ترقب في حزب «الجماعة الإسلامية» خوفاً من «شبح الحل» اليوم

«البناء والتنمية» متهم بتمويل الإرهاب رغم التحايل بـ«استقالة الزمر»

طارق الزمر قيادي «الجماعة الإسلامية»
طارق الزمر قيادي «الجماعة الإسلامية»
TT

ترقب في حزب «الجماعة الإسلامية» خوفاً من «شبح الحل» اليوم

طارق الزمر قيادي «الجماعة الإسلامية»
طارق الزمر قيادي «الجماعة الإسلامية»

حالة من الترقب تسود حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر؛ خوفاً من شبح الحل... وتنظر دائرة شؤون الأحزاب بالمحكمة الإدارية العليا اليوم (السبت) طلب لجنة شؤون الأحزاب بحل الحزب وتصفية أمواله، بتهمة تمويل ودعم الإرهاب والتطرف. وأدرج رئيس الحزب السابق طارق الزمر (هارب)، والقيادي بالحزب محمد شوقي الإسلامبولي (مقيم بإيران) ضمن قائمة ضمت 59 إرهابياً، أعلنت عنها أربع دول هي «المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين» في بيان مشترك على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويل الجماعات الإرهابية.
بينما قال مراقبون، إن «الحزب تحايل في يوليو (تموز) الماضي بقبول استقالة الزمر من رئاسته وانتخاب رئيس جديد هو محمد تيسير، لإنقاذ الحزب من حكم متوقع بـ(الحل) بعد الإجراءات التي اتخذتها لجنة شؤون الأحزاب والتقدم بطلب إلى القضاء لحل الحزب».
ويحاكم الزمر غيابياً بمصر في قضية التجمهر المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة رابعة العدوية (شرق القاهرة) وهي القضية التي تضم 739 متهما يحاكمون أمام محكمة الجنايات.
وكانت المحكمة الإدارية العليا قد أحالت في يوليو الماضي طلب لجنة شؤون الأحزاب السياسية، بحل «البناء والتنمية» وتصفية أمواله وتحديد الجهة التي يؤول إليها، لهيئة مفوضي الدولة لإعداد تقرير بالرأي القانوني فيها، وتم التأجيل لجلسة اليوم. وقال مصدر قضائي إنه «بموجب قانون الأحزاب، فإن السلطة المختصة بحل أي حزب سياسي تنعقد للجنة شؤون الأحزاب السياسية بعد إجراء تحقيق بمعرفة النيابة العامة... ويكون القرار الصادر من هذه اللجنة هو الذي يخضع لرقابة المحكمة الإدارية العليا، وهو الأمر الذي تقضي معه المحكمة بحل الحزب من عدمه وفقاً للإجراءات المقدمة والأدلة والبراهين».
وتأسست الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وتشكل معظمها بموجب قانون الأحزاب الذي عدل منتصف عام 2011، وأشهرها حزب «النور» الذراع السياسية للدعوة السلفية، والأصالة، والوطن، والفضيلة، والإصلاح والنهضة، والراية، بجانب حزب مصر القوية الذي يرأسه عبد المنعم أبو الفتوح، والعمل الجديد، والوسط، والاستقلال، والثورة المصرية، والحضارة، والتوحيد العربي، والبناء والتنمية، والحزب الإسلامي الذراع السياسية لجماعة «الجهاد». وتنص المادة الرابعة من قانون الأحزاب السياسية بمصر على عدم تعارض أهداف الحزب أو برامجه أو سياساته مع المبادئ الأساسية للدستور أو مقتضيات حماية الأمن القومي المصري، أو الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والنظام الديمقراطي... وعدم قيام الحزب باختيار قياداته أو أعضائه على أساس ديني، أو طبقي، أو طائفي، وعدم انطواء وسائل الحزب على إقامة أي نوع من التشكيلات العسكرية أو شبه العسكرية، وعدم كون الحزب فرعا لحزب أو تنظيم سياسي أجنبي.
وأوضح المصدر القضائي نفسه، أن «لجنة شؤون الأحزاب مهتمة جداً بملف الأحزاب التي تأسست على أساسي ديني، وبخاصة في ظل ما تقوم به مصر من إجراءات وقوانين لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة داخلياً وخارجياً»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حال ثبوت صحة ما ورد في البلاغات والشكاوى التي قدمت للجنة ضد (البناء والتنمية) سيكون مصيره الحل كما ينص القانون».
من جانبه، قال أحمد سعد، عضو مجلس النواب (البرلمان): إن «حزب البناء والتنمية يبث أفكاراً متطرفة ومتشددة ويجب إقصاؤه، وتشديد الرقابة على أنشطته وموارده والإعانات التي يحصل عليها من الخارج؛ لأن مصر في حرب مع الإرهاب، ويجب تجفيف كل منابعه فكرياً ومالياً». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» إن «البناء والتنمية» حليف أساسي لعنف جماعة الإخوان التي تصنفها مصر تنظيماً إرهابياً، وأن «البناء والتنمية» متورط في دعم العنف والتطرف في البلاد، ويجب أن يكون مصريه مثل حزب الإخوان «الحرية والعدالة» الذي تم حله من قبل. بينما لم تعلق قيادات بالحزب على الحكم المنتظر اليوم (السبت)، واكتفت بقولها لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن «الحزب ينتظر القرار النهائي بشأن حله من عدمه... بعدها سوف يبحث مستقبله في ضوء الحكم»؛ لكن القيادات أكدت احترامها لأحكام القضاء المصري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.