قال عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، إنه لا جدوى من الحوار السياسي الذي يجري في تونس إذا لم يأخذ بعين الاعتبار ما يحصل على الأرض، وإذا لم يتم تجاوز الحسابات السياسية الضيقة والتنازع على المناصب السياسية، على حد تعبيره.
وأكد عقيل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة اعتماد منهج الأمم المتحدة نفسه في عدد من البلدان التي عرفت تغييرات سياسية، ويعتمد هذا المنهج بالنسبة للملف الليبي على جمع أمراء الحرب في «صخيرات عسكرية» حتى لا يبقى الحل نظريا، حسب نظره، مضيفا أن الشعب الليبي لم يعد يأبه كثيرا بالأسماء السياسية الوازنة، وغيرها من القيادات التي تسعى لمواقع سياسية مستقبلية في ليبيا، بقدر ما أصبح يتطلع إلى حلول عاجلة تنهي سيطرة الميليشيات المسلحة على حياة الليبيين، ودرء مخاطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة المسلحة.
وفي معرض تشخيصه للواقع السياسي والأمني الحالي في ليبيا، ومدى تأثيره على جلسات الحوار التي احتضنتها تونس، قال عقيل إن معظم القوى السياسية، خصوصا تلك التي شاركت في جلسات الحوار بتونس، تجري مفاوضات سرية مع زعماء الميليشيات المسلحة، نظرا لمعرفتها بصعوبة إيجاد حل سياسي دون الاهتمام بالواقع الميداني، على حد تعبيره. وتطرق عقيل إلى عدد من القضايا التي لا تزال تشغل بال الليبيين ولم تجد حلولا، وفي مقدمتها كيفية إدماج أمراء الحرب الذين ثاروا على الحكم السابق، وتخفيف العقوبات عمن ارتكبوا جرائم الحرب، ومحاولة إدخالهم المعترك السياسي، بدل التفاوض في أروقة مغلقة، بعيدا عمن يسيطر على الميدان. وقال عقيل بهذا الخصوص إن تفكيك الأسلحة وسن ترتيبات خاصة داخل عدد من المدن بهدف تخفيف العقوبات على مرتكبي المخالفات، قد تكون من بين الحلول التي تنهي الدوامة التي يدور فيها الليبيون، على حد قوله.
وبخصوص العلاقة المتوترة بين خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وفائز السراج، دعا عقيل إلى فتح قنوات الحوار بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية، والتزام كل منهما بضرورة الإعلان عن حسن النيات. وطالب بعدم قبول التمويلات الخارجية والتمسك بالتداول السلمي للسلطة، في حين أن القيادة العسكرية مطالبة من جانبها بالتخلي عن تخوفها من العزل السياسي، ليمكن الحديث عندها حول شراكة سياسية كاملة بين مختلف الأطراف في ليبيا.
رئيس {الائتلاف الجمهوري} الليبي: الحوار السياسي لن يكون مجدياً دون تجاوز الحسابات الضيقة
رئيس {الائتلاف الجمهوري} الليبي: الحوار السياسي لن يكون مجدياً دون تجاوز الحسابات الضيقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة