خطط باركر لمواجهة جوشوا تضع فيوري في موقف حرج

الملاكم النيوزيلندي يعتقد أنه بإمكانه إنزال الهزيمة ببطل العالم للوزن الثقيل

TT

خطط باركر لمواجهة جوشوا تضع فيوري في موقف حرج

لن يتمكن هيوي فيوري من خوض مباراة إعادة قريبا أمام جوزيف باركر، إلا إذا تمكن ميك هينيسي، المنتمي إلى مانشستر والمدرب المعني ببطولة الوزن الثقيل للملاكمة، في الوفاء بوعده المتفائل باستعادة النقاط التي كان قد خسرها، الأمر الذي تبدو فرصة تحققه ضعيفة للغاية.
في أعقاب فوزه بعد 12 جولة داخل «مانشستر أرينا»، الأسبوع الماضي واستفادته من نتيجة 118 - 110 التي منحها له حكمان من الثلاثة، وتمكنه من الاحتفاظ بلقب بطل منظمة الملاكمة العالمية الذي ورثه عن تايسون فيوري (ابن عم هيوي)، قال باركر ملاكم الوزن الثقيل إنه يشعر باهتمام أكبر تجاه خوض مواجهة أمام البريطاني الآخر أنتوني جوشوا.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الملاكم النيوزيلندي المتواضع فرصة تحقيق ذلك، أوضح أن فيوري هو الخصم الذي يرغب في تجنب مواجهته، ما يحمل بعض المجاملة للأخير. في الواقع، لم يكن يرغب في مواجهته من الأساس. إلا أن فيوري كان خصمه الإجباري، وفي ليلة المواجهة أثبت صعوبة التغلب عليه مثلما توقع البطل ومدربه، كيفين باري.
في هذا الصدد، قال باري: «لا يعتبر الأسلوب الذي يتميز به فيوري مناسبا أمام شخص يعدو ويتحرك كثيراً، ولهذا لم أشعر بالإعجاب تجاه هذه المواجهة قط. ومع هذا، بمقدوري أن أقدم النصيحة، ذلك أنه لا يمكن للمرء الفوز ببطولة العالم للوزن الثقيل من خلال التراجع على امتداد 12 جولة وتوجيه عدد محدود من اللكمات». في الواقع، يبدو رأيه وجيهاً.
جدير بالذكر أن تايسون فيوري شاهده البعض وهو يحتفل عاري الصدر وعلى وجهه ابتسامة عريضة، برفقة باركر وأصدقائه. في المقابل، فإن والد هيوي ومدربه، بيتر، من المؤكد أنه لن يروق له هذا الاحتفال بنتيجة يرى أنه كان من المفترض أن تصدر معكوسة تماماً.
من ناحيته، فإن هينيسي، الذي لطالما اشتهر بتمثيله مصالح الملاكمين المتعاونين معه بحماس وحرارة، نادرا ما بدا على هذا القدر من الغضب عندما أعلن تعهده بتوجيه المحامين المتعاونين معه لتفحص الأمر، وكشف النقاب عما يصر أنه «فساد على أعلى مستويات رياضة الملاكمة». إلا أنه لم يحدد أين يعتقد تحديدا أن هذا الفساد يكمن. كما أنه لم يوجه اتهاما إلى باركر أو زملائه باقتراف أي شيء خفي. ومع ذلك، يعتقد معسكر فيوري أن ثمة مسؤولين شعروا بضغوط كي يبدوا قدرا مبالغا فيه من الإنصاف تجاه البطل الزائر، ما خلق انحيازا ضد الملاكم صاحب الأرض.

