حملة توقيعات يقودها «برلمانيون» تدعو السيسي لـ«فترة رئاسية ثانية»

قبل نحو 4 أشهر من فتح باب المنافسة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
TT

حملة توقيعات يقودها «برلمانيون» تدعو السيسي لـ«فترة رئاسية ثانية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

قبل نحو 4 أشهر تقريباً من فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، دشن سياسيون حملة لجمع التوقيعات بقيادة نواب برلمانيون، لدعوة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي للترشح لفترة مقبلة.
وينص الدستور القائم في مادته 140 على أن «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل».
وفي يونيو (حزيران) 2014، تسلم السيسي مهام منصبه بشكل رسمي؛ الأمر الذي يعني بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2018، على أن تجرى الانتخابات وتعلن النتائج بحد أقصى في مايو (أيار) من العام نفسه.
وقال المتحدث الإعلامي لحملة جمع التوقيعات، التي أطلقت على نفسها «علشان تبنيها»، النائب البرلماني، كريم سالم، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «أطلقوا العمل قبل نحو أسبوعين، في حين بدأت مرحلة جمع التوقيعات منذ 3 أيام».
ورفض سالم الإفصاح عن عدد التوقيعات التي جمعوها من المواطنين، وقال إنها لا تزال في مرحلة الحصر. وأضاف: «نعمل في 168 مقرا في مختلف المحافظات، ونحتاج إلى وقت لحصر كافة استمارات التوقيع».
وأكد مسؤول الاتصال السياسي بالحملة النائب البرلماني، محمد شعبان لـ«الشرق الأوسط»، أن كافة القائمين على العمل يؤدون المهام بشكل تطوعي، ولا يتلقون تمويلات من أي جهة، غير أنه قال: «أحد رجال الأعمال من بين المؤسسين فضلاً عن أستاذين جامعيين، وكافة المقرات بالمحافظات تبرع بها مؤمنون بأهدافنا».
وبشأن المدى الزمني المحدد من قبل الحملة للعمل، أو المستهدف من التوقيعات، قال شعبان: «سنظل نجمع توقيعات حتى يقرر السيسي دخول الانتخابات».
وتتضمن استمارة التوقيعات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، دعوة للمواطنين لمطالبة الرئيس الحالي بالترشح لفترة رئاسية مقبلة، وجاء فيها: «علشان (من أجل) لازم نطهرها من الإرهاب، علشان نحافظ على ريادتنا، علشان نكمل مشروعتنا علشان نعلم ولادنا، علشان نقضي على الفساد، علشان كده لازم تكمل المشوار».
وتضيف: «ولذلك أعلن أنا الموقع أدناه بكامل إرادتي، وبصفتي عضواً في الجمعية العمومية للشعب المصري، بطلب ترشيح السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي لفترة رئاسية أخرى».
وكان السيسي، أصدر قرارا جمهوريا، الأسبوع الماضي، يتضمن تشكيل مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات، في حين عقدت الهيئة اجتماعاً إجرائياً، واحداً ولم تعلن عن أي قرارات.
وتختص اللجنة بإدارة كافة شؤون الاستحقاقات الرئاسية، وينص الدستور على أنها «هيئة مستقلة، تختص دون غيرها بإدارة الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية، والنيابية، والمحلية، بدءاً من إعداد قاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، واقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد ضوابط الدعاية والتمويل، والإنفاق الانتخابي، والإعلان عنه، والرقابة عليها، وتيسير إجراءات تصويت المصريين المقيمين في الخارج، وغير ذلك من الإجراءات حتى إعلان النتيجة».
ورداً على ما إذا كان إقدام حملة جمع التوقيعات يتضمن مخالفة قانونية وتصنيفه كدعاية انتخابية قبل فتح باب الترشح رسمياً، قال شعبان: «عملنا منصبّ على الدعوة لدخول السباق الانتخابي، وليس أكثر... فهل نحن نقوم بدعاية للرئيس المتواجد أصلاً الآن على وسائل الإعلام؟».
من جهته، قال عضو الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد عبود لـ«الشرق الأوسط»: إن «اللجنة لم تصدر قرارات تنظيمية للعمل بعد، وأن أول لقاء بعد صدور قرار تشكيلها كان للتعارف بين الأعضاء، والأمور ستتضح بشأن اللجنة ومقرها في خلال الأسبوع الحالي أو المقبل».
وبشأن مخالفة حملة التوقيعات لإجراءات تنظيم الانتخابات الرئاسية التي لم تبدأ بعد بشكل رسمي، أفاد عبود: «لم يصلنا شيء عن هذا الأمر، وليس لدينا معلومات بهذا الصدد».
من جهته، قال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع: إن مسألة جمع التوقيعات لدفع الرئيس الحالي للترشح «لا تتعدى الجانب الدعائي، وبخاصة أن مسألة خوض السيسي للانتخابات شبه محسومة». وبشأن تصوره للمشهد الانتخابي الرئاسي المقبل أوضح «هو أقرب للشكل الأحادي الجانب، وبخاصة أنه لم يتم الإعلان عن خوض أحد للمنافسة، وتبدو انتخابات بلاعب واحد وأقرب للاستفتاء، بينما تلزم قواعد المنافسة بوجود تساو في القوى بين المرشحين».
وأشار إلى أن «112 حزباً في مصر، يعانون من حالة العجز والتجلط، ولا يستطيعون الدفع بمرشح للرئاسة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.