إثارة مخاوف من نزاع محتمل.
لكن حتى بعض مستشاري ترمب قالوا: إن الخيارات العسكرية الأميركية محدودة، عندما تكون بيونغ يانغ قادرة على القيام بقصف مدفعي على سيول التي تبعد نحو 50 كيلومترا فقط عن الحدود المحصنة، والبالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.
على صعيد آخر، تمنّى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للرئيس الصيني شي جينبينغ «النجاح الكبير» في رسالة تهنئة نادرة، بعد مؤتمر تاريخي للحزب الشيوعي رسخ زعامة الرئيس الصيني.
وقدّم كيم في رسالته لشي «التهاني المخلصة» بعد انتخابه لولاية ثانية أمينا عاما للحزب الشيوعي الحاكم، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس. والرسالة التي وجّهت الأربعاء «أعربت عن القناعة في أن العلاقات بين الحزبين والدولتين ستتطور بما هو في مصلحة شعبي الدولتين»، وفق الوكالة الصحافة الفرنسية. لكن الرسالة الرسمية القصيرة التي لم تتعدّ أربع جمل، كانت على نقيض واضح للمديح الذي وجهه كيم للرئيس الصيني وبلاده عندما تولى شي الحكم قبل خمس سنوات.
وتوترت العلاقات بين الدولتين الجارتين في السنوات الأخيرة بعد قيام كوريا الشمالية بعدد من التجارب النووية والصاروخية رغم معارضة بكين، حليفها الدبلوماسي الوحيد وشريانها الاقتصادي.
في 2012، وصف كيم الدولتين بـ«الجارين الصديقين، تربطهما نفس الجبال والأنهار» والعلاقات الثنائية «بالثروة الثمينة المشتركة المرتبطة بالحكمة، وجهود قادة الأجيال الأكبر سنا».
وامتنعت بكين عن فرض عقوبات قاسية تتسبب في زعزعة الوضع السياسي في كوريا الشمالية بسبب مخاوف من أن يؤدي انهيارها إلى تدفق اللاجئين عبر الحدود المشتركة؛ ما سيضع الجيش الأميركي على أبواب الصين.
لكن في مؤشر على انزعاجها من نظام الدولة المجاورة الذي لا يمكن التكهن بأفعاله، أوقفت بكين جميع وارداتها من الفحم من كوريا الشمالية في وقت سابق هذا العام، وصوتت لصالح عقوبات أميركية جديدة فرضت على بيونغ يانغ في الأشهر الأخيرة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».