في تلك الأثناء، لا يتوقع باركر أن ينال الفوز أمام جوشوا على طبق من ذهب، وإن كان مدربه، ديفيد هيغينز، يتبع استراتيجية ذكية لدفعه إلى مكان جيد، وكان من ذلك الانتقال في هدوء لمسافة 12 ألف ميل إلى المملكة المتحدة. ومن المنتظر أن يقيم باركر، الذي اضطرت أسرته وأصدقاؤه إلى السفر كي يدعموه خلال المباراة في إنجلترا أثناء انتظاره لجوشوا - بافتراض أن البطل الذي لم يهزم والحاصل على الحزام ثلاث مرات لن يسقط أمام كوبرات بوليف في كارديف، الشهر المقبل.
من جانبه، قال باركر: «لدينا تجهيزات رائعة في فيغاس، فيما يتعلق بالتدريب. وبالنسبة لي فإن نيوزيلندا هي المكان الذي أعيش فيه عندما أكون بعيدا عن نشاط التدريب، لكنني أود الإقامة هنا، بحيث أتمكن من خوض مواجهات أكثر. والملاحظ أن ثمة ازدهارا حاليا في المشهد العام للملاكمة في بريطانيا بالوقت الراهن. وعليه، أود أن أصبح جزءًا منه وأن أخوض مواجهات كبرى هنا. وتتمثل مهمتي الرئيسية في الاحتفاظ بلياقة بدنية جيدة وتقديم أداء جيد».
وأضاف: «بداية الأمر، شعرت بالإثارة تجاه فكرة خوض مباراة أمام هيوي، والفوز عليه. كانت هذه طريقة جيدة لترسيخ أقدامي داخل المملكة المتحدة، وأتطلع حقا نحو خوض مواجهات كبرى أمام جوشوا وتوني بيليو وديفيد هاي. ويبدو أن الجميع يرغب في المواجهة أيضا. وأنا شخصيا على أتم استعداد لمواجهة أي شخص»، فيما عدا فيوري مجدداً.
اللافت أن باري وهيغينز، وكذلك باركر، يرون أن الملاكم سيخوض مواجهة أسهل أمام جوشوا عن فيوري الذي يعتمد أسلوبه على الجري والحركة المستمرة. من جانبه، قال باري مبتسماً: «يبقى أمر واحد مؤكد أننا لن نضطر إلى البحث عن جوشوا، وإنما سيبقى واقفا هناك في مواجهتنا مباشرة».
وبالنسبة للمشكلات التي واجهت باركر أمام فيوري، قال باري: «كنت أود لو أن هيوي استخدم اللكمة المزدوجة أكثر كثيراً... أعتقد أنه بدا متهورا بعض الشيء خلال الجولات الأولى. لقد أدرك بمجرد صعوده إلى الحلبة أن هيوي لا يملك القوة التي تجعله جديرا باحترامه، وأنه غير قادر على الإطلاق على إلحاق الأذى به».
من ناحية أخرى، من الواضح أن كارل فرامبتون يحمل بداخله سخطا عميقا إزاء إيدي هيرن. وكان ملاكم وزن الريشة الآيرلندي، الذي انفصل عن معلمه الروحي وصديق عمره باري مكغوغين ووقف على شفا اعتزال الملاكمة، قد فضل التعاون مع فرنك وارين وقناة «بي تي سبورت» على الأموال الضخمة التي عرضتها عليه قناة «سكاي سبورتس» وهيرن.
الواضح أنه خلال فترة العامين التي قضاها مكغوغين وفرامبتون في مفاوضات مع هيرن حول الدخول في مواجهة أمام سكوت كويغ - التي فاز فيها فرامبتون بالفعل قبل أن يرسخ اسمه كملاكم من الطراز الرفيع على المستوى العالمي - امتد الشقاق بينهما لما هو أبعد من الملاكمة. ويبدو أن الرجلين لا يستسيغان بعضهما البعض على الإطلاق.
وعليه، فإنه بعد الانفصال عن مكغوغين، بدا من المثير مراقبة ما إذا كان فرامبتون سينسى أمر هذا الخلاف ويحصل على الأموال الضخمة التي تعرضها عليه قناة «سكاي». من الواضح أنه نظر إلى «سكاي سبورت» وقرر أنه سيبقى خلف أنتوني جوشوا باعتباره المفضل لدى هيرن. وعليه، اختار أن يكون رقم واحد لدى «بي تي». وفي غضون قرابة العام من الآن، سيصبح باستطاعة فرامبتون التعرف على ما إذا كان قد اتخذ القرار الصائب، في أعقاب الخيبات المتكررة التي مني بها منذ خسارته مباراة الإعادة وسجله الخالي من الهزائم أمام ليو سانتا كروز.
وقال فرامبتون، إن وارين وعده بأنه سيكون باستطاعته مواجهة سانتا كروز، وكذلك لي سيلبي، حامل لقب الاتحاد الدولي للملاكمة، وأوسكار فالديز، بطل منظمة الملاكمة العالمية.
في تلك الأثناء، ما يزال هيرن ماضيا في طريقه باكتساح، مع إعلانه من لوس أنجليس خلال عطلة نهاية الأسبوع توقيعه عقدا مع دانييل جاكوبس، الأمر الذي جاء بمثابة مفاجأة للجميع. ويبدو أن هيرن عاقد العزم على استخدام هذا الملاكم متوسط الوزن المنتمي لنيويورك ويتميز بتاريخ ممتاز كسبيل لاقتحام السوق الأميركية.
جدير بالذكر أن جاكوبس الذي فاز على غينيدي غولوفكين قبل أن يتعادل أمام كانيلو ألفاريز، نجح في التغلب على مرض السرطان وأثبت جدارته بمكانته المرموقة الحالية بين كبار الملاكمين على الصعيد العالمي. ومن المقرر أن يبقي على آل هيمون كمستشار له. وعليه، فإنه مثل فرامبتون من قبل، سيضطر إلى التنازل عن 15 في المائة من عائداته لصالح الأميركي صاحب النفوذ القوي. ومن الواضح أن جاكوبس يرى الأمر استثمارا جديرا بهذا المبلغ الضخم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».