الرقة التي سيطرت عليها «قوات سوريا الديمقراطية» اليوم (الثلاثاء) مدينة عمرها آلاف السنين، وقد تحولت في عام 2014 إلى أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا.
جغرافياً:
تتمتع مدينة الرقة بموقع استراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهم، وهي قريبة من الحدود مع تركيا، وتقع على بعد 160 كيلومتراً (كلم) شرق حلب، وعلى بعد أقل من مائتي كلم من الحدود العراقية.
وأسهم بناء سد الفرات على مستوى مدينة الطبقة الواقعة إلى الغرب منها في ازدهار مدينة الرقة التي لعبت دورا مهما في الاقتصاد السوري بفضل النشاط الزراعي.
تاريخياً:
بلغت مدينة الرقة أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية. في عام 722م أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة، واندمجت المدينتان في وقت لاحق.
بين عامي 796 و809م استخدم الخليفة هارون الرشيد الرقة عاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وبنى فيها قصورا ومساجد.
وفي عام 1258م دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد.
وفي الوقت الحالي تغيرت طبيعية الرقة، وأصبحت وجهة للاشتباكات العنيفة. وهذه أهم المحطات:
مارس (آذار) 2013:
بعد عامين من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سلطة النظام. واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر المخابرات العسكرية في المدينة؛ أحد أسوأ مراكز الاعتقال في المحافظة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
يناير (كانون الثاني) 2014:
اندلعت معارك عنيفة بين تنظيم داعش ومقاتلي المعارضة وبينهم «جبهة النصرة» في بداية هذا الشهر، وانتهت بسيطرة التنظيم على كامل مدينة الرقة في 14 من الشهر ذاته.
يونيو (حزيران) 2014:
أعلن تنظيم داعش إقامة ما تسمى «الخلافة» انطلاقا من مساحة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
أغسطس (آب) 2014:
بات تنظيم داعش يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وفرض التنظيم المتشدد قوانينه على الرقة، مستخدما كل أساليب الترهيب.
يونيو (حزيران) 2015:
خسر تنظيم داعش بعض البلدات عند أطراف المحافظة؛ أبرزها تل أبيض وعين عيسى التي سيطرت عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. ولجأ إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم... وغيرها من الممارسات الوحشية في الرقة، ففرض سيطرته ونشر الرعب بين الناس. وحرص التنظيم على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعته على أشرطة فيديو نشرها على الإنترنت.
نوفمبر (تشرين الثاني) 2016:
بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» حملة عسكرية واسعة لطرد تنظيم داعش منها. وكان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 300 ألف، بينهم نحو 80 ألفا من النازحين خصوصا من منطقة حلب، بالإضافة إلى آلاف المتشددين مع عائلاتهم.
يونيو (حزيران) 2017:
دخلت «قوات سوريا الديمقراطية» المدينة، وتمكنت في 1 سبتمبر (أيلول) من السيطرة على المدينة القديمة التي يحيط بها سور الرافقة الأثري العائد إلى العصر العباسي.
سبتمبر (أيلول) 2017:
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أن حملة «غضب الفرات» شارفت على النهاية.
أكتوبر (تشرين الأول) 2017:
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في يوم 16 من هذا الشهر، السيطرة على دوار النعيم في وسط الرقة أيضاً الذي أطلق عليه السكان اسم «دوار الجحيم» بسبب الاعتداءات الوحشية وعمليات الإعدام الجماعية التي نفذها التنظيم عليه، وقد استخدمه في الأشهر الأولى من سيطرته على المدينة لعرض رؤوس الأشخاص الذين كان يعدمهم بقطع الرأس، بغية زرع الخوف والترهيب.
وفي هذا اليوم (الثلاثاء)، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة و«انتهاء العمليات العسكرية» فيها.