الاستخبارات الإسرائيلية تكشف هوية قائد «حزب الله» في الجنوب السوري

TT

الاستخبارات الإسرائيلية تكشف هوية قائد «حزب الله» في الجنوب السوري

عمم مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية، على وسائل الإعلام، بيانا مستهجنا يتضمن معلومات، من دون مناسبة، عن الشخصية البارزة في «حزب الله» اللبناني، منير شعيتو، وكشفت أنه اختير ليكون قائد «قيادة الجنوب» للحزب في سوريا، والشخص المسؤول عن إنشاء القواعد العسكرية للحزب في هضبة الجولان.
وقالت المخابرات في بيانها، الذي نشر أمس في تل أبيب، إن شعيتو معروف بلقب «الحاج هاشم»، وإنه المسؤول من «حزب الله» عن كل المنطقة الممتدة إلى الجنوب من دمشق؛ من السويداء، مرورا بدرعا، وحتى الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة. وهو يوازي في منصبه، قائد «الفيلق السوري الأول»، محمود القوزي، ويعمل معه بتنسيق كامل، ويخضع لأبي أحمد صلب، قائد قوات «حزب الله» في سوريا، و«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في سوريا.
ونشرت مع البيان صورة لـ«الحاج هاشم»، وقالت إنه في الخمسين من العمر، ومتزوج من «هناء» وأب لأربعة أولاد، ويعيش في إحدى قرى جنوب لبنان، لكنه ينام خلال الأسبوع في بيت آخر له في دمشق. وأضافت أنه «يقوم بتنفيذ معظم أنشطته في منطقة جنوب سوريا؛ حيث يفترض أن يعتني بمصالح (حزب الله). وقد التقطت صورة له خلال جولة قام بها في المنطقة، ويظهر فيها وهو يرتدي الزي الرسمي للجيش السوري، بينما يسير حراسه وراءه، وهم رجال (حزب الله) يرتدون ملابس مدنية، وإلى يساره، قائد (الفيلق السوري الأول)، القوزي، ووزير الدفاع السوري عماد الفريج».
وأكدت المخابرات الإسرائيلية أن «هذه هي المرة الأولى، عمليا، التي يتم فيها كشف هوية (الحاج هاشم)، باسمه وصورته»، فقد عمل حتى الآن بشكل سري، ولا تتوفر معلومات عنه في وسائل الإعلام العربية أو الإنترنت.
يتمتع «الحاج هاشم» بماض عسكري في «حزب الله»؛ ففي بداية سنوات الألفية، كان نائبا لقائد «وحدة عمليات فلسطين» في «حزب الله»، وفي هذا الإطار أرسل «المخربين» الذين نفذوا في ديسمبر (كانون الأول) 2002 عملية بالقرب من كيبوتس «متسوبا»، التي قتل خلالها 6 إسرائيليين. وتم تعيين «الحاج هاشم» في منصبه الحالي في شهر يونيو (حزيران) 2016. وسبقه في هذا المنصب جهاد مغنية، نجل رئيس الأركان في «حزب الله» عماد مغنية. وأشارت المخابرات إلى أن كلا الرجلين، مغنية، قد اغتيلا؛ الأول في دمشق في 12 فبراير (شباط) 2008، والثاني تم اغتياله في منطقة القنيطرة في الجزء الشرقي من هضبة الجولان، في 18 يناير (كانون الثاني) 2015، بعد أن كان قد اغتيل قبله شريكه سمير قنطار، قاتل عائلة هران (الإسرائيلية) الذي أطلق سراحه في إطار صفقة غولدفاسر - ريغف، والذي اغتيل في هضبة الجولان في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2015. وقد اتهم «حزب الله» إسرائيل بالمسؤولية عن عمليتي الاغتيال، ورد عليهما من الأراضي اللبنانية.
ويضيف البيان الإسرائيلي أنه «في حين تولى مغنية والقنطار المسؤولية عن تأسيس القواعد الإرهابية في هضبة الجولان السورية لكي تعمل من هناك ضد إسرائيل، فإن منصب (الحاج هاشم) أكثر رسمية. ومثل أقرانه المسؤولين عن القيادات الإقليمية التابعة لـ(حزب الله) في أجزاء أخرى من سوريا، فإن مهمته الرئيسية هي مساعدة النظام السوري على الانتصار في الحرب الأهلية واستعادة السيطرة على سوريا، واستمرارا لذلك، تحقيق مصالح إيران و(حزب الله) في سوريا. وفي جزء من هذه المهمة، يتولى (الحاج هاشم) المسؤولية عن إنشاء قاعدة (حزب الله) في منطقة الجولان. وقبل عدة أسابيع، أسقطت إسرائيل طائرة (غير مأهولة) تابعة لـ(حزب الله)، أثناء تحليقها على مقربة من الحدود، والتي تم تفعيلها من قبل رجال (الحاج هاشم). كما يتولى المسؤولية عن عمليات أخرى للتنظيم في المنطقة، لكن المهمة الرئيسية التي يكرس لها نشاطه، هي مساعدة قوات النظام السوري في حربها ضد المتمردين في شمال الهضبة. وهو يفعل ذلك بمساعدة ضباط (حزب الله) وعشرات الجنود الخاضعين له، والذين يصل قسم منهم إلى المنطقة لتنفيذ نشاطات تستغرق عدة أشهر، ومن ثم يعودون إلى لبنان بعد استبدال جنود آخرين بهم».
ولم تخف أوساط إسرائيلية أن الهدف من هذا النشر هو تحذير «الحاج هاشم»، وعمليا تهديده بألا يتابع نشاطه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.