تخوض أندية الوداد البيضاوي المغربي والأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي واتحاد العاصمة الجزائري، إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، بعد هيمنتها على البطولة القارية هذا الموسم، في ظل تراجع أندية جنوب الصحراء.
ويقام اليوم السبت نصف النهائي الأول بين الوداد وضيفه الاتحاد (تعادلا سلباً ذهاباً)، وغداً الأحد نصف النهائي الثاني بين الأهلي وضيفه النجم الساحلي (1 - 2)، بعدما هيمنت الفرق الأفريقية الشمالية على المسابقة هذا الموسم.
ويحمل الأهلي الرقم القياسي في عدد الألقاب (ثمانية ألقاب)، ويليه غريمه التقليدي الزمالك (5 ألقاب) تساوياً مع مازيمبي من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهذا الموسم، أقصى الوداد في ربع النهائي فريق ماميلودي سانداونز جنوب الأفريقي، حامل لقب 2016.
ويقول المحلل الرياضي حسن المستكاوي إن «كرة القدم الأفريقية الشمالية كانت تاريخياً أكثر تطوراً على مستوى القارة»، مشيراً إلى أن «كرة القدم تطورت في مصر خلال الاستعمار البريطاني، ونشأت الأندية بدءاً من القرن التاسع عشر».
إلا أن الأندية الجنوبية لم تغب عن المنافسات الأفريقية، فمازيمبي أحرز اللقب ثلاث مرات في الأعوام العشرة الماضية (2009 و2010 و2015)، وسانداونز كان بطل الموسم الماضي.
ويرى المعلق الرياضي المغربي لينو باكو أن «التأهيل في أندية جنوب الصحراء أفضل بكثير من البطولات المغاربية، لكن العناصر الموهوبين في البطولات (الجنوبية) ينتقلون بشكل متزايد إلى الخارج».
وينعكس الفارق الفني بين لاعبي الجنوب والشمال - مثلاً - في الترشيحات الحالية لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. فمن أصل 30 اسماً، يبرز لاعبان من دول جنوب الصحراء الأفريقية هما السنغالي ساديو مانيه والغابوني بيار - إيمريك أوباميانغ، إلا أنهما من المواهب الأفريقية المحترفة خارج دولها، إذ يدافع مانيه عن ألوان ليفربول الإنجليزي، ويلعب أوباميانغ مع بوروسيا دورتموند الألماني.
إلا أن «هجرة» المواهب هذه بدأت تظهر أيضاً بشكل متزايد في الدول الأفريقية العربية، وأبرز تجلياتها حالياً المصري محمد صلاح الذي نشأ في نادي المقاولون العرب، وانتقل إلى أوروبا منذ العام 2012، وانضم هذا الموسم إلى ليفربول. أما النجم الساحلي فخسر أيضاً جهود يوسف المساكني الذي يدافع عن ألوان نادي الدحيل القطري.
لكن الظروف المعيشية الأصعب في دول جنوب الصحراء، تدفع لاعبيها الموهوبين للرغبة في ترك بلادهم بشكل أسرع، بينما تسعى أندية الشمال إلى الحفاظ بأكبر قدر ممكن على مواهبها المحلية.
ويرى رضا جدي، مساعد مدرب النجم الساحلي، أن البطولات المحلية في دول شمال أفريقيا «تحسنت على مستوى طرق العمل»، معتبراً أن فريقه يضم تشكيلة «خبيرة ومصممة» في مواجهة الأهلي في الإياب.
وبحسب رئيس تحرير موقع «يلا كورة» المصري كريم سعيد، تعتمد أندية شمال أفريقيا «أسلوب لعب يقوم على التوازن بين الهجوم والدفاع، ما يساعدها على تفادي المخاطر التي تقدم عليها الأندية الأخرى».
ويشير إلى أن أندية جنوب الصحراء تعتمد غالباً أسلوب لعب «مفتوح» يركز بشكل أكبر على الهجوم.
وعلى رغم أدائها هذا الموسم، لم تسلم الأندية العربية من الانتقادات، لا سيما من الصحف المصرية والمغربية التي وجهت انتقادات إلى الأهلي والوداد.
ونقلت تقارير عن مدرب الأهلي حسام البدري، أن مهاجمه المغربي وليد أزارو الذي أضاع فرصاً عدة أمام النجم الساحلي، يعاني «توتراً بسبب رهبة الضغوط المفروضة»، بينما وصفته صحف مصرية بأنه «أكثر لاعبي الأهلي في الفترة الأخيرة إهداراً للفرص».
في المقابل، نقلت تقارير عن رئيس الوداد سعيد الناصيري، نفيه لجوء اللاعبين إلى الإضراب سعياً للحصول على مستحقاتهم المالية.
وقال الناصيري «نأمل في أن نبلغ النهائي، إلا أن الأمل لا يكفي، يجب أن نعمل، وهذا ما نقوم به»، آملاً في أن يقدم الفريق «مباراة جميلة أمام مشجعينا».
في المقابل، يبدي اتحاد العاصمة تصميماً على التفوق على الوداد. ويقول المسؤول في النادي مراد بلوشراني إن الإياب سيكون «مباراة تاريخية لأنه حال تأهل اتحاد العاصمة، ستكون المرة الثانية خلال ثلاثة مواسم يبلغ الفريق نهائي دوري الأبطال. اللاعبون متحمسون كما لو كانت مباراة الإياب تقام على ملعبنا في الجزائر، ومدركون لأهمية اقتناص التأهل في المغرب».
ويرى لاعب اتحاد العاصمة محمد بن يحيى أن الفريق «لا يحظى فقط بالمقومات الكافية لبلوغ النهائي، بل أيضاً بالذهاب حتى النهاية وإحراز اللقب الذي يتمناه المشجعون ومسؤولو النادي».
ولم يحرز اتحاد العاصمة لقب دوري الأبطال من قبل، وخسر نهائي 2015 أمام مازيمبي الكونغولي.
ويقام النهائي بنظام الذهاب والإياب في 27 أكتوبر (تشرين الأول) والثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
4 أندية عربية تواصل الصراع على اللقب «الأفريقي» اليوم وغداً
الوداد يواجه اتحاد الجزائر... والأهلي يصطدم بالنجم الساحلي في إياب نصف النهائي
4 أندية عربية تواصل الصراع على اللقب «الأفريقي» اليوم وغداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة