إيران تنفي غلق حدودها مع كردستان... وبغداد تمدد مهلتها للبيشمركة 24 ساعة

قادة الإقليم أكدوا استعدادهم الدفاع عن الأراضي التي يسيطرون عليها

قوات كردية تحتشد قرب كركوك - ارشيف (رويترز)
قوات كردية تحتشد قرب كركوك - ارشيف (رويترز)
TT

إيران تنفي غلق حدودها مع كردستان... وبغداد تمدد مهلتها للبيشمركة 24 ساعة

قوات كردية تحتشد قرب كركوك - ارشيف (رويترز)
قوات كردية تحتشد قرب كركوك - ارشيف (رويترز)

نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن وزارة الخارجية الإيرانية، نفيها اليوم (الأحد)، لتقارير بأن طهران أغلقت معبرا حدوديا مع شمال العراق ردا على الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق الشهر الماضي.
ونقلت الوكالة عن بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية، قوله "كما أعلنا من قبل أغلقنا مجالنا الجوي إلى المنطقة الكردية بناء على طلب من الحكومة المركزية في العراق وعلى حد علمي ليست هناك تطورات جديدة في هذه المنطقة".
وكانت وكالة تسنيم الايرانية قد قالت في وقت سابق اليوم في نبأ لم تنسبه لمصدر، إن "طهران أغلقت البوابات الحدودية مع كردستان العراق". فيما قال مسؤول كردي اليوم، إن الجنرال قاسم سليماني وصل إلى إقليم كردستان العراق لإجراء محادثات بشأن الأزمة المتصاعدة بين السلطات الكردية
والحكومة العراقية في أعقاب الاستفتاء على الانفصال.
وسليماني هو قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني.
من جانب آخر، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، منح اكراد اقليم كردستان والحكومة العراقية اليوم انفسهم مهلة 24 ساعة في محاولة لمعالجة الازمة بين الاقليم وبغداد عبر الحوار لتجنب وقوع مواجهة عسكرية بين الطرفين، فيما يواصلان حشد قواتهما العسكرية في مواجهة بعضهما البعض في محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وقال مسؤول كردي للوكالة طالبا عدم الكشف عن هويته، ان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وهو كردي، سيجتمع مع مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. وانه سيشارك مسؤولين كبارا في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي ينتمي اليه الرئيس معصوم، وآخرين من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني، خلال الاجتماع الذي من المقرر عقده في محافظة السليمانية، ثاني كبرى محافظات الاقليم، وفقا للمصدر.
وفيما يحاول المسؤولون السياسيون استئناف لغة الحوار، يواصل آلاف المقاتلين الاكراد وآخرون لقوات الحكومة المركزية الانتشار على خطوط مواجهة لبعضهم البعض في محافظة كركوك المتنازع عليها والواقعة شمال بغداد.
وشاهد أحد مصوري الوكالة في ساعة مبكرة من صباح اليوم قوات عراقية تواصل حشد مقاتليها في مواقع مواجهة لقوات من البشمركة التي لم تبرح مواقعها.
وبحسب مسؤول كردي، فان قوات الاقليم "تنتظر أوامر" من قياداتها التي اعلنت اليوم مهلة لمدة 24 ساعة لتغليب لغة الحوار على لغة المدفع.
وتطالب الحكومة المركزية الاقليم باستعادة المواقع التي سيطر عليها الاكراد خلال احداث عام 2014.
وكانت السلطات الكردية أعلنت أنها تلقت إنذارا من القوات العراقية للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها في 2014، وقد انتهت هذه المهلة خلال الليل من دون أن يسجل أي حادث حتى الصباح حين أعلن عن تمديدها.
ولكن يبقى الهاجس الاكبر لدى السياسيين والاهالي وحتى المقاتلين هو فشل لغة الحوار والاحتكام لقوة السلاح.
وليل السبت/الأحد احتشد مدنيون اكراد في مدينة كركوك حاملين السلاح، فيما حذر محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي اقالته بغداد بعدما اعلن الولاء لسلطات الاقليم التي ابقته في منصبه، من ان "السكان سيساعدون البيشمركة (...) لن ندع أي قوة تخترق مدينتنا"، حسب ما أوردت الوكالة.
وتشدد بغداد على انها لا تريد "شن حرب"، وتؤكد انه من "واجب " قواتها ان تستعيد سيطرة الحكومة المركزية على المناطق التي تسيطر عليها البيشمركة والتي تأتمر حصرا بأوامر السلطات الكردية.
وتعيش الحكومة العراقية مصاعب اقتصادية منذ انخفاض اسعار النفط الذي يشكل المورد الرئيسي لميزانية البلاد التي تقاتل منذ ثلاث سنوات ونيّف تنظيم "داعش" الارهابي.
وتريد بغداد استعادة السيطرة على 250 ألف برميل يوميا تنتج من ثلاثة حقول في كركوك، هي خورمالا الذي سيطر عليه الاكراد عام 2008، وهافانا وباي حسن اللذان سيطروا عليهما بعد عام 2014.
وفي الوقت ذاته، فان اقليم كردستان الذي يعاني من أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه يرى في فقدانه هذه الحقول خسارة لا تحتمل لأنها تنتج 40 بالمئة من الصادرات النفطية.
وتصاعدت حدّة التوتر بين بغداد واربيل منذ نظّم الاقليم استفتاء في 25 سبتمبر (ايلول) بهدف الاستقلال عن بغداد واصبحت مذاك المناطق المتنازع عليها بين الطرفين وابرزها محافظة كركوك في صدارة الاهتمام.
وعلى المستوى الدولي تسعى الولايات المتحدة الحليفة لطرفي النزاع تهدئة الامور بينهما.
وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ان بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر وإمكانية المضي قدما دون ان نحيّد أعيننا عن العدو" اي تنظيم "داعش"، مشددا على سعي واشنطن الى منع وقوع اي نزاع بينهما.
وفي تطور لاحق، رفض قادة أكراد العراق اليوم مطالب الحكومة العراقية بإلغاء نتيجة التصويت على
الاستقلال كشرط مسبق لإجراء محادثات لحل النزاع.
وقال هيمن هورامي مساعد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني على "تويتر"، إن القادة الأكراد الذين اجتمعوا لبحث الأزمة في بلدة دوكان الكردية جددوا عرضهم بحل الأزمة مع بغداد "سلميا".
وحضر الاجتماع إلى جانب بارزاني الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهيرو طالباني أرملة الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال طالباني الذي توفي هذا الشهر.
ورفض المشاركون في الاجتماع ما وصفوه "بالتهديدات العسكرية" من القوات العراقية لمقاتلي البيشمركة الأكراد، وتعهدوا بالدفاع عن الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في حال وقوع أي هجوم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.