قال مكتب التحقيقات البلجيكي إنه سيتقدم بطلب مستعجل لنقل فتاة عمرها 14 عاماً من أحد المستشفيات في بروكسل إلى أحد مراكز الاحتجاز المغلقة، تمهيداً لبدء التحقيق معها على خلفية السفر إلى مناطق الصراع في سوريا والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية.
وأكد مكتب التحقيقات ما أوردته وسائل الإعلام المحلية؛ ومنها محطة تلفزيون «آر تي بي إف» من أن فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، من سكان بروكسل كانت قد اختفت في مايو (أيار) الماضي، قد جرى العثور عليها في تركيا مع طفلها المولود حديثا، وجرت إعادتهما معا إلى العاصمة بروكسل، وقامت السلطات البلجيكية بإدخالهما إلى أحد المستشفيات لفحص حالتهما الصحية، للنظر في مدى إمكانية عرض الأم على قاضي التحقيقات.
وكانت فردوس قد خرجت يوم 24 مايو الماضي من منزلها للذهاب إلى المدرسة، لكنها اختفت، رغم أنه قبل ذلك بوقت قصير، كانت وزارة الداخلية قررت سحب أوراق الإقامة القانونية منها لمنعها من محاولة السفر إلى مناطق الصراعات. وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي تبين للسلطات البلجيكية أن الفتاة سافرت إلى سوريا برفقة شخص يدعى مهدي له علاقة بالتشدد وكان يخضع للمراقبة في بروكسل عبر الأساور الإلكترونية ونجح في الهروب بطفلته وعمرها 3 سنوات وسافر إلى سوريا، وفي هذا التوقيت كانت فردوس قد تبين لها أنها حامل وقررت السفر أيضا بحسب ما ذكر الإعلام البلجيكي.
وعثر على فردوس في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في تركيا وجرى القبض عليها واصطحابها إلى أحد المستشفيات للولادة هناك، حسب ما ذكرت إيني فان ويمرش، المتحدثة باسم مكتب التحقيقات في بروكسل. وأضافت ويمرش: «جرت إعادتها بعد ذلك إلى بلجيكا برفقة المولود، وعندما تسمح حالتها الصحية، فسوف يتم استجوابها في إطار الاشتباه في تورطها بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية، وستطلب النيابة من قاضي الأحداث أن يتم نقلها من المستشفى إلى أحد مراكز الاحتجاز المغلقة مع اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لحماية الطفل الرضيع». وقبل يومين، قالت الحكومة البلجيكية، إن 20 شخصا؛ من بينهم أطفال دون السادسة من عمرهم، عادوا من مناطق الصراعات في سوريا والعراق، ويخضعون لمراقبة السلطات المعنية. ويتعلق الأمر بستة من النساء، و14 طفلا. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون في رده على استجواب في البرلمان بهذا الصدد، إن السلطات المختصة تُخضع هؤلاء للمراقبة، وتقدم للقصّر المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة.
وأوضح وزير الداخلية أن بعض الأطفال يبلغ من العمر أقل من 6 سنوات؛ أي إنهم ولدوا في أرض المعركة، فـ«هؤلاء لا يشكلون أي خطر حقيقي على المجتمع، ولكن يتعين احتواؤهم والتعاطي معهم بطرق خاصة»، حسب كلامه. وتفيد المعلومات الأمنية بأن الأطفال الذين عاشوا في ظل تنظيم «داعش»، قد خضعوا لعمليات تدريب عسكرية حقيقية وتربية آيديولوجية متطرفة.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، جرى الإعلان في بروكسل عن أن أحد ضحايا نشر التطرف في السجون البلجيكية، قرر السفر إلى سوريا ولكن ليس بمفرده، وإنما اصطحب معه طفلته ذات الـ3 سنوات. وكشفت وسائل الإعلام في بروكسل وقتها عن الواقعة، وأكد مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي أنه قرر فتح تحقيق حول الأمر، مضيفا أنه صدر أكثر من أمر اعتقال؛ الأول يتعلق بالأب، وآخر بحق شخص قدم له المساعدة في الهروب مع الطفلة، ولكن لم يعلق مكتب التحقيقات على ظروف تأثر الأب بالفكر الراديكالي.
بلجيكا: عائدة من سوريا مع رضيعها تواجه تهماً بالإرهاب
بلجيكا: عائدة من سوريا مع رضيعها تواجه تهماً بالإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة