مصر: إحالة 6 متهمين في حادث تصادم قطاري الإسكندرية للمحاكمة الجنائية

TT

مصر: إحالة 6 متهمين في حادث تصادم قطاري الإسكندرية للمحاكمة الجنائية

أحال المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام المصري، أمس، 6 متهمين في حادث التصادم المروع لقطارين على خط القاهرة - الإسكندرية بمنطقة خورشيد في محافظة الإسكندرية، 11 من أغسطس (آب) الماضي، الذي راح ضحيته 44 قتيلاً، إلى جانب 236 مصاباً، إلى المحكمة الجنائية العاجلة.
والمتهمون هم سائقو القطارين ومساعد قائد قطار، ورئيس قطار، وملاحظ، وناظر محطة. وذكر بيان صادر عن مكتب النائب العام أن التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة تضمنت إجراء المعاينات اللازمة ومناظرة جثامين الضحايا، والاستماع إلى أقوال المصابين، وجميع قيادات الهيئة القومية للسكك الحديدية، والخبراء المختصين أعضاء اللجنة الفنية المنتدبة من المهندسين العسكريين بالقوات المسلحة، بالإضافة إلى هيئة الرقابة الإدارية.
وكشفت تحقيقات النيابة أن وقوع الحادث يرجع إلى الإهمال الجسيم للمتهمين الستة، الذين تقرر إحالتهم للمحاكمة في أداء أعمالهم، وإخلالهم الجسيم بما تفرضه عليهم أصول مهنتهم، بدءاً من قائد القطار رقم 13 الذي أساء استخدام جهاز «ATC» بتعطيل قدرته على الربط والوقوف الآلي، وقيادته للقطار بسرعة تتجاوز تلك المقررة وفقاً للإشارات الضوئية الصادرة عن «السيمافورات»، ودون الالتزام بدلالة تلك «السيمافورات» التي تشير إلى انتظام حركة سير القطارات وانتظام مرورها والإبلاغ عن أي عارض، ومن ثم لم يلحظ توقف القطار رقم 571 لمدة 11 دقيقة بنطاق «بلوك أبيس».
وأضافت النيابة أن قائد القطار 571 أخلَّ بواجبات وظيفته بعدم إبلاغه مركز مراقبة الحركة المختص، سواء لاسلكياً أو هاتفيّاً، بوقوف القطار بمكان الحادث لمدة تزيد عن المقرر، وفقاً للوائح والقرارات المنظمة لهذا الشأن، وانسحب ذلك الأمر على مساعديه، إذ لم يتخذ أي منهما الإجراءات المنصوص عليها بلائحة سلامة التشغيل المعمول بها، والمقررة من الهيئة القومية لسكك حديد مصر.
وذكرت النيابة العامة أن مراقب الحركة المختص بمراقبة منطقة القباري تقاعس بدوره عن مراقبة انتظام حركة «السيمافورات» والقطارات داخل نطاق مسؤوليته واختصاصه، وعدم ملاحظته وقوف القطار رقم 571 دون وجود ما يشغل الطريق أمامه، وعبور القطار رقم 13 نطاق بلوك خورشيد (البلوك السابق على بلوك أبيس محل الحادث) حال وقوف القطار رقم 571 أمامه.
وأكدت النيابة العامة أن التحقيقات أظهرت أن ما أتاه المتهمون من أفعال ينم عن إهمال ورعونة شديدة، وعدم مراعاة للدقة، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وواجبات وظيفتهم المنصوص عليها في لائحة سلامة التشغيل للهيئة القومية لسكك حديد مصر، التي تضمن المحافظة على سلامة منظومة خطوط السكك الحديدية، بما فيها القطارات وأطقمها ومستقلوها من الركاب، وعدم تعريض سلامتهم للخطر.
وأشارت النيابة العامة إلى أن أفعال المتهمين أضرت بأموال ومصالح جهة عملهم ضرراً جسيماً، تمثل فيما لحق بالقطارين رقمي 13 و571، وقضبان السكك الحديدية بمكان الحادث، من تلف وتعطيل وسائل النقل العام وخطوط السكك الحديدية، وما نجم عن الحادث من وفاة عدد من مستقلي القطار وإصابة آخرين



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.