ذكر هانز - جورج ماسن، رئيس دائرة حماية الدستور الألمانية (مديرية الأمن العامة)، أن على ألمانيا الاستعداد لخطر انتشار التطرف بين القاصرين. وحذر ماسن من خطر جيل جديد من مجندي «داعش» بالقول: «نرى الخطر المتمثل في عودة الأطفال الذين عايشوا الإرهابيين، وتشبعوا بتعاليمهم في مناطق الحرب»، إلى ألمانيا. وأضاف أن ذلك يسمح بنشأة جيل جديد من الإرهابيين في ألمانيا. وتشير تقارير دائرة حماية الدستور إلى أكثر من 950 شخصاً من ألمانيا انضموا لداعش في سوريا والعراق، تشكل النساء نحو 20 في المائة منهم، ويشكل القاصرون 5 في المائة من القصر.
وربط رئيس دائرة الأمن مخاطر عودة القاصرين بالهزائم التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا والعراق. وقال إنه في الوقت الذي يخسر فيه تنظيم داعش الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا من المتوقع أن تعود الكثير من النساء مع أطفالهن.
وفي العام الماضي نفذ صبي ألماني عراقي يبلغ من العمر 12 عاماً محاولة فاشلة لتفجير عبوتين ناسفتين في بلدة لودفيغسهافن في ولاية راين لاندبفالز. كما فجر قاصران معبداً للسيخ في مدينة ايسن في أبريل (نيسان) 2016. إلا أن الانفجار لم يسفر عن خسائر بشرية. وطعنت قاصر، من أصول مغربية، شرطياً في عنقه في مدينة هانوفر في العام المنصرم، ونفذ أخوها القاصر أيضاً تفجيراً فاشلاً في مركز للتسوق في نفس المدينة.
وسبق لمتحدثة باسم دائرة الهجرة واللجوء في نورمبيرغ أن ذكرت أن مركز إرشاد العائلات ضد تطرف الأبناء تلقى سنة 2016 نحو 1000 مكالمة من عائلات مسلمة تطلب النصح خشية تطرف أبنائها القاصرين. ويزيد هذا الرقم بمقدار 100 مكالمة عن العام الذي سبقه، إلا أنه تضاعف مقارنة بعدد المتصلين بالمركز في سنة 2012 التي شهدت تأسيسه.
وكان البرلمان الألماني وافق على زيادة الإنفاق على أجهزة الأمن والاستخبارات بالبلاد، وذلك لمواجهات التهديدات الجديدة التي تواجه البلاد. كما مررت لجنة الموازنة التابعة للبرلمان الألماني عدة تشريعات تنص على تجنيد 3250 عنصراً جديداً إلى قوات الشرطة الاتحادية في السنوات المقبلة.
وتخطط السلطات الأمنية لتوظيف المزيد من المتخصصين في وحدة جديد للشرطة تعنى بفك الاتصالات المشفرة. وكانت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» قد ذكرت أن دائرة حماية الدستور ستتسلم قمراً اصطناعياً خاصاً بها. وكانت الدائرة تعتمد في نشاطها على صور الأقمار الاصطناعية التي يلتقطها الجيش الألماني أو أجهزة الاستخبارات الحليفة.
إلى ذلك، وبعد التقرير الحاسم للمحقق الخاص حول تقصير الشرطة في قضية الإرهابي التونسي أنيس العامري، قررت ولاية الراين الشمالي استئناف عمل لجنة التحقيق البرلمانية حول الموضوع.
أكد ذلك يورغ غيرلنغ رئيس اللجنة البرلمانية من الحزب الديمقراطي المسيحي، وقال إنه سيستمع في اللجنة إلى أقوال الشهود في دائرة حماية الدستور. وأردف أن التحقيق سيشمل الأخبار التي تناقلتها الصحافة عن مخبر الشرطة المتخفي بين الإسلاميين الذي شجع المتطرفين على تنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا.
وقاد العامري يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) شاحنة في سوق لأعياد الميلاد في العاصمة برلين، وأدت عملية الدهس الإرهابية إلى مقتل 12 شخصاً وجرح العشرات. وأضاف غيرلنغ أن الشاهد الأول، الذي من المقرر أن يمثل أمام اللجنة يوم أمس، سيكون موظفاً في وزارة الداخلية. وأكد أن اللجنة ليست على عجلة من أمرها، وأنها تريد الوصول إلى الحقيقة، وخصوصاً تقصير دائرة حماية الدستور في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. ويواجه مخبر للشرطة الألمانية اتهامات بالتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية كما يعتقد أنه على صلة بمنفذ اعتداء سوق عيد الميلاد في برلين، حسبما أفادت تقارير إعلامية الخميس.
وذكر تقرير للقناة الأولى في التلفزيون الألماني «إيه آر دي» أن المشتبه به شجع متطرفين على تنفيذ اعتداءات في ألمانيا بدلاً من السفر للجهاد في سوريا. وفي حال تأكيد هذا التقرير، فإنه سيشكل ضربة قوية لقوات الأمن التي تواجه انتقادات بالفعل لارتكابها أخطاء خطيرة.
ولم تعلق الشرطة المحلية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا على هذه التقارير. ويعتقد أن للمخبر، الذي عرفته الشرطة بالاسم الحركي «مراد» و«في بي - 01»، صلات قوية بالتونسي أنيس العامري. وعمل المخبر السري أساساً ضمن حلقة العراقي «أبو ولاء» المعروفة باسم «حلقة المسلمين الناطقين بالألمانية». وحظرت وزارة الداخلية نشاط الحلقة، كما تجري محاكمة «أبو ولاء» بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي، وتهمة تجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب «داعش».
وأوضح عدة محامين أن هذا المخبر الأمني شجع موكليهم المتهمين في قضايا متصلة بالإرهاب، على تنفيذ اعتداءات. ويقول المحامي علي إيدن إن المخبر الأمني أخبر أحد موكليه «هيا بنا نقتل هؤلاء الكفار. نحتاج لرجال صالحين للقيام بهذا في ألمانيا».
وذكر عضو سابق في حلقة «أبو ولاء» لراديو برلين وبراندنبورغ (آر بي بي) أن «مراد» كان أكثر أعضاء المجموعة تطرفاً، وأن غالبية أعضاء المجموعة كانت ترغب في الالتحاق بالقتال في سوريا والعراق، لكنه كان الوحيد الذي يحرض على تنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا. وكان «مراد» يقول للآخرين «هيا، أنت بلا جواز، اعمل شيئا هنا... نفذ عملية».
ونقلت صحيفة «كولنر شتادت انتزايغر»، عن مصادر في الدوائر الأمنية، أن عميل الشرطة السري التقى أكثر من مرة بالتونسي أنيس العمري. وأضافت أن الاثنين، وهما يشاهدان تقريراً مصوراً عن تفجيرات بروكسل، تحدثا عن عمليات مماثلة في ألمانيا.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، طالبت النيابة العامة في دورتموند بعقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات لمتشدد مصنف في خانة «الخطرين» متهم بالتحضير لعملية تفجير إرهابية. ويعتبر الشاب إيفان ك.(21 سنة) من المحسوبين على جماعة «أبو ولاء» ويخضع منذ سنوات إلى رقابة رجال الأمن.
وعثر رجال الشرطة في شقة المشتبه به على مواد تصلح لصناعة قنبلة انشطارية، إضافة إلى قوس وسهام عالية السرعة يعتقد أنه أراد استخدامها في عمليات اغتيال. وتم اعتقال الشاب، الكازاخي الأصل، في مدينة ليبشتادت في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وكان يزور نفس المسجد الذي يزوره أنيس العامري في مدينة هيلدسهايم ويخطب فيه الداعية «أبو ولاء». اعتقلت دائرة حماية الدستور الألمانية (مديرية الأمن العامة) المتشدد إيفان ن. يوم 11 فبراير (شباط) 2017 بعد شرائه قوساً رياضياً متطوراً يطلق سهاماً فائقة السرعة والقوة. وجرى الاعتقال بعد أن راقب عملاء دائرة حماية الدستور إيفان ك. يزور مخزناً لبيع الأسلحة في مدينة «ليبشتادت» وخروجه من المخزن محملاً بعلبة مستطيلة كبيرة، وعند سؤال رجال الأمن صاحب المخزن عن الطرد قال إنه قوس سعره 250 يورو يطلق سهاماً سرعتها 148 متراً في الثانية.
الأمن الألماني يحذّر من «جيل جديد» من مجندي «داعش»
النيابة العامة طالبت بالسجن 3 سنوات لمتهم بالتحضير لعملية إرهابية
الأمن الألماني يحذّر من «جيل جديد» من مجندي «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة