موسكو تنشر «إس 400» في مصياف بعد غارات إسرائيل

TT

موسكو تنشر «إس 400» في مصياف بعد غارات إسرائيل

نشرت روسيا مؤخراً قواعد جديدة في سوريا لمنظومات صواريخ «إس - 400» و«إس - 300» للدفاع الجوية، الأمر الذي أكدته وكالة «سبوتنيك» الحكومية الروسية. وأشارت إلى وجود منظومات «إس - 300» و«إس - 400» التي يبلغ مدى صواريخها الاعتراضية 300 كيلومتر و400 كيلومتر على التوالي في مدينة مصياف السورية، حيث تُنصب هناك منظومات «بانتسير» أيضاً.
وأكدت الوكالة وجود «بطارية منفصلة لصواريخ (إس - 400) في موقع يبعد 12 كيلومتراً عن مدينة مصياف». وأوضحت أن البطارية الأخيرة تم نصبها في موقع تواجدت فيه في وقت سابق بطارية صواريخ «إس - 200» تابعة للدفاع الجوي السوري. وقالت «سبوتنيك» في خبرها تحت عنوان «رد صاروخي على الغارات الإسرائيلية» إن «منظومتي الدفاع الجوي الروسية والسورية في سوريا وضعتا تحت إدارة واحدة»، وأضافت: «يرى الخبراء أن روسيا ترد بذلك على الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي استهدف إحداها مدينة مصياف في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي». ومع أن إسرائيل قامت خلال السنوات الماضية بضرب عشرات الأهداف داخل الأراضي السورية، وبصورة خاصة، مواقع وقوافل سلاح تابعة لـ«حزب الله»، إلا أن قصف مصياف كان الأكثر خطورة، حيث استهدفت إسرائيل مركزاً للبحوث العلمية قالت إن إيران تعمل فيه على تصنيع صواريخ وتدريب مقاتلين. ومن جانب آخر تقع مصياف في مناطق قريبة من القواعد العسكرية الروسية على الساحل السوري.
وبعد كل ضربة إسرائيلية لأهداف داخل الأراضي السورية، تطرح وسائل إعلام ومراقبون تساؤلات حول إمكانية استخدام الأنظمة الصاروخية الحديثة التي نشرتها القوات الروسية في سوريا للتصدي للقصف الجوي والصاروخي الإسرائيلي. ورغم تأكيدات البعض أن «روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن»، إلا أن القوات الروسية لم تحرك منظومات الصواريخ تلك لردع إسرائيل، كما لم تستخدمها للتصدي للقصف الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية. وكانت الولايات المتحدة أكدت أنها أبلغت الجانب الروسي مسبقاً بالقصف. وتجدر الإشارة إلى أن الكرملين قرر نصب منظومة «إس - 300» وبعض المنظومات الصاورخية الساحلية لتأمين حماية القاعدتين الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس. وبعد حادثة إسقاط مقاتلة تركية قاذفة روسية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، قررت موسكو نشر «إس - 400» في قاعدة حميميم. وقتذاك، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، في تصريحات نقلتها «إنتر فاكس»، أن إرسال «إس - 400» إلى سوريا جاء تلبية لضرورة حماية القاعدة الروسية هناك.
وتحاول موسكو تفادي التصعيد بين الإسرائيليين من جانب وإيران وميلشياتها على الأراضي السورية من جانب آخر، إلا أنها لا تعارض رسمياً الغارات الإسرائيلية، وأبدت منذ البداية حرصاً على التنسيق لتفادي الصدام مع تل أبيب، وللحيلولة دون وقوع حوادث في الأجواء بين المقاتلات الروسية والإسرائيلية خلال تنفيذ العمليات في سوريا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار موسكو في نهاية سبتمبر عام 2015، أي بعد أن تأكدت الأنباء حول نية روسيا إطلاق عملية عسكرية في سوريا. وخلال تلك الزيارة توصل نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين إلى اتفاق حول تشكيل فريق تنسيق إسرائيلي - روسي لمنع حدوث أي إطلاق نار غير مقصود في سوريا، ويرأس الفريق من كل جانب نائبا رئيسي الأركان، حينها نقلت «رويترز» عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن المحادثات مع روسيا ستركز على العمليات الجوية فوق سوريا و«التنسيق الكهرومغناطيسي».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.