إقليم كردستان يستعد لانتخابات برلمانية ورئاسية الشهر المقبل

برهم صالح أعلن عن قائمته بعيداً عن {الاتحاد الوطني}

برهم صالح
برهم صالح
TT

إقليم كردستان يستعد لانتخابات برلمانية ورئاسية الشهر المقبل

برهم صالح
برهم صالح

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، أمس، أنها ستبدأ بتسجيل مرشحي الكيانات السياسية للانتخابات البرلمانية التي يشهدها الإقليم في الأول من نوفمبر المقبل، التي تتزامن مع انتخابات رئاسة الإقليم أيضاً.
وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان، شيروان زرار، لـ«الشرق الأوسط»: «تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كردستان تنفيذ جدول عملياتها الخاصة بتنظيم انتخابات رئاسة الإقليم وبرلمان كردستان التي سيشهدها الإقليم في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، واستكمال جميع الاستعدادات الفنية واللوجيستية لهذه العملية».
وكانت المفوضية حددت يوم أمس آخر موعد لتشكيل التحالفات السياسية بين الكيانات السياسية في الإقليم، التي سجلت أسماءها لخوض الانتخابات، لكن زرار أكد عدم تشكيل أي تحالفات بين هذه الكيانات، لافتاً إلى أن المفوضية ستفتح، بداية الأسبوع المقبل، الباب أمام الكيانات السياسية لتقديم مرشحيها للانتخابات البرلمانية.
ويتنافس نحو 27 كياناً سياسياً في كردستان على نيل 111 مقعداً هي مقاعد برلمان كردستان، وفازت تسعة كيانات سياسية في الانتخابات البرلمانية السابقة التي شهدها الإقليم في سبتمبر (أيلول) من عام 2013، حيث حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني على 38 مقعداً، بينما حصلت حركة التغيير على 24 مقعداً، والاتحاد الوطني الكردستاني على 18 مقعداً، وحصل الاتحاد الإسلامي على 10 مقاعد فيما حلت الجماعة الإسلامية في المركز السادس بستة مقاعد، وحلت الحركة الإسلامية والحزب الاشتراكي وقائمتا الحرية والاتجاه الثالث في المراتب الأخير بحصة مقعد واحد لكل منهما، ووزعت المقاعد الأخرى على التركمان والمسيحيين.
لكن الوضع في الانتخابات المقبلة يختلف تماما عن السابقة، فالإقليم نجح في إجراء الاستفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر الماضي، حيث صوت مواطنوه بنسبة 92.75 في المائة بـ«نعم» للاستقلال، وتعيش كردستان مرحلة انتقالية تسعى خلالها إلى التفاوض مع بغداد والمجتمع الدولي لنيل الاستقلال، وفي الوقت ذاته ظهرت كيانات سياسية جديدة على الساحة الكردية تستعد لخوض المنافسة الانتخابية إلى جانب الأحزاب الكردية الأخرى، وأبرز هذه القوائم قائمة «التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة»، الذي يتزعمه نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، الذي أعلن عن قائمته في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من مدينة أربيل، وقال صالح في بيان الإعلان عن قائمته: «لقد عانى العراقيون لعقود من ويلات الحروب والاضطهاد، وحُرِموا من ثروات بلادهم. ومنذ القضاء على نظام صدام ومع جميع الآمال التي كانت معلَّقَة على نظام الحكم الجديد في العراق، واجه العراق دوامة الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية وانعدام الخدمات»، لافتاً إلى أن مواطني العراق يعانون في البصرة والسماوة وبغداد والموصل والرمادي، وفي أربيل والسليمانية، من سوء إدارة هذه البلاد والحروب والفساد وخرق الدستور والقانون، مشدداً بأعلى أنه «حان وقت مراجعة هذه المنظومة واختلافاتها البنيوية، وآن أوان الحل الجذري للمشكلات الأساسية لنظام الحكم في العراق، ولا يمكن أن تبقى هذه البلاد أسيرة الصراعات الداخلية والإقليمية».
وأكد صالح أن تحالفه انبثق من أجل تحقيق الوئام الاجتماعي والسياسي، ومعالجة المشكلات والأزمات المتراكمة بسبب سوء الإدارة، مضيفاً: «هذا التحالف يناضل من أجل تثبيت الحكم الرشيد وتداول السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.