«كتلة المستقبل» تنتقد «الأحكام القاسية» ضد الأسير وتدعو إلى «تطبيق العدالة على الجميع»

TT

«كتلة المستقبل» تنتقد «الأحكام القاسية» ضد الأسير وتدعو إلى «تطبيق العدالة على الجميع»

انتقدت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان «الأحكام القاسية والمشددة» التي صدرت عن المحكمة العسكرية بحق الشيخ أحمد الأسير وجماعته، مشددة على «أهمية تطبيق العدالة على الجميع دون استثناء»، فيما أكدت أن «على حزب الله أن يدرك أن ما يتباهى به ليس سوى تجاوز لمصالح اللبنانيين وتجاهل كامل للدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها».
وجاءت مواقف «المستقبل» بيان أصدرته بعد اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. وتوقفت الكتلة أمام «الأحكام القاسية والمشددة التي صدرت عن المحكمة العسكرية بحق الشيخ أحمد الأسير وجماعته التي وصلت إلى حدّ إصدار أحكام بالإعدام نتيجة الاعتداءات التي ارتكبت بحق الجيش اللبناني في منطقة عبرا شرقي صيدا». وسجلت الكتلة عدداً من الملاحظات، إذ أكدت على أهمية «تطبيق العدالة على الجميع دون استثناء»، وعلى وجوب احترام حق الدفاع وفي مقدمه تفحص كل الأدلة التي تقدم في معرض الدفاع. وأبدت استغرابها «من كون هذه الأحكام قد صدرت في الوقت الذي يستمر فيه غياب أي إجراءات أو أحكام أو حتى اتهامات بحق الأطراف الأخرى التابعة لما يسمى (سرايا المقاومة)، التي شاركت في خرق القانون وحملت السلاح وعمدت إلى إطلاق النار وارتكبت جرائم القتل بحق عدد من المواطنين الصيداويين العزّل الذين كانوا يعبرون عن استنكارهم السلمي لتدخلات وممارسات تلك السرايا في صيدا». وقالت الكتلة: «تلك الجرائم ارتكبت من قبل أشخاص معروفين من قبل الجميع في مدينة صيدا وذلك على أعين الناس وأمام عدسات الكاميرات والذين ما زالوا يسرحون ويمرحون دون أن تطالهم يد العدالة».
واعتبرت أن العدالة «بقيت قاصرة ومقصّرة بكونها لم تشمل من قتل اللبناني هاشم السلمان (رئيس الهيئة الطلابية في حزب الانتماء) أمام السفارة الإيرانية في بيروت. كما ما زال المرتكبون من العناصر الحزبية المسلحة التي قتلت الضابط الطيار سامر حنا وغيرها من الجرائم المتعددة، التي ارتكبت بحق اللبنانيين العزّل وبحق الجيش اللبناني من قبل تلك الجماعات والميليشيات، طليقين ولم يصدر بحقهم أي ملاحقة قانونية. كذلك أيضاً لم تصدر بعد الأحكام بحق من ارتكبوا جريمتي التفجيرين لمسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس».
وتطرقت الكتلة أيضا إلى «المواقف المتناقضة للأمين العام لحزب الله» والتي «أقلقت اللبنانيين ومنها المونة التي يمارسها حزب الله وأمينه العام على لبنان وأهله ومقدراته ومن خلال مواقفه وممارساته التي يحاول من خلالها توجيه رسائل إلى الداخل والخارج بأنه هو صاحب القرار والمهيمن على لبنان دون أي اعتبار لأرواح اللبنانيين وللدولة وللقوى السياسية الأخرى ولمصالح البلد ومصالح اللبنانيين».
ورأت الكتلة «إن مصلحة اللبنانيين هي قبل أي مصلحة حزبية أو فئوية، وعلى حزب الله أن يدرك أن ما يتباهى به ليس سوى تجاوز لمصالح اللبنانيين وتجاهل كامل للدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها». واعتبرت أن «حزب الله» أثبت من خلال هذه السياسات والممارسات «أنه على استعداد كامل ولأعلى درجات البرغماتية والمساومة أكان ذلك مع العدو الإسرائيلي أو مع داعش ساعة يكون له أو لإيران مصلحة في ذلك ودون الأخذ بمصلحة لبنان واللبنانيين».
في ضوء ذلك جددت الكتلة موقفها الثابت «بأن هذه الحالة الخارجة عن الدولة وسلطتها هي الاستثناء وأن الأساس يبقى حتماً هو في شرعية الدولة ومرجعيتها الحصرية وقواها المسلّحة وحيدة على كامل الأرض اللبنانية».
كما استنكرت الكتلة «الاستعراض العسكري الذي أقامه ونظمه الحزب السوري القومي الاجتماعي الأسبوع الماضي في وسط شارع الحمرا في مدينة بيروت، وهو الاستعراض الذي أزعج وأقلق المواطنين المسالمين اللبنانيين على مستقبل بلدهم وما يتهدده من مخاطر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.