تحاول رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن تثبت أمام مؤتمر حزب المحافظين الحاكم، الذي سيبدأ رسميا هذا الأسبوع، أنها ما زالت الشخص المناسب لقيادته وإدارة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن ضعف موقفها بسبب خسارتها الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي كانت تطمح من خلالها إلى زيادة عدد مقاعدها مما دفع بعض الأعضاء للدعوة لاستقالتها. وستحدد ماي رؤيتها «لبلد يعمل من أجل الجميع وليس لقلة مميزة». وأعلنت ماي لأول مرة هذا التعهد أمام مكتبها في «داوننغ ستريت» عندما أصبحت رئيسة للوزراء قبل ما يزيد قليلا على عام، عقب تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واستقالة سلفها ديفيد كاميرون.
وقالت ماي، في بيان قبل المؤتمر الذي يبدأ اليوم الأحد، كما ذكرت وكالة «رويترز»: «حزبنا سيجتمع في مانشستر هذا الأسبوع ورسالتنا لكم بسيطة. لدينا بصفتنا محافظين رؤية لبلد يعمل لصالح الجميع وليس لمجرد قلة مميزة... وهذا بالتحديد الاتجاه الذي حددته عندما أصبحت رئيسة للوزراء العام الماضي... أدرك المخاوف التي أثيرت ولا سيما من الشبان خلال انتخابات كانت محبطة لحزبي. ولذلك فإن تصميمي على العمل بشأن هذه المخاوف، وبشكل حاسم لتحقيق الوعد الذي أعلنته خلال أول كلمة لي أمام دواننج ستريت، أكبر من أي وقت مضى».
لكن وزير خارجيتها بوريس جونسون، الشخصية المثيرة للجدل وأكثر المتحمسين لبريكست وخروج بريطانيا بطلاق كامل من التكتل الأوروبي، حاول وما زال يحاول، تزامنا مع انعقاد مؤتمر المحافظين أن يقوض سلطتها من خلال تصريحاته المتكررة حول حرصه على بريكست، تحضيرا لخوض غمار المنافسة على زعامة الحزب ورئاسة الوزراء، ربما في المستقبل القريب، كما يتوقع بعض المعلقين السياسيين على المشهد السياسي البريطاني، رغم نفيه المتكرر. وهذا ما قام به قبل أمس في مقابلة مع صحيفة «الصن» اليمينية الشعبية.
وقال جونسون في آخر تدخلاته في محادثات بريكست، إن الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) 2019 يجب ألا تتجاوز عامين، وهذا يتناقض مع خطة ماي التي طلبت من بروكسل فترة انتقالية من عامين. وأضاف جونسون في مقابلة أمس مع صحيفة «ذا صن» الشعبية المحافظة، أي قبل المؤتمر السنوي للمحافظين، أن الفترة الانتقالية يجب أن تسير وفقا للترتيبات القائمة واستبعد أن تدفع لندن المال مقابل دخولها السوق الأوروبية الموحدة في المستقبل. وقال: «هل سئمت الأمر؟ هل أريد الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن؟ نعم بالتأكيد. هل أريد ألا يزيد التأخير على عامين؟ ولا ثانية واحدة».
وأضاف أن التكهنات بشأن نيته تولي الزعامة تنطوي على مبالغات «شديدة». لكن الزعيمة الاسكوتلندية المحافظة روث ديفيدسون قالت في مقابلة مع صحيفة «ذا تايمز» إن «الإفراط في التفاؤل حيال مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي (يستهين) بالناس ودعت (الحكماء) إلى تولي مسألة الانسحاب». وستحدد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مانشستر الشمالية العمالية خطط شق «طريق نحو مستقبل أفضل» لبريطانيا أملا في إسكات أصوات رافضة للطريقة التي تدير بها عملية الانسحاب.
وستعلن ماي خططا لبناء «طريق إلى مستقبل أفضل» بالنسبة لبريطانيا على أمل وقف تمرد المتحمسين للخروج (جونسون في مقدمتهم) من الاتحاد الأوروبي على أسلوب معالجتها لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وستكون ماي حريصة على التقليل من أهمية الانقسامات داخل حكومتها بشأن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي التي أعطت حزب العمال المعارض المادة اللازمة لانتقاد حكومة يتشاجر أعضاؤها. وبدلا من ذلك ستواصل الهجوم على حزب العمال الذي كسب ناخبين من خلال تقديم تعهد مماثل بحكم البلاد «لصالح الأكثرية وليس الأقلية».
وجاء حزب العمال في المركز الثاني في الانتخابات ولكنه حقق نتائج أفضل بكثير من توقعات التيار الرئيسي. وشهد وضع جيريمي كوربن زعيم حزب العمال تحسنا بشكل كبير.
تيريزا ماي تحاول الإمساك بزمام الأمور
وزير خارجيتها جونسون يحاول تقويض سلطتها تزامناً مع انعقاد مؤتمر حزب المحافظين
تيريزا ماي تحاول الإمساك بزمام الأمور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة