قادت الأسهم الإسبانية موجة صعود في أسهم أوروبا، أمس الأربعاء، بعدما أحجم زعيم إقليم كاتالونيا عن إعلان استقلال الإقليم، مما هدأ المخاوف بشأن أزمة دستورية في المنطقة، وعزز أسهم البنوك، وصعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي، بنحو 0.1 في المائة في التعاملات المبكرة، بينما حقق المؤشر «إيبكس» الإسباني أفضل أداء في المنطقة، وصعد بنسبة 1.6 في المائة.
وتخلفت الأسهم الإسبانية عن بقية أسهم أوروبا في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، حيث فقدت أكثر من واحد في المائة منذ بداية الشهر، في ظل زيادة المخاوف بشأن التوتر في المنطقة بعد استفتاء استقلال إقليم كاتالونيا في الأول من أكتوبر، وهدأت تلك المخاوف بعدما أصدر زعيم الإقليم كارلس بودغمون إعلانا رمزيا فقط أول من أمس الثلاثاء، مطالبا بتفويض لبدء الانفصال؛ لكنه علق أي خطوات رسمية لتنفيذ الاستقلال.
وصعدت أسهم بنكي «ساباديل» و«كايسكا»، اللذين نقلا مقريهما من كاتالونيا إلى أنحاء أخرى في إسبانيا، بنحو 2.4 في المائة، بينما زادت أسهم «بي بي في إيه» و«سانتاندر» بأكثر من اثنين في المائة. وقادت أسهم البنوك الإسبانية مؤشر القطاع المصرفي لمنطقة اليورو للصعود بنسبة واحد في المائة. وفي بقية أنحاء أوروبا، كان بعض التركيز على نتائج مبكرة، حيث هوى سهم «موندي» 6.5 في المائة ليتصدر قائمة الخاسرين على المؤشر «ستوكس» بعدما خفضت شركة صناعة الورق والتغليف توقعاتها للعام بأكمله.
وتصدر سهم شركة «جيه إي إيه جروب» الألمانية لصناعة اللحوم قائمة الرابحين بارتفاع تجاوز السبعة في المائة. وصعد المؤشر «فايننشيال تايمز 100» البريطاني 0.1 في المائة، بينما لم يسجل المؤشر «كاك 40» الفرنسي تغيرا يذكر عند الفتح. ويأمل المستثمرون في أن يتمكن قادة إسبانيا وإقليم كاتالونيا من التوصل إلى حل توافقي، وعلى الرغم من أن تصريحات بودغمون خيبت آمال كثير من مؤيديه المتحمسين للانفصال الذين كانوا يأملون في إعلان الاستقلال من جانب واحد، فإن خطابه كان ذا وقع ممتاز على المستثمرين، حيث خفف هذا «النهج اللطيف» التوترات وحالة عدم اليقين.
وانخفضت العائدات على السندات الحكومية الإسبانية ذات العشر سنوات إلى 120.7 نقطة أساس، مقارنة بنحو 136 نقطة أساس الأسبوع الماضي، مع تصاعد حدة التوترات الكاتالونية.
وفي غضون ذلك قال محللون في بنك «باركليز» مساء الثلاثاء، إنه يتعين على «الجمهورية الكاتالونية الجديدة» حال انفصالها أن تتصدى لقائمة طويلة من القضايا العملية، على سبيل المثال: هل سيتعين عليها إدخال عملة جديدة أم ستستمر في استخدام اليورو؟
وكانت بروكسل قد أبلغت كاتالونيا أنه في حالة الانفصال فإنها لن تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي، وسيتعين عليها إعادة التقدم بطلب للانضمام إليه. ومن شأن ذلك أن يلحق ضررا بالغا بالتجارة وجوانب أخرى باقتصادها.
وقام كثير من الشركات، بما فيها بنوك كبرى مثل «ساباديل» و«لاكايكسا» وشركة الطرق السريعة «أبيرتيس»، بنقل قواعدها القانونية من كاتالونيا مؤخرا، مما أثار مخاوف من هروب كبير لرأس المال الكبير إذا ما تحققت خطط الانفصال.
وقال محللون في «باركليز»: «نعتقد أن (الانفصاليين) يحاولون الحصول على مزيد من الدعم في كاتالونيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى أغلبية مؤيدة للاستقلال في الانتخابات الإقليمية القادمة، ويمكن لمثل هذه الأغلبية أن تفتح الباب أمام قوة تفاوضية أكبر، وفي نهاية المطاف حشد مزيد من الدعم من أوروبا، والتأييد للحركة الانفصالية وهو الأمر الذي لا تملكه حاليا».
أحد أسواق برشلونة وهي تعج بالمتسوقين (أ.ف.ب)