كشف أندريه باكلانوف، المستشار السياسي الأعلى للمجلس الفيدرالي والبرلمان لروسيا الاتحادية، أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لبلاده أثمرت خريطة طريق تشتمل على 4 مسارات لصنع الاستقرار بالمنطقة، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وموسكو، سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وأنها ستنعكس إيجابا على الأمن والسلام إقليميا ودوليا. يتمثل المسار الأول في استقرار العلاقات الاستراتيجية الروسية السعودية على صعيد إنتاج وتسويق النفط.
وثانيا، توفير القدرة الكبيرة على محاربة النفوذ المتباين ومعالجة المواقف السلبية بل محوها بشكل نهائي، وتحويلها إلى مواقف إيجابية متقاربة تجاه القضايا الجيوسياسية والاقتصادية الملحة المختلفة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، سواء على مستوى الاقتصاد واستقرار الطاقة، أو على مستوى الاضطرابات والنزاعات والحروب في المنطقة، على حدّ تعبيره.
وأشار باكلانوف، إلى أن الأمر الثالث هو التفاهم الثنائي الذي وصفه بالعميق للوصول إلى تفاهمات صنعت تقاربا لخلق علاقات استراتيجية واسعة النطاق، من بينها ميدان الثقافة، حيث إن هذه الأيام شهدت حضورا كبيرا لتعاون مختلف من قبل المتخصصين في صناعة الثقافة والسينما والفن والموسيقى والتلفزيون الروسي، وأخذت في الاعتبار جميع الاقتراحات والأفكار لدى الطرف السعودي، فيما يتعلق بإنتاج الأفلام التاريخية والفنية التي تؤسس لعلاقة ثنائية جديدة مختلفة.
فضلا عن ذلك - والحديث للمسؤول الروسي - فتح نافذة جديد تحمل بشريات الثقافة الإسلامية لتربط بين مسلمي روسيا الاتحادية مع إخوانهم في السعودية، وعبرها إلى بقية شعوب العالم الإسلامي، حيث أن هناك أكثر من 25 مليون نسمة من المسلمين الذين يعيشون في روسيا الاتحادية منذ قرون، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين ذكر أكثر من مرة أنه يعتبر أن الإسلام جزء أصيل في الثقافة الروحية والدينية في المجتمع الروسي، مبينا أن هناك تواصلا مستمرا بين المعنيين في البلدين بهذا الصدد.
ونوه المستشار السياسي للمجلس الفيدرالي الروسي، بالتعاون بين البلدين في هذا المجال فيما يتعلق بأداء مناسك الحج والعمرة، وهناك جهود جبارة تبذل في سبيل تقديم التسهيلات للحجاج الروس، فضلا عن الخدمات التي تقدم في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة لكل المسلمين في موسمي الحج والعمرة.
ويرى أن من الأمور المهمة في هذه الزيارة حرص كل من موسكو والرياض على صنع حالة مستقرة من العلاقات بين الطرفين، بخلاف ما كان عليه الوضع في الأعوام الماضية، وأن هذا الأمر كان صعبا، ولكن هناك إرادة سياسية عليا على مستوى قيادتي البلدين على تنفيذه وتحقيقه تدريجيا حتى يبلغ ذروته في أقرب مدى زمني في المستقبل القريب.
وقال باكلانوف: «سيكون هناك تعاون في الصناعات العسكرية بجانب النفط، وسيكون هناك توافق أو تقارب في المواقف السياسية في المحافل الدولية حيال القضايا التي تشغل منطقة الشرق الأوسط، لمعالجة الأزمات وصنع الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة».
مسؤول روسي: زيارة الملك سلمان أثمرت 4 مسارات لصنع الاستقرار بالمنطقة
مسؤول روسي: زيارة الملك سلمان أثمرت 4 مسارات لصنع الاستقرار بالمنطقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة