العراق يطالب إيران وتركيا رسمياً بإيقاف شراء النفط عبر كردستان

البرلمان الاتحادي يجتمع بحضور نواب كرد

صور من موقع رئاسة الوزراء العراقية لاجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس
صور من موقع رئاسة الوزراء العراقية لاجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس
TT

العراق يطالب إيران وتركيا رسمياً بإيقاف شراء النفط عبر كردستان

صور من موقع رئاسة الوزراء العراقية لاجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس
صور من موقع رئاسة الوزراء العراقية لاجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس

طلبت الحكومة العراقية رسمياً، أمس، من الجارتين تركيا وإيران، إيقاف جميع التعاملات التجارية وخصوصاً المتعلقة بـ«تصدير النفط مع إقليم كردستان وأن يتم التعامل في هذا الملف مع الحكومة الاتحادية حصراً».
وخلافاً لما أبدته شخصيات سياسية مثل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائبي رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي من مرونة في الموقف من إقليم كردستان بعد زيارة الثلاثة إليه أول من أمس، أظهرت القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري للأمن الوطني الذي يرأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي تصلباً في موقف بغداد من إقليم كردستان، حيث جدد المجلس تمسكه بعدم شرعية الاستفتاء الكردي، وتابع تنفيذ القرارات «العقابية» السابقة التي اتخذها ضد الإقليم، إلى جانب «اتخاذ إجراءات جديدة لإعادة السلطة الاتحادية في الإقليم والمناطق المتنازع عليها».
واستناداً إلى بيان صادر من مجلس الأمن الوطني، ورغم تأكيد المجلس أن الإجراءات الجديدة «ليست عقابية أو بالضد من المواطن الكردي»، فإن مراقبين يرون في مقررات مجلس الأمن الوطني الأخيرة، وخصوصاً المتعلقة بموضوع النفط وشبكات الاتصال للهواتف الجوالة «تصعيداً جديداً في الموقف من إقليم كردستان». وذكر بيان المجلس أنه «أصدر قراراً بأن تكون شبكات الاتصالات للهواتف الجوالة تحت السلطة الاتحادية ونقلها إلى بغداد».
ومعروف أن شركتي «آسيا سيل» و«كورك» لخطوط الهواتف الجوالة اللتين تبيعان خدماتهما لعموم المواطنين العراقيين تتخذان من إقليم كردستان مقراً لهما. كما شدد بيان مجلس الأمن الوطني على متابعة «طلب الحكومة رسمياً من إيران وتركيا التعامل مع الحكومة الاتحادية حصراً بما يتعلق بالمنافذ الحدودية وغلق جميع المنافذ مع هاتين الدولتين لحين تسلم إدارتها من قبل الحكومة الاتحادية».
وأشار البيان إلى متابعة رفع دعوى من قبل الادعاء العام بهدف «ملاحقة موظفي الدولة ضمن الإقليم من الذين نفذوا إجراءات الاستفتاء المخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية، وأن هناك قائمة من الأسماء المتهمة تم إعدادها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم». إلى جانب «متابعة حسابات إقليم كردستان وحسابات المسؤولين في الإقليم ممن تودع أموال تصدير النفط في حساباتهم».
من جهة أخرى، عقد مجلس النواب العراقي جلسته الاعتيادية الخامسة والعشرين أمس، بحضور 174 نائباً من ضمنهم النواب الكرد عن كتل (الاتحاد والتغيير والجماعة الإسلامية). وفي مستهل الجلسة، قدم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري التعازي إلى الشعب العراقي في وفاة الرئيس جلال طالباني. ورداً على الاحتجاج الشديد الذي قوبل به الجبوري من قبل نواب عن التحالف الوطني وائتلاف «دولة القانون» على زيارته إقليم كردستان أول من أمس، ألقى الجبوري كلمة أمام المجلس شرح فيها أسباب زيارته، قال فيها إن «الحراك الدائم المجرد من الأغراض والأهداف الضيقة يجب أن يكون منهجاً جمعياً وواجباً عاماً على صناع القرار وأهل الرأي ونخبة الأمة، قبل أن تتعقد الأمور وتمضي باتجاه الطريق الواحدة الذي لن يخدم مصلحة البلد العليا».
وأوضح الجبوري أن «زيارتنا أربيل كانت واحدة من المحطات المهمة والجوهرية التي كشفت لنا فرصاً مهمة للحل، على الأقل في البعد المتعلق بالنيات والاستعداد للتفاهم ضمن إطار مقبول ابتداءً كي نهيئ الأرضيّة المناسبة لإطلاق الحوار الواسع والمفتوح بدلاً من سياسة الجُدُر والحواجز الصلبة التي قد تدفع أحد الطرفين أو كليهما للذهاب إلى خيارات صعبة».
وكشف الجبوري أنه قال لجميع الأطراف إنه «لا مناص من العودة إلى الدستور في وجهة الآليات التي ستفضي إلى الحل النهائي لأزمتنا المتفاقمة يوماً بعد آخر وساعة بعد ساعة»، محذراً من أن «الخلاف الحالي اليوم ليس بين حكومتين في بغداد وأربيل، بل هو خلاف يهدد وجود دولة في ظل تهديد مبدأ الشراكة أو اعتقاد ذلك، فهناك منهجان في الشجاعة، إما شجاعة التصعيد والصراع أو شجاعة السلام والحوار».
من جانبها، ألقت النائبة آلا طالباني بياناً باسم التحالف الكردستاني، أشارت فيه إلى أن الرئيس الراحل كان داعياً للوئام والسلام وصديقاً ورفيق درب ونضال وعمل لكثير من الساسة الحاليين. ونقلت طالباني من خلال البيان «تحيات أسرة الرئيس الراحل والشعب الكردي للمشاعر التي أبداها الشعب العراقي ورئاسة مجلس النواب»، معتبرة أن «ما حدث بشأن مسألة العلم العراقي أثناء التشييع كانت خطأ غير مقصود».



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.