بلاغات لاجئين في ألمانيا ساهمت في الكشف عن هوية إرهابيين

80 % منها تحمل معلومات «ذات أساس متين»

TT

بلاغات لاجئين في ألمانيا ساهمت في الكشف عن هوية إرهابيين

قال رئيس دائرة حماية الدستور الألمانية الاتحادية، هانز - جورج ماسن، إن بعض اللاجئين قدموا بلاغات مهمة عن إرهابيين تسللوا إلى البلاد، مؤكدا أن 80 في المائة منها حملت معلومات ذات أساس متين وقادت إلى «إدانات».
وأشار ماسن، في حديث له مع راديو «دويتشه فيلله» الألماني، إلى أن دائرته تعتقد بأن كثيرا من هذه البلاغات حقيقية وصحيحة، وتتطلب التحقيق لاحتوائها على معلومات مهمة حول أشخاص «خطرين». وتعلقت بعض هذه البلاغات بمجموعة تابعة لتنظيم داعش وصلت إلى أوروبا، بهدف تنفيذ العمليات الإرهابية، واتّضح أن عشرين منها تتعلق بأفراد غادروا أوطانهم يحملون معهم مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا. وأشار ماسن إلى مجموعة أخرى من مقاتلي «داعش» غادرت مناطق القتال، وسبق لأفرادها أن ارتكبوا جرائم حرب، وتتخفى في دور اللاجئين.
ويأتي تصريح رئيس دائرة حماية الدستور الاتحادية بعد يوم من الكشف عن تهاون الشرطة الألمانية في الاستجابة لبلاغ أدلى به لاجئ سوري بلغ السلطات مرتين عن نشاط الإرهابي أنيس العامري الذي نفذ عملية الدهس الإرهابية بشاحنة في سوق لأعياد الميلاد ببرلين يوم19 ديسمبر (كانون الأول) 2016، التي أدّت إلى مقتل 12 شخصا.
وجاء الكشف عن تهاون الشرطة في الاستجابة لتبليغ اللاجئ السوري المدعو «محمد. ج» في برنامج «فرونتال»، الذي بثته القناة الثانية في التلفزيون الألماني «ز. د. ف» مساء الثلاثاء. وقال محمد. ج للقناة، إنه كشف شخصية العامري الحقيقية وبلغ الشرطة عن علاقته بـ«داعش»، إلا أن الشرطة لم تأت للتحقق من أقواله إلا بعد تنفيذ العامري عمليته الإرهابية بستة أسابيع.
وتتعارض تصريحات ماسن مع تقديرات سابقة أدلت بها وزارة الداخلية الاتحادية، التي تحدثت عن «الكيدية» و«خلافات» في آلاف البلاغات التي تردها من اللاجئين. وجاء التقرير في مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في رد للوزارة على استفسار من كتلة حزب الخضر البرلمانية.
وتحدثت الوزارة حينها عن 330 بلاغاً ضد إرهابيي «داعش»، وضد مجرمي حرب من قوات نظام الأسد، تسللوا إلى أوروبا وألمانيا منذ عام 2015. جدير بالذكر أن شرطة الجنايات الاتحادية تلقت بين مطلع عام 2015 ومارس2017 أكثر من 4100 بلاغ حول شبهات في الإرهاب. وذكرت الدائرة أن معظمها كانت تخص أفراداً وفدوا إلى ألمانيا من مناطق الحروب والصراعات. وكان عدد البلاغات في هذا العام قد ارتفع إلى 369 بلاغاً، بحسب الشرطة الاتحادية.
ويعود حذر الشرطة الألمانية في التعامل مع هذه البلاغات إلى اكتشافها أن كثيرا منها كان «مغرضاً»، ونجم عن عداوات وحساسيات قومية ومذهبية بين اللاجئين أنفسهم. كما صدر بعضها عن محيط اليمين الألماني المتطرف الذي يحاول الإساءة إلى اللاجئين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».