كان مدرب كرة القدم جوزيه فرانسيسكو ماميدي الذي تولى مسؤولية تدريب البرازيلي غابرييل خيسوس في طفولته، الأقل شعوراً بالدهشة من بين الجميع عندما تألق نجم المهاجم صاحب الوجه الطفولي فجأة على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بقدومه إلى مانشستر سيتي وظهوره أمام وستهام يونايتد، في فبراير (شباط) الماضي.
وعن ذلك، قال ماميدي: «كنت على يقين دوماً من أنه سيصبح لاعباً محترفاً من الطراز الأول. عندما التقيته عندما كان صبياً، توقعت له النجومية وأن يلعب في صفوف المنتخب البرازيلي ويحصل على فرصة الانتقال إلى نادٍ أجنبي عظيم الشأن. وبالفعل، حدث كل شيء كما توقعته تماماً. والآن، بإمكاني إعلان توقع آخر بشأنه: سيفوز غابرييل خيسوس بجائزة (الكرة الذهبية) في غضون ثلاث سنوات».
اللافت أن خيسوس لم يتوقف عن تسجيل الأهداف وتقديم أداء مبهر منذ تلك المباراة في فبراير، وذلك بعد أن ظل بعيداً عن صفوف الفريق طيلة شهرين ونصف الشهر الموسم الماضي جراء تعرضه لإصابة بالقدم. وإذا كان مانشستر سيتي يبدو اليوم مرشحاً بقوة للفوز ببطولة الدوري، فإن جزءاً ليس بالهين من الفضل وراء ذلك يعود إلى المهاجم البالغ 20 عاماً.
الموسم الماضي، ترك خيسوس تأثيراً واضحاً داخل الملعب أجبر الأرجنتيني سيرغيو أغويرو على البقاء على مقعد البدلاء. في المقابل، نجح اللاعبان هذا الموسم في تكوين شراكة هجومية ناجحة. جدير بالذكر أن خيسوس أحرز خمسة أهداف خلال المباريات الخمس الأخيرة التي شارك بها، بما في ذلك أول مباراة يشارك بها في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام فينورد. وبصورة إجمالية، سجل خيسوس 11 هدفاً في 13 مباراة بالدوري الممتاز شارك خلالها بالتشكيل الأساسي، وهو ما يعد سجلاً مبهراً يشير إلى نجاحه في تحقيق انتقال سلس على نحو لافت من نادي بالميراس البرازيلي إلى مانشستر سيتي الذي انضم إليه في يناير (كانون الثاني) مقابل مبلغ مبدئي يبلغ 27 مليون جنيه إسترليني. ومن غير المثير للدهشة أن نجد مانشستر سيتي يستعد حالياً لمكافأة خيسوس بعقد جديد.
وعند إمعان النظر في مسيرة خيسوس من بداياتها يتعزز لدى المرء الإيمان بموهبته والانبهار بسرعة صعود نجمه. وعبر مزيج من التفاني والإرشاد الصائب، تمكن خيسوس من الانتقال من اللعب داخل ملاعب موحلة دون حكام في سن الـ15 إلى كونه الاختيار الأول للمنتخب البرازيلي بمركز قلب الهجوم في غضون أربع سنوات فقط لاحقة.
عندما يتحدث عن خيسوس، يبدو ماميدي، مدير شؤون الكرة وأحد مؤسسي نادي بيكوينينوس دو ميوأمبينتي، نادي الناشئين الذي لعب فيه خيسوس أولى مبارياته التنافسية، مفعماً بالمشاعر الجياشة. وفي حديثه مع «الغارديان»، تحدث ماميدي حول تجربته مع خيسوس عندما كان صبياً بقوله: «كان الفتى نجماً متألقاً، وبدا وكأن الكرة كانت تتطلع نحوه عندما يكون قريباً منها داخل الملعب. ودائماً ما كان يوجد في المكان الصائب في الوقت المناسب. لقد كانت هذه حالته دوماً».
من ناحية أخرى، وفي أقصى شمال ساو باولو، أكبر المدن المتروبوليتانية على مستوى البرازيل، يوجد ملعب تابع لسجن عسكري، كان يستخدمه نادي الناشئين سالف الذكر.
وفي صباح السبت، بدا المشهد داخل أرض ملعب التدريب رومانسياً. بحلول وقت وصولنا الملعب، كانت الشمس الحارقة قد أجبرت الآباء والأمهات والجمهور على طلب الملاذ في ظل أشجار الصنوبر الطويلة المحيطة بالملعب الذي يغطي سطحه وحل جاف غير مستوٍ. وداخل ملعب، انهمكت مجموعة من الفتية والبنات الصغيرات تتراوح أعمارهن بين 7 و14 في اللعب بالكرة وركلها ذهاباً وإياباً.
