استياء من تماطل إدارات مغربية في تنفيذ أحكام القضاء

TT

استياء من تماطل إدارات مغربية في تنفيذ أحكام القضاء

عبر عبد العزيز بنزاكور، رئيس مؤسسة وسيط المملكة بالمغرب، عن استيائه من تماطل بعض الإدارات في تنفيذ الأحكام القضائية، وقال خلال لقاء صحافي عقده أمس بالدار البيضاء، والذي قدم خلاله التقرير السنوي للمؤسسة «هذا الأمر خطير. أن نكون في دولة القانون وتصدر أحكام نهائية ضد إدارة ما وترفض تنفيذها فهذا أمر غير مقبول لأنه ينعكس سلبيا على مصداقية كافة السلط».
وأضاف بنزاكور أن مؤسسة وسيط المملكة قدمت توصيات لرئاسة الحكومة والقطاعات الوزارية التي تتبع لها هذه الإدارات لإيجاد حل لهذه الإشكالية، مشيرا إلى أنه أوصى بالنسبة لبعض القضايا المالية بألا تصادق سلطات الوصاية على موازنة الإدارة المعنية بهذه الخروقات حتى تضمنها بنودا تمهد إلى تسوية وضعيتها تجاه الدائنين وأداء المستحقات المحكوم بها عليها من طرف القضاء.
وأوضح بنزاكور أن مؤسسة الوسيط تلقت 8281 شكوى وتظلما من المواطنين خلال سنة 2016. غير أن 2286 شكوى من بينها هي التي تدخل في نطاق اختصاصات مؤسسة الوسيط، التي تهتم بالمظالم الناتجة عن تعسف الإدارة واختلالاتها أو سوء تطبيقها للقانون.
وأشار بنزاكور إلى أن 60 في المائة من الشكاوى التي توصل بها ذات طابع إداري، و17.8 في المائة منها تعلقت بنزاعات عقارية، و9.9 في المائة ذاته طابع مالي، فيما مثلت الشكاوى المتعلقة بعدم تنفيذ الأحكام القضائية نسبة 8.4 في المائة من الشكاوى. وقال بهذا الخصوص «صحيح أن هذه النسبة في تناقص، لكن من غير المقبول نهائيا أن ترفض الإدارة تنفيذ حكم قضائي». ولم تمثل الشكاوى ذات الطابع الحقوقي سوى نسبة 1.4 في المائة من إجمالي الشكاوى التي توصل بها وسيط المملكة، وأوضح بنزاكور أن سبب ضعف هذا الصنف من الشكاوى يرجع إلى وجود مؤسسة مختصة وهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
أما حسب القطاعات الحكومية المشتكى منها فتصدرتها وزارة الداخلية والجماعات الترابية (البلديات) بحصة 36.7 في المائة، تليها وزارة الاقتصاد والمالية بحصة 17.3 في المائة، ثم قطاع التربية والتعليم بنسبة 10.6 في المائة، فقطاع الفلاحة والصيد البحري بحصة 5.1 في المائة، فالتشغيل والشؤون الاجتماعية بحصة 4.9 في المائة، وقطاع الطاقة والمعادن والماء والبيئة بحصة 3.5 في المائة، فالصحة بحصة 2.4 في المائة.
وفي سياق معالجته لهذه القضايا وجه وسيط المملكة 1775 مراسلة للإدارات المعنية، وأوضح بنزاكور أن الإدارات تجاوبت مع 23.3 في المائة فقط من هذه الشكاوى، مشيرا إلى أن 13.8 في المائة منها جرت تسويتها و9.5 في المائة منها في طور التسوية. كما أشار بنزاكور إلى أن تماطل عدة إدارات في الرد على تقارير مؤسسة الوسيط ضمن الآجال المحددة قانونيا، وذكر منها على الخصوص رئاسة الحكومة، والشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، والمكتب الوطني للمطارات، ووزارة الثقافة، والقوات المساعدة، وقطاع البيئة، والتعاضدية العامة للتربية الوطنية. أما المؤسسات التي كان تفاعلها مثاليا مع مقررات وتوصيات وسيط المملكة، فقال بنزاكور إنها إدارات الأمن والدفاع الوطني.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.