على عادة منظمي تظاهرة «موسيقات» في دوراتها السابقة، يحلّ موسيقيون من العراق والمغرب وإسبانيا والنمسا والبرتغال إلى جانب تونس البلد المنظم، بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية بمدينة سيدي بوسعيد (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية) لإحياء عدد من السهرات الموسيقية الراقية التي تجمع موسيقى مختلفة ومتنوعة من العود والناي إلى القيثار والكمان، وهي موسيقى آتية من عدة مدارس موسيقية وعليها أن تتعايش تحت سقف واحد.
وانطلقت هذه التظاهرة التي باتت تجذب جمهوراً من نوع خاص في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتتواصل إلى غاية يوم 21 من الشهر نفسه.
ويفتتح عازف العود العراقي نصير شمة الدورة 12من تظاهرة «موسيقات 2017» بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية (قصر النجمة الزهراء) ويشارك بعرض موسيقي يحمل عنوان «عالم بلا خوف» وفي ذلك دلالة على ما يميز عالم اليوم من مخاوف كثيرة لم تستطع الموسيقى أن تخفيها. وتحمل موسيقى العازف العراقي الكثير من الأسى والشجن والتعبير عن الخوف، وسبق لنصير شمة أن قدم معزوفة «حدث في العامرية» التي نقلت الفزع مما حدث في ملجأ العامرية العراقي وركز على عالم اليوم المخيف.
وستكون تونس ممثَّلةً في هذه التظاهرة بعرضين، يحمل الأول عنوان «تقلبات» للأخوين بشير ومحمد الغربي، وهو عرض سيتم تقديمه اليوم 7 أكتوبر الحالي، أما العرض الثاني فيكون في الاختتام.
وبشأن عرض «تقلبات»، قال الفنان التونسي بشير الغربي إن هذا العمل يسعى إلى التعبير عن تقلبات الوجدان التي يمر بها الفنان خلال تجربته الحياتية ومسيرته الفنية، فهو يستعيد هذه التقلبات ويعيد صياغتها موسيقيّاً، في لحظة إبداعيّة عفوية تراوح بين انسيابية الروح ومعادلات العقل، بين الهدوء والاضطراب بين الاتصال والانفصال على حد تعبيره.
ويستثمر الثنائي الغربي تقنيّات العزف على آلتي العود والكمان في إنتاج ألحان قادرة على الوصل بين نغمات موسيقية متنوعة، تونسية ومشرقية وغربيّة ويدمجانها داخل الأثر الواحد.
ويعتبر العازفان أنه لا يمكن تجسيم ذلك إلا من خلال الانطلاق من مفردات الأصالة باعتبارها الأرضية المألوفة للإبداع، وكذلك عبر الانفتاح على ما هو حداثي وجديد باعتباره أرضية غير مألوفة، وبذلك يمكن تحقيق الفعل الإبداعي.
وتقترح مجموعة موسيقية إسبانية بقيادة عازف قيثار الفلامينكو ألفونسو ليناريس، على جمهور النجمة الزهراء في اليوم الموالي، عرضاً فنيّاً بعنوان «الروح المفقودة»، وهو عبارة عن إشادة بموسيقى الفلامنكو تعتمد على نصوص كبار شعراء إسبانيا على غرار غرسيا لوركا، وخوان ديلاكروز، وتيريزا دي خيسوس.
وسيكون الموعد يوم 19 أكتوبر الحالي، مع عرض من النمسا لمجموعة «كوباريو»، وهو مشروع موسيقي يستمد تأثيراته من الفلامنكو والموسيقات الغجرية والسلافية، والآسيوية بالإضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية. وتقدم الفنانة البرتغالية «كوكا روزيتا» عرضاً لموسيقى الفادو.
ويجمع العرض الاختتامي الذي يقدمه الفنان التونسي زهير قوجة بين أنماط موسيقية تقليدية من المغرب العربي وبلدان المشرق العربي على غرار «السطمبالي» والشعبي و«الجربي» من تونس و«الشعبي» من الجزائر و«البلدي» المصري، وذلك من خلال تنفيذ موسيقى تعتمد على إيقاعات أميركا اللاتينية وتحديداً كوبا والمكسيك.
انطلاق مهرجان «موسيقات» في تونس
«عالم بلا خوف» و«تقلبات» من بين العروض المبرمجة
انطلاق مهرجان «موسيقات» في تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة