شراكة «لا ليغا»... هل تنطلق باللاعب السعودي إلى أوروبا؟

غياب الأكاديميات الحقيقية أجبر هيئة الرياضة على البحث عن «الخبرة الإسبانية»

أدولفوا بارا («الشرق الأوسط») - هل يأتي اليوم الذي يُشاهد اللاعب السعودي محترفاً في أندية الدوري الإسباني؟ («الشرق الأوسط»)
أدولفوا بارا («الشرق الأوسط») - هل يأتي اليوم الذي يُشاهد اللاعب السعودي محترفاً في أندية الدوري الإسباني؟ («الشرق الأوسط»)
TT

شراكة «لا ليغا»... هل تنطلق باللاعب السعودي إلى أوروبا؟

أدولفوا بارا («الشرق الأوسط») - هل يأتي اليوم الذي يُشاهد اللاعب السعودي محترفاً في أندية الدوري الإسباني؟ («الشرق الأوسط»)
أدولفوا بارا («الشرق الأوسط») - هل يأتي اليوم الذي يُشاهد اللاعب السعودي محترفاً في أندية الدوري الإسباني؟ («الشرق الأوسط»)

لطالما أكد خبراء كرة القدم السعودية أن المعضلة الحقيقية التي تواجهها الأندية في البلاد والمنتخبات الوطنية كانت تتمثل في الفئات السِّنية التي تم تجاهلها لسنوات طويلة وسط جهد فردي من قبل بعض الأندية لا يتسق مع الطريق الصحيح للارتقاء باللاعب منذ الصغر.
فجر أمس، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة ورعاية وتسويق مع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم «لا ليغا»، ولتقوم أيضاً بتأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، لتأهيل اللاعبين السعوديين الصغار، فضلاً عن اختيار لاعبين سعوديين لخوض تجارب في أندية الدرجة الأولى الإسبانية.
وتهدف الاتفاقية إلى تدريب وتطوير اللاعبين السعوديين الناشئين، وإعداد مدربين رياضيين سعوديين، وفق برامج معدة من رابطة الاتحاد الإسباني، لرفع قدرات اللاعبين والمدربين السعوديين بما يحقق الهدف المأمول للرياضة السعودية.
وتعد هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم السعودية في افتتاح أكاديميات رياضية، هي امتداد للحراك الرياضي غير المسبوق الذي تقوم به الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي آل الشيخ، ولإكمال خطوات سبقتها في تشكيل لجنة الكشف عن المواهب الرياضية في المملكة، وستحتضن هذه الأكاديميات من وقع عليهم الاختيار لصقل مواهبهم وفق برامج احترافية على يد خبراء في مجال التدريب، وتوجيههم وفق خطط دُرست بعناية تتوافق مع طبيعة اللاعب السعودي، وفتح المجال أمام لاعبي المنتخب الأول، واحتكاكهم بنجوم كرة القدم العالمية في أقوى دوريات العالم، واكتساب الخبرة، قبل الظهور في المونديال العالمي في روسيا 2018.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت، إن هذه الخطوة هي امتداد لمسيرة العطاء والنماء والدعم اللامحدود الذي تجده الرياضة من قيادة البلاد، ما يسهم في دفع شباب هذا الوطن إلى الإمام، وأضاف: «نحن في أسرة كرة القدم السعودية نثمّن هذا الدعم، والحراك الكبير الذي جاء مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، والتغيير الشامل والنقلة النوعية في عناصر الرياضة السعودية يدفعنا أيضاً إلى تقديم كل ما هو مفيد ومهم لشباب هذا الوطن سواء على المدى الطويل أو المتوسط أو القصير».
واستطرد عزت: «اليوم يترجم هذا العمل في اتفاقيات عديدة، والاتفاقية الأولى إنشاء أكاديميات (لا ليغا) في المملكة، سنبدأ في العاصمة الرياض ومحافظة جدة، وهي عبارة عن أكاديميات متخصصة وتضم مدربين متخصصين، ولا يقتصر التدريب على لاعبي كرة القدم، بل سيشمل تدريب المدربين السعوديين... ستكون لدينا أكاديميات على طراز عالمي».
وأشار عزت إلى أن الاتفاقية تحمل خبراً ساراً للاعبي المنتخب السعودي الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، حيث ستتاح الفرصة ابتداءً من يناير (كانون الثاني) المقبل، لضم لاعبين من المنتخب السعودي لأندية تشارك في دوري الدرجة الأولى الإسباني.
وأوضح عزت أن اختيار اللاعبين سيتم وفق برامج ومعايير محددة، وسيتم الإفصاح عن كل التفاصيل في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن التركيز سيكون على لاعبي المنتخب السعودي الأول، وقد تتسع الدائرة لاختيار لاعبين آخرين من الدوري السعودي للمحترفين لخوض هذه التجربة.
