فصائل فلسطينية ترفض المشاركة في «نشاط سلمي» لنساء إسرائيليات

فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)
فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)
TT

فصائل فلسطينية ترفض المشاركة في «نشاط سلمي» لنساء إسرائيليات

فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)
فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)

أصدرت فصائل فلسطينية معارضة بيانات تهاجم فيه «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسبب مشاركتها في مسيرة تنظمها حركة «نساء يصنعن السلام» الإسرائيلية، والمقررة أن تصل يوم غد (الأحد)، إلى مدينة أريحا.
واعتبرت حركة «حماس» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة»، المشاركة الفلسطينية في هذا النشاط بمثابة تطبيع مع إسرائيل. وطالبت «الجبهة الشعبية» بحل «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، وإنشاء محاكمة شعبية لها ولرموزها، واعتبار نشاطاتها خارجة على الموقف الوطني، وتخدم الاحتلال ومشاريع التطبيع المشبوهة، التي في سياقها تجاوزت اللجنة كل الخطوط الحمراء بدعوتها لفعالية تطبيعية». أما «حماس» فاعتبرت هذا النشاط «خروجاً عن الإجماع الوطني وإهانة لتاريخ الشعب وحاضره ومستقبله، ومساهمة في تحسين صورة الاحتلال، إضافة إلى أن هذه المسيرة مرفوضة»، داعية إلى «عدم الاستجابة لها ومواجهتها وعزل القائمين عليها وإجهاض كل جهد تطبيعي مع إسرائيل».
وقد ردت «لجنة التواصل» على هذه الهجمة ببيان موقَّع من إلياس زنانيري، نائب رئيسها، يوضح فيه المسألة. وجاء فيه أن «المسيرة من إعداد وتنظيم مجموعة نسائية بدأت صغيرة وكبرت إلى أن باتت تضم آلاف الناشطات الإسرائيليات من مختلف الاتجاهات السياسية، وتطالب بالتوصل إلى حل متفق عليه بين الفلسطينيين وإسرائيل من أجل إنهاء الصراع في المنطقة. وتنبع خصوصية هذه المجموعة من أن المُبادِرات فيها قررن في العام الماضي الصوم عن الطعام لمدة 51 يوماً بالتمام والكمال في إشارة إلى الفترة التي استغرقتها الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة عام 2014 بقصد إدانة الحرب ودعوة الحكومة الإسرائيلية للبحث عن حل سياسي ينقذ أزواج وأبناء النساء الإسرائيليات من الحروب. وقامت هذه المجموعة في العام الماضي بتنظيم مسيرات جابت الطرق الرئيسة في إسرائيل، إلى أن وصلن إلى منطقة المغطس على نهر الأردن إذ انضمت إليهن نحو 800 ناشطة فلسطينية بالتنسيق الكامل مع المحافظات وديوان الرئاسة وبتأييد كامل من فخامة الرئيس الأخ أبو مازن الذي استقبل وفداً عن المنظمات الإسرائيليات للمسيرة غداة الفعالية وشكرهن شخصياً على الجهد الذي قمن به لتحريك الرأي العام الإسرائيلي». ولفت البيان إلى أن «السيدات أنفسهن نظمن تجمعاً أمام مقر سكن رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو بالقدس الغربية بعد انتهاء فعاليتهن وعشية استقبالهن من قبل الأخ الرئيس، وطلبن الاجتماع بنتنياهو فرفض وأمر حراساته بوضع ستار أسود ضخم لحجبهن عنه وحجبه عنهن. ومنذ تلك المسيرة مضى عام كامل والنساء الإسرائيليات يعملن بجد ومثابرة لزيادة عددهن، ويقال إن عددهن اليوم قرابة عشرة آلاف امرأة يحاولن القيام بحملات شعبية في إسرائيل على غرار حركة الأمهات الأربع اللواتي نشطن حتى نجحن، إلى جانب عوامل أخرى، في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان المحتل عام 2000». وتابع البيان أنه «طيلة العام الماضي استمرت على فترات متباعدة ومتقاربة، حسب الضرورة، الاتصالات والحوارات بين المجموعة الإسرائيلية ولجنة التواصل بحكم دورها إلى أن حان موعد المسيرة القادمة يوم الأحد. وكان القرار الفلسطيني بتشجيع أكبر عدد ممكن من النساء الفلسطينيات على المشاركة الرمزية في المحطة النهائية لفعالية النساء، وإجراء مؤتمر صحافي مشترك، وإلقاء كلمات في الجمهور المحتشد من بينها كلمة وجهها الرئيس أبو مازن إلى المتظاهرات الإسرائيليات».
وأكد البيان أن «فعاليات من هذا القبيل هي التي تملك أن تلقي أكثر من حجر في بركة الرأي العام الإسرائيلي الذي يتعرض يومياً إلى حملة تضليل واسعة وتحريض أرعن من جانب حكومة نتنياهو وأبواقها الإعلامية، التي تدعي أن لا وجود لشريك فلسطيني وأن الرئيس (عباس) يقود إرهاباً سياسياً ضد إسرائيل».
الجدير ذكره أن نشاط لجنة التواصل يغيظ قوى اليمين الإسرائيلي. وفي السنة الماضية أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمراً يحظر بموجبه دخول رئيس اللجنة وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، محمد المدني، إلى الأراضي الإسرائيلية.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.