أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن هجوم «حزب الله» على المملكة العربية السعودية أو على دول الخليج «غير مقبول»، لافتاً إلى أن «نظام بشار الأسد احتل لبنان، ورغم ذلك يساعد (حزب الله) نظام الأسد بالرجال والمال ودماء اللبنانيين بينما يتهجم يوميا على مجموعة من الدول العربية».
وقال جعجع خلال لقائه السفراء العرب على مائدة غداء تكريمية أقامها على شرفه القائم بأعمال السفارة اللبنانية جيسكار الخوري في كانيبرا في أستراليا أن الوضع في لبنان شائك جداً، موضحاً: «من جهة لا نستطيع السكوت على الوضع القائم، ومن جهة أخرى يجب أن نتجنب بأي ثمن حصول حرب أهلية جديدة في لبنان، ونحن نسير بين هذين الحدين». وأضاف: «لذلك يعتقد بعض الإخوة العرب أننا مستكينون وهذا غير صحيح، لكننا نحاول أن نضغط بالسياسة بالقدر اللازم من دون أن نصل إلى نقطة الكسر التي يمكن أن تنزلق بنا إلى عدم الاستقرار أو نشوب حرب. وعلينا بداية أن نتحمل مسؤولياتنا لجهة أخذ المواقف الواضحة نتحمل أن يبقى (حزب الله) كحزب سياسي ولكن لا نقبل أن يبقى كحزب عسكري يصادر قرار الدولة»، داعياً باقي الأفرقاء «لان يأخذوا مواقف مماثلة».
وأضاف: «في تقديري في لبنان المعركة اليوم سياسية بمعنى أنه إذا استطعنا تكوين أكثرية برلمانية ليست راضية بهذا الوضع عندئذ لا يمكن لـ(حزب الله) أن يستمر بالشكل الذي هو عليه، أما إذا استمرت سياسة المسايرة لـ(حزب الله) فلن نستطيع الانتقال إلى وضع أفضل».
وقال جعجع: «لدينا مشكلة استراتيجية تتلخص في أن منطق الدولة غير محترم في لبنان، في المجتمعات أما أن يعتمد منطق الدولة أو اللادولة، ولا يوجد شيء اسمه نصف دولة. في لبنان يفترض أن يكون لنا دولة ولكن واقعيا نرى دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار الاستراتيجي وقرار السلم والحرب وتفعل ما يشاء لها وتنعكس النتائج على كل الشعب اللبناني». وأكد جعجع أنه «لا نستطيع بناء دولة عندما يكون جزء من العمل العسكري منوط بالجيش اللبناني الذي هو جيش كفوء وأن يكون الجزء الآخر منوطا بشيء نسميه المقاومة، وهو عمليا تنظيم مسلح تابع لأحد الأحزاب اللبنانية».
وعن العلاقات الإيرانية - اللبنانية وتأثيرها على العلاقات مع دول الخليج، قال جعجع: «للأسف أثرت على لبنان والدليل حجم الأعمال الخليجية وحجم السياحة التي تدهورت في الأعوام الأربعة الماضية إلى أدنى مستوى. وفي تقديري لا تستطيع الحكومة أن تكمل كما هي الحال الآن، فعلاقات إيران بلبنان الجدية هي مع (حزب الله) أما العلاقة مع الدولة اللبنانية الرسمية فهي علاقة دبلوماسية». وتساءل: «لكن ماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية من التطورات الجديدة وبالأخص استعارة الصراع بين أميركا والغرب والدول العربية من جهة وإيران من جهة أخرى؟» وأوضح: «برأيي يجب على الحكومة اللبنانية أن تعيد النظر بموقفها من كل هذه القضايا في ضوء المستجدات، وإن لم يحصل فإننا نزج بلدنا في أتون لا ناقة لنا فيه ولا جمل، وهذا ما سنعمل عليه من خلال وجودنا في الحكومة».
جعجع يرفض مصادرة «حزب الله» قرار الدولة
جعجع يرفض مصادرة «حزب الله» قرار الدولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة