أصدرت فصائل فلسطينية معارضة بيانات تهاجم فيه «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسبب مشاركتها في مسيرة تنظمها حركة «نساء يصنعن السلام» الإسرائيلية، والمقررة أن تصل يوم غد (الأحد)، إلى مدينة أريحا.
واعتبرت حركة «حماس» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة»، المشاركة الفلسطينية في هذا النشاط بمثابة تطبيع مع إسرائيل. وطالبت «الجبهة الشعبية» بحل «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، وإنشاء محاكمة شعبية لها ولرموزها، واعتبار نشاطاتها خارجة على الموقف الوطني، وتخدم الاحتلال ومشاريع التطبيع المشبوهة، التي في سياقها تجاوزت اللجنة كل الخطوط الحمراء بدعوتها لفعالية تطبيعية». أما «حماس» فاعتبرت هذا النشاط «خروجاً عن الإجماع الوطني وإهانة لتاريخ الشعب وحاضره ومستقبله، ومساهمة في تحسين صورة الاحتلال، إضافة إلى أن هذه المسيرة مرفوضة»، داعية إلى «عدم الاستجابة لها ومواجهتها وعزل القائمين عليها وإجهاض كل جهد تطبيعي مع إسرائيل».
وقد ردت «لجنة التواصل» على هذه الهجمة ببيان موقَّع من إلياس زنانيري، نائب رئيسها، يوضح فيه المسألة. وجاء فيه أن «المسيرة من إعداد وتنظيم مجموعة نسائية بدأت صغيرة وكبرت إلى أن باتت تضم آلاف الناشطات الإسرائيليات من مختلف الاتجاهات السياسية، وتطالب بالتوصل إلى حل متفق عليه بين الفلسطينيين وإسرائيل من أجل إنهاء الصراع في المنطقة. وتنبع خصوصية هذه المجموعة من أن المُبادِرات فيها قررن في العام الماضي الصوم عن الطعام لمدة 51 يوماً بالتمام والكمال في إشارة إلى الفترة التي استغرقتها الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة عام 2014 بقصد إدانة الحرب ودعوة الحكومة الإسرائيلية للبحث عن حل سياسي ينقذ أزواج وأبناء النساء الإسرائيليات من الحروب. وقامت هذه المجموعة في العام الماضي بتنظيم مسيرات جابت الطرق الرئيسة في إسرائيل، إلى أن وصلن إلى منطقة المغطس على نهر الأردن إذ انضمت إليهن نحو 800 ناشطة فلسطينية بالتنسيق الكامل مع المحافظات وديوان الرئاسة وبتأييد كامل من فخامة الرئيس الأخ أبو مازن الذي استقبل وفداً عن المنظمات الإسرائيليات للمسيرة غداة الفعالية وشكرهن شخصياً على الجهد الذي قمن به لتحريك الرأي العام الإسرائيلي». ولفت البيان إلى أن «السيدات أنفسهن نظمن تجمعاً أمام مقر سكن رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو بالقدس الغربية بعد انتهاء فعاليتهن وعشية استقبالهن من قبل الأخ الرئيس، وطلبن الاجتماع بنتنياهو فرفض وأمر حراساته بوضع ستار أسود ضخم لحجبهن عنه وحجبه عنهن. ومنذ تلك المسيرة مضى عام كامل والنساء الإسرائيليات يعملن بجد ومثابرة لزيادة عددهن، ويقال إن عددهن اليوم قرابة عشرة آلاف امرأة يحاولن القيام بحملات شعبية في إسرائيل على غرار حركة الأمهات الأربع اللواتي نشطن حتى نجحن، إلى جانب عوامل أخرى، في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان المحتل عام 2000». وتابع البيان أنه «طيلة العام الماضي استمرت على فترات متباعدة ومتقاربة، حسب الضرورة، الاتصالات والحوارات بين المجموعة الإسرائيلية ولجنة التواصل بحكم دورها إلى أن حان موعد المسيرة القادمة يوم الأحد. وكان القرار الفلسطيني بتشجيع أكبر عدد ممكن من النساء الفلسطينيات على المشاركة الرمزية في المحطة النهائية لفعالية النساء، وإجراء مؤتمر صحافي مشترك، وإلقاء كلمات في الجمهور المحتشد من بينها كلمة وجهها الرئيس أبو مازن إلى المتظاهرات الإسرائيليات».
وأكد البيان أن «فعاليات من هذا القبيل هي التي تملك أن تلقي أكثر من حجر في بركة الرأي العام الإسرائيلي الذي يتعرض يومياً إلى حملة تضليل واسعة وتحريض أرعن من جانب حكومة نتنياهو وأبواقها الإعلامية، التي تدعي أن لا وجود لشريك فلسطيني وأن الرئيس (عباس) يقود إرهاباً سياسياً ضد إسرائيل».
الجدير ذكره أن نشاط لجنة التواصل يغيظ قوى اليمين الإسرائيلي. وفي السنة الماضية أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمراً يحظر بموجبه دخول رئيس اللجنة وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، محمد المدني، إلى الأراضي الإسرائيلية.
فصائل فلسطينية ترفض المشاركة في «نشاط سلمي» لنساء إسرائيليات

فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)
فصائل فلسطينية ترفض المشاركة في «نشاط سلمي» لنساء إسرائيليات

فلسطينيان يسعفان مصاباً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في رام الله أمس (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة