فلسطيني من سكان إسرائيل انضم وزوجته وأولاده إلى «داعش»

يحكم بالسجن خمس سنوات ونصف السنة

TT

فلسطيني من سكان إسرائيل انضم وزوجته وأولاده إلى «داعش»

حكمت المحكمة المركزية في حيفا، أمس، بالسجن الفعلي لمدة 5 سنوات ونصف السنة وغرامة قدرها 14 ألف شيقل (4 آلاف دولار)، على وسام قسوم زبيدات (42 عاما) من مدينة سخنين في الجليل (فلسطينيي 48)، بتهم «التواصل مع عميل أجنبي والانضمام لتنظيم محظور والتسلل لدولة معادية والمشاركة في القتال في صفوف تنظيم داعش وإهمال أطفاله الثلاثة وتعريضهم للأخطار».
وجاء هذا الحكم بعد سرد اعترافات زبيدات، بأنه انخدع بأفكار «داعش» التي اطلع عليها من خلال الشبكات الاجتماعية والإعلام فقرر أن ينضم هو وجميع أفراد عائلته إليها. فأجرى الاتصالات عبر عملاء في تركيا وسافر إلى مدينة بوخارست في رومانيا ثم إلى إسطنبول هو وزوجته وأطفاله الثلاثة واتجه جنوبا إلى الحدود مع سوريا. ومن هناك أخذوه إلى العراق. فحارب هو في جبهة القتال، فيما عملت زوجته صابرين ممرضة. ووضع الأولاد في مدرسة داخلية تابعة لـ«داعش». وخلال القتال، أصيب وسام بجراح. ولم يحصل على العلاج المجدي. ولما كان أفراد عائلته في إسرائيل يمارسون الضغوط عليه كي يعود إليهم في سخنين، قرر في هذه المرحلة أن يتجاوب. وقد تم ترتيب عودته مع أجهزة الأمن التركية والإسرائيلية. وعندما وصل إلى مطار اللد (بن غوريون)، اعتقلته المخابرات الإسرائيلية وزوجته. وسلمت أطفاله للعائلة.
وكانت نفس المحكمة قد فرضت بتاريخ في 21 مارس (آذار) الماضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 50 شهرا على زوجته صابرين (30 عاما)، والسجن مع وقف التنفيذ لمدة 12 شهرا، وغرامة مالية قدرها 8 آلاف شيقل، بعد إدانتها ضمن صفقة ادعاء بـ«التواصل مع عميل أجنبي، الخروج بطريقة غير مشروعة من البلاد، العضوية في تنظيم داعش الإرهابي». وقدّمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد الزوجين في 20 أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية. ويستدل منها أن وسام قسوم زبيدات شارك في معارك الرمادي والبوريشة، والتي كانت ضارية وربما الأعنف في عام 2016، حيث شهدت فيها المدينة تبادل السيطرة بين الجيش العراقي وتنظيم داعش. وبعد إصابته، في أثناء مشاركته في الهجوم على ثكنة للجيش العراقي قرب بلدة البوريشة أوائل ذلك العام، استقر مع عائلته في مدينة الموصل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».