مصر: إحالة 13 متهماً بتنفيذ أعمال إرهابية للمفتي تمهيداً لإعدامهم

TT

مصر: إحالة 13 متهماً بتنفيذ أعمال إرهابية للمفتي تمهيداً لإعدامهم

أحالت محكمة مصرية، أوراق 13 متهماً بالانتماء لتنظيم «أجناد مصر» (الذي تصنفه السلطات كياناً إرهابياً)، إلى المفتي، لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم.
وقررت محكمة جنايات الجيزة، أمس، في جلستها برئاسة المستشار معتز خفاجي، تحديد جلسة 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، للنطق بالحكم على 42 متهماً في القضية، وأسندت لهم نيابة أمن الدولة العليا، تهم زرع عبوات ناسفة، واستهداف ارتكازات أمنية وأقسام للشرطة، ما أسفر عن «مقتل كثير من ضباط وأفراد الشرطة والمواطنين، والشروع في قتل أكثر من 100 آخرين».
وأفادت تحقيقات النيابة في القضية، بأنه «في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) بدأ عناصر التنظيم تنفيذ مخطط بزرع العبوات الناسفة في المواقع العامة ومحيط أقسام الشرطة والارتكازات الشرطية، وأنهم نفذوا تفجيرات إرهابية بمحيط دار القضاء العالي ومجلس الوزراء، وأيضا تفجير محيط قسمي شرطة الطالبية وعين شمس، وواقعة استهداف ضباط حراسة سفارة الكونغو، ونقاط التمركز الأمنية في محيط جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس، وقوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط كلية طب أسنان قصر العيني، وقوات تأمين محيط قصر القبة الرئاسي».
وبحسب قرار إحالة المتهمين، فإنهم «عقدوا اللقاءات التنظيمية عبر شبكة الإنترنت تجنبا للرصد الأمني، وتلقوا تدريبات على تصنيع المفرقعات وتفجيرها عن بعد، واستخدام الأسلحة النارية، وأساليب كشف المراقبة الأمنية والتخفي، ورفع مواقع المنشآت الحيوية تمهيدا لاستهدافها، واستخدام الأسماء الحركية، كما غيروا أرقام الهواتف المحمولة بصفة مستمرة، واستخدموا كثيرا من الأماكن وأعدوها كمقار للتنظيم».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، تشهد مصر موجة من أعمال العنف والتفجيرات، التي عادة ما تستهدف عناصر الجيش والشرطة، خاصة في محافظة شمال سيناء.
وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، أن قوات الجيش الثاني الميداني بشمال سيناء، تمكنت بالتعاون مع القوات الجوية، من تدمير سيارتين مسلحتين لـ«العناصر التكفيرية».
وأضاف المتحدث العسكري، في بيان رسمي، أمس، أن قوات الجيش الثالث الميداني، ألقت القبض على «شخص تكفيري شديد الخطورة، يستقل دراجة نارية أثناء محاولته استهداف معدات خاصة بإحدى الشركات العاملة في أعمال التنمية بوسط سيناء».
من جهة أخرى، رجح مصدر أمني بوزارة الداخلية أن يكون ماس كهربائي وراء الحريق الذي شب فجر أمس (الأحد) في أحد المباني الإدارية بميناء القاهرة الجوي.
وقال المصدر، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، إن خبراء المعمل الجنائي عاينوا آثار الحريق، فيما يجري العمل على إعداد التقرير النهائي بشأن أسبابه.
وكان حريق نشب في أحد المكاتب بالطابق الخامس من المبنى الإداري لشركة ميناء القاهرة الجوي؛ وتم الدفع بأربع سيارات إطفاء للتعامل مع النيران وإخمادها، وأسفر الحريق عن إصابة 4 موظفين باختناقات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».