وكشف أن هناك مجموعة من المدربين الإسبان ستكون مهمتهم الكشف عن المواهب السعودية المؤهلة لخوض هذه التجربة الاحترافية في الدوري الإسباني، بمتابعتهم للاعبين في منافسات الدوري ومباريات المنتخب، على أن يتم اختيار الأفضل من قبل مدربي الدوري الإسباني، ومن يقع عليه الاختيار ستكون فرصته التاريخية باللعب في «الليغا» الإسبانية.
إلى ذلك، أوضح مدير التسويق في رابطة الدوري الإسباني أدولفوا بارا أن الشراكة عبارة عن اتفاقية واسعة تتضمن تطوير جميع الفئات السِّنية، وجلب الصغار إلى إسبانيا من أجل تطويرهم حتى يصبحوا من أفضل اللاعبين المحترفين في كرة الفدم، وبيَّن أن خططهم قصيرة المدى ترتكز على استقطاب اللاعبين الشبان ما بين 21 و23 عاماً لخوض تجارب مع أندية إسبانية، وتقييمهم وتطويرهم.
كما بيّن أن هذا ما سينطبق على لاعبي المنتخب الأول من أجل تقديم نتائج أفضل في كأس العالم المقبلة، ولم ينسَ مدير التسويق في رابطة الدوري الإسباني أن يهنّئ المنتخب السعودي الأول لتأهله لنهائيات كأس العالم، ووصف هذا الوصول السعودي الخامس بالإنجاز العظيم للكرة السعودية.
يشار إلى أن أكاديمية «لا ليغا» تحتل المراكز الأولى من بين مثيلاتها على المستوى العالمي، على الرغم من حداثتها، كما أنها أول أكاديمية تابعة لـ«لا ليغا» في العالم، لما تضمه من فريق متكامل من أفضل مدربي الدوري الإسباني المعتمدين من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وستُقدم في هذه الأكاديمية وسائل التدريب العالمية التي يعتمد عليها المدربون في تطوير مستوى لاعبي كرة القدم، ويضمن المنضمون إليها حصولهم على أعلى مستويات التدريب والتي أنتجت للعالم أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق، ويتم صقلهم على مستوى احترافي، كما هو معمول به في الملاعب الأوروبية.
وحققت «لا ليغا» نجاحات لافتة في الإمارات في وقت قياسي، حيث نجح فريق مركز الكفاءات العلمية الذي صقل لمدة عام كامل على يد مدربي الدوري الإسباني «لا ليغا»، في الظفر ببطولة دوري اتحاد الإمارات لكرة القدم للأكاديميات، ليصبح بذلك أول فريق يفوز بالبطولة الرسمية الأولى في الإمارات، التي تنافس على لقبها جميع الأندية الإماراتية المحلية والأكاديميات الخاصة.
وتلقت الأكاديمية طلبات من الأندية الإسبانية يتقدمهم نادي برشلونة لضم 5 لاعبين للخضوع لاختبار، وقضاء فترة معايشة مع هذه الأندية، وذلك في أعقاب المعسكر الكشفي للفريق الذي أُجري في إسبانيا.
وطلب نادي ملقا الإسباني 5 لاعبين لخوض فترة تعايش في النادي، تمهيداً لضمهم رسمياً إلى صفوف الفريق، في حالة تأقلم اللاعبون مع أجواء اللعب في الدوري الإسباني، وكذلك هو الحال لنادي ألميريا ونادي قاش، حيث طلب كل نادٍ لاعباً لضمه إلى صفوف الفريق في الفئات السِّنية.
كما تحظى هذه الأكاديمية باهتمام بالغ ومتابعة من نجوم الدوري الإسباني، إذ سيحظى المنظمون لها بزيارات لاعبي ريال مدريد وبرشلونة وبقية الأندية الإسبانية، ومشاركتهم في الحصص التدريبية لمنحهم الثقة، ورفع روحهم المعنوية، وهذه الزيارات من البرامج التي يحرص عليها القائمون على الأكاديمية، كما سيستمع اللاعبون الشبان إلى نصائح وتوجيهات مشاهير كرة القدم في الدوري الإسباني، في أثناء زياراتهم المتكررة.
ومن الفرص الذهبية التي ستُفتح أمام لاعبي الأكاديمية الإسبانية «لا ليغا» وجودهم تحت أنظار المدربين الإسبان، وسيكون الطريق أمامهم ممهداً للانضمام إلى الأندية الإسبانية العريقة، بعد تدريبهم وإعدادهم بالشكل المطلوب، لخوض تجربة الاحتراف وبدء حياتهم المهنية لاعبين مميزين في كرة القدم، لخدمة أنديتهم ومن قبلها منتخبهم الوطني.
ويرى نجم ريال مدريد الإسباني فرناندو موريانتس، أن أكاديمية «لا ليغا» فريدة من نوعها في هذا المجال، مبدياً إعجابه بطرق التدريبات المتطورة التي يستخدمها الجهاز الفني، مؤكداً أنها نفس التدريبات التي يتلقاها اللاعبون الإسبان في كرة القدم في الفئات السِّنية، لافتاً إلى أن المدربين ينقلون خبراتهم لتطوير مهارات اللاعبين الصغار، من خلال ما شاهده على أرض الواقع خلال زيارته لهذه الأكاديمية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».