هنا، بدأت رحلة تعليم خيسوس الكروية، مع مواجهته لمدافعين ضعف حجمه وكان يتغلب عليهم ويتركهم خلفه على الأرض مثيرين من حولهم موجة من الغبار. ويتطلب اللعب على مثل هذه الملاعب تنمية مهارة فائقة فيما يخص اللعب من اللمسة الأولى وسرعة بديهة عالية، نظراً لأن ارتداد الكرة على مثل هذه الأرض يصعب توقع اتجاهه.
وقال ماميدي: «على الملاعب الموحلة كتلك، يتعلم الصبية كيفية السيطرة على الكرة. إن كرة القدم في جوهرها بسيطة، ولا داعي أن يحاول أحد تعقيدها. وأحرص من جانبي على تدريب الصبية على كيفية السيطرة على الكرة وتمريرها - فقط السيطرة والتمرير. إن هذه الملاعب العارية تسهم في تنمية سرعة البديهة لدى الفتية، ذلك أن اللعب عليها يتطلب من الصبي أن يتمكن من توقع النقطة التي ستصل إليها الكرة والنقطة التي ستنتقل إليها بعد تمريره لها. وعليه، يتمكن من تنمية مهارة سيطرة أفضل بكثير عما كان سيصبح عليه الحال لو أنه تدرب على أرض من العشب الصناعي. وأعتقد أن هذا أمر مهم للغاية للفتيان».
الواضح أن خيسوس بجميع المقاييس لم يكن بحاجة إلى مجهود كبير في تدريبه، وإنما كل ما كان بحاجة إلى قليل من الحب والدعم. ولحسن حظه، دائماً ما كان يرشده أشخاص يضعون مصلحته أولوية أولى أمامهم.
من جانبه، أشار ماميدي إلى المرة الأولى التي رأى خيسوس يلعب، وقال عنها: «قدم إلى هنا مرتدياً صندلاً خفيفاً وكان في الثامنة تقريباً من عمره. وخلال أول تدريب وأول مباراة خاضها، أحرز هدفاً بعدما نجح في مناورة قرابة ثلاثة فتية بالكرة كانوا أكبر منه حجماً بكثير، ثم صوب الكرة باتجاه المرمى المقابل بسهولة كبيرة. وحينها قلت في نفسي: «هذا الفتى استثنائي».
وبمرور الوقت، بدأ المدربون يتخلون طواعية عن إجازاتهم الأسبوعية ليتولوا تدريب مجموعة من الفتية من المنطقة المحيطة بالملعب. وقال ماميدي إنه اعتاد نقل الصبية إلى المباريات البعيدة داخل سيارته القديمة طراز «بيتل»، وغالباً ما كان يضطر إلى تكديس ما يصل إلى 11 لاعبا صغيرا في النصف الخلفي من السيارة. داخل السيارة، كان يحتفظ بأحذية ومعدات أخرى لإقراضها للصبية الذي قد تضطرهم الظروف إلى اللعب حفاة.
الملاحظ أن المنطقة التي يوجد بها النادي ليست من الجزء الميسور من المدينة، حيث تعج المنطقة المحيطة بالأزقة والشوارع الضيقة الفقيرة، ويفد الكثير من الصبية إلى النادي لرغبتهم في الحصول على ساندويتش وعلبة عصير مجاناً بقدر ما يرغبون في لعب الكرة. وقد اعتاد خيسوس، من بين آخرين، الحصول على حقيبة تضم مجموعة من المواد الغذائية الأساسية من النادي ليحملها إلى أسرته. وأبدى ماميدي، وله كل الحق في ذلك، شعوره بالفخر إزاء المجهود الذي يبذله وفريق العمل المعاون له بالنادي.
وقال: «الهدف من وراء هذا النادي جذب الأطفال بعيداً عن الشارع. لهذا، نمارس كرة القدم داخل قاعدة عسكرية. وكثيراً ما نجد في مباريات الذهاب على الهامش رقص للسامبا وأشخاص يتناولون الكحوليات، لكن هذا الوضع لا ينتهي إلى خير أبداً، بل وينتابني غضب شديد عندما أرى آباء يدخنون السجائر عند خط التماس. إذا ما دخنت السجائر وتفوهت بألفاظ بذيئة أمام أطفالك، سينتهي بهم الحال إلى محاكاة ما تفعله».
وبقلب مثقل بالهموم، تذكر ماميدي حضوره جنازات لصبية ضبطتهم الشرطة أثناء تورطهم في جرائم سطو واتجار في المخدرات. إلا أن خيسوس لم يتورط أبداً في هذا النمط من الحياة، ولا يزال ماميدي يتذكر كيف أن خيسوس الصبي بدا عاقد العزم على الوصول إلى هدف محدد على نحو لافت.
وقال: «اعتاد غابرييل القول بأنه لم يسبق له التخلف عن حضور تدريب قط، ولم يتخلف عن مباراة قط. لقد كان دوماً الأول في الصف أثناء التدريبات والمناورة بالكرة - ولم يكن من هؤلاء الصبية الذين يتسكعون في الخلف ويتظاهرون بلعب الكرة، وهم كثيرون... لقد كان لدي هنا على الأقل 10 لاعبين صغار بنفس مهارة خيسوس، إن لم يكونوا أفضل، لكن أحداً منهم لم يصل للنجاح الذي حققه لأنهم كانوا كسالى. أما خيسوس فلم يكن كسولاً أبداً».
وبجانب ذلك، تميز خيسوس بقدر واضح من الثقة بالنفس، الأمر الذي أكسبه لقب «تيتينها»، وهي لفظ دارج يعني «أمر هين». وفي أي وقت كان الفريق يتحدث عن الفريق المنافس، أو يكون بحاجة إلى هدف، كان خيسوس يرد بابتسامة قائلاً: «تيتينها!»
وأكد المحيطون به أنه كان على ذلك النحو داخل وخارج الملعب، وأن جميع جيرانه بالحي يعرفونه بهذه الكلمة تحديداً. أما الأمر الوحيد الذي كان يثير ضيقه ويحزنه بوضوح فكان خسارة مباراة.
وقال ماميدي: «كان يبكي كثيراً، فهو يكره الخسارة ولو حتى شوط من مباراة. ولك أن تتخيل كيف كان حاله عندما خسرنا مباراة النهائي في بطولة محلية. كان ذلك في العام الأخير الذي لعبه معنا، وكنا قد دخلنا في مواجهة في دور قبل النهائي أمام فريق لم يمن بهزيمة على امتداد أربع سنوات. في الواقع، كان فريقاً رائعاً. ومع هذا، اقتنصنا الفوز بنتيجة 4 - 1، وكان غابرييل من سجل الأهداف الأربعة. بعد ذلك، واجهنا نادي بورتوغيزا المحترف في النهائي، وخسرنا 3 - 1. ورغم أن خيسوس سجل هدفاً لنا، فإننا خسرنا لأن الفريق المنافس كان أفضل استعداداً منا بكثير، بجانب ارتداء اللاعبين لأحذية رياضية مناسبة، بينما كان لاعبو فريقنا ينزلقون على العشب بسبب عدم وجود بروز في الأحذية».
اللافت أن هذه الهزيمة على وجه التحديد ظلت عالقة في ذهن مهاجم مانشستر سيتي. وقرب نهاية موسمه الأخير في صفوف بالميراس، عاد خيسوس إلى نادي صباه حاملاً 250 زوجاً من الأحذية الجديدة. وقال في تصريحات لصحيفة «أو غلوبو سبورت»، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «إنني مثلهم تماماً، فقد واجهت مشكلات أنا الآخر. وأعتقد أنه من المهم للغاية بالنسبة لهم أن يتشبثوا بالحلم الذي قد يمكنهم بلوغه يوماً ما».
الحقيقة أن بدايات مسيرة خيسوس لم تكن سهلة، فقد نشأ في حي فقير يدعى جارديم بيري، يقع على الطرف الشمالي من ساو باولو. على الصعيد الأسري، خيسوس الأصغر بين أربعة أطفال في أسرة تعولها الأم وحدها. أما الأب، فقد هجر والدة خيسوس عندما كان الأخير لا يزال جنيناً، من أجل امرأة أخرى، وتوفي لاحقاً في حادث مروري ولم يكن له أي دور في تنشئة الصبي.
أما والدته، فقد اعتادت الصراخ والصياح لدفعه للعودة إلى المنزل ليلاً، لكنه كان يصر على البقاء في الشارع برفقة معشوقته: كرة القدم.
ورغم هذه الصعوبات، أو ربما بفضلها، لم يتوان خيسوس قط في سعيه لأن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً. ولا تزال جارته في الحي الذي عاشت به أسرته، ماريا روزيمار دا سيلفا، تتذكره كفتى «هادئ ومبتسم، لا يهتم لأمر شيء سوى كرة القدم».
وقالت: «كانت والدته تصيح وتصرخ ليلاً كي يعود إلى المنزل، لكنه لم يكن يستجيب لها، وإنما ظل في الشارع بصحبة الكرة».
أما والدة خيسوس، فيرا لوتشيا، فتعتبر بالتأكيد الشخص الأهم في حياة ابنها، وقد حرص اللاعب على تخليد هذه الحقيقة بوشمين على جسده. وتصفها ماريا بأنها «امرأة مقاتلة، كانت دوماً مثابرة للغاية في سعيها وراء أهدافها».
أما أهدافها، فكانت تنشئة أطفالها الأربعة ليكونوا أشخاصاً دؤوبين وجديرين بالاحترام. وقالت ماريا: «كانت تخبرهم دوماً: (إذا كنت داكن البشرة وفقير، فإن عليك الاجتهاد في المذاكرة). وكانت تحرص بالفعل على التأكد من إنجازهم واجباتهم المدرسية في الوقت المطلوب».
من جانبه، سبق وأن مزح خيسوس خلال مقابلات صحافية معه بقوله إن والدته «أصعب قلب دفاع واجهه في حياته»، مشيراً إلى أنها كانت الأم والأب بالنسبة له، وأنها أحيانا ما كانت تحتضنه بحنان وأحيانا أخرى تعاقبه بحزم إذا لزم الأمر. ورغم أن فيرا دفعت بأطفالها الثلاثة الكبار إلى سوق العمل منذ سن الـ12 بهدف تعزيز الدخل الذي كانت تتقاضاه من عملها كعاملة نظافة، فإنها أدركت موهبة خيسوس ورغبته في احتراف كرة القدم منذ سن صغيرة. وعليه، قررت تجنيبه مشقة العمل كي يتفرغ للتركيز على كرة القدم.
وقد انتقلت للعيش مع ابنها في مانشستر وتتولى إدارة نشاطاته الصحافية وتحرص على التزامه نهجا معتدلا في إنفاقه للمال وفي علاقاته العاطفية. أما خيسوس، فلا يزال معشوقاً من جانب أولئك الذين ترعرع وسطهم ولا تزال صلته وثيقة بالحي الذي نشأ فيه. وتجسد هذه العلاقة صورة كبيرة له بالحي تحمل عبارة «يمكنني الرحيل عن بيري، لكن بيري لا تغادرني أبداً».
وحتى بعدما أصبح بمثابة بطل وطني لدى مشاركته في صفوف بالميراس، حرص خيسوس على العودة كثيراً لزيارة الحي وأصدقائه بعد المباريات ولعب الكرة لبعض الوقت في الشارع. كما قضى فترة طويلة هناك خلال عطلته الصيفية هذا العام، حيث قضى الوقت برفقة أصدقائه ولعب الكرة مع الفتية الصغار من أبناء الحي الذين ينظرون إليه الآن كقدوة.
وقال أحد جيرانه ويدعى جوزيه سيزارو نيتو، بينما كان يحمل قميص خيسوس في بالميراس: «لا يزال خيسوس نفس الشخص الذي كان عليه عندما كان صبياً، فهو هادئ وبسيط ولين».
وتبدو الصورة العامة لخيسوس على النقيض تماماً من ثورة صديقه وشريكه في خط الهجوم داخل المنتخب البرازيلي، نيمار. داخل البرازيل، يجري النظر إلى نيمار بوجه عام باعتباره شخصا مهووسا بالأضواء ومفاتن الحياة، بينما يرى البرازيليون خيسوس في صورة مختلفة تماماً، ذلك أنهم يعتبرونه شخصا متواضعا وصادقا ويرتكز جل اهتمامه على كرة القدم فحسب. أما بالنسبة لتوقع ماميدي الجديد بخصوص خيسوس، فإن تحوله إلى حقيقة يعتمد على مجموعة من العوامل المتغيرة التي ينبغي أن تعمل جميعاً لصالح خيسوس: زملاؤه بالفريق، تجنبه الإصابات، والأهم من ذلك قدرته على التفوق على المدافعين الذين أصبحوا يركزوا جل مجهودهم على التصدي له.
وإذا ما حالفه الحظ، من المؤكد أنه لن تكون هناك دهشة كبيرة في شمال ساو باولو إذا ما اتضح أن الفائز بجائزة «الكرة الذهبية» القادم ليس الفتى الذهبي الذي حصد أموالاً هائلة مقابل انتقاله إلى باريس سان جيرمان، وإنما خيسوس الذي يضع نصب عينيه خلال الشهور الـ10 المقبلة بطولات الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم. وبالتأكيد فإن كل من تابع رحلة صعوده، لا يساوره شك في قدرة اللاعب الشاب على تقديم أداء متألق في البطولات الثلاث.
خيسوس من «حواري» ساو باولو إلى «سوبر ستار»
ماميدي اكتشف موهبة مهاجم مانشستر سيتي وهو في الثامنة ويتوقع أن يحصد الكرة الذهبية خلال 3 سنوات
خيسوس من «حواري» ساو باولو إلى «سوبر ستار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة