حذرت الصين من تحول مناطق «خفض التصعيد» في سوريا إلى «ترتيبات لتقسيم الأراضي السورية»، داعية جميع الدول القائمة عليها إلى العمل لمنع حدوث أمر كهذا.
وأوضح شيه شياو يان، المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا، أن هناك قلقا من أن تؤدي مناطق «خفض التصعيد» التي أنشئت مؤخرا في سوريا والترتيبات التي أجريت إلى تقسيم سوريا كدولة، وقال: «علينا الانتباه إلى هذا الأمر والحذر، وعلى جميع الدول منع حصول أمر كهذا».
وأكد لـ«الشرق الأوسط» شياو يان الذي يزور السعودية، أن علاقة بلاده بالمملكة «استراتيجية وتتطور بسرعة كبيرة وعلى أعلى المستويات»، ولديهما الرغبة نفسها في عودة الاستقرار إلى سوريا وتحقيق مستقبل أفضل للسوريين. وأضاف: «السعودية شريك استراتيجي للصين، ولدينا علاقات ممتازة تتطور بسرعة بما يخدم شعبي البلدين. علاقاتنا على أعلى المستويات وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز زار الصين، ورئيسنا زار المملكة، لذلك هذه المستويات العالية أعطت دفعة وقوة لتطور العلاقات، ولهذا نحتاج استشارة ومناقشة الملفات الإقليمية مع المملكة، ولذلك أنا في الرياض للمرة الثانية، ولدينا تنسيق ممتاز بشأن الملف السوري».
وسألته «الشرق الأوسط» عن موقف الصين من استفتاء كردستان العراق، قال إن ذلك ليس في نطاق صلاحياته، لكن أكد أنه «مهما كانت التطورات فإن أي خطوات تتخذ يجب أن تضمن سلامة ووحدة الأراضي العراقية، ولا أعتقد أن أحدا يريد رؤية تقسيم أي دولة برأيي الشخصي».
ودعا المبعوث الصيني، خلال حديثه لوسائل الإعلام في السفارة الصينية في الرياض، إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا من جميع القوى الخارجية، وقال في رده على سؤال حول انخراط «حزب الله» في الصراع السوري: «بالنسبة إلى الانخراط في الأزمة السورية مثل (حزب الله)، أعتقد المسائل يجب أن تقرر من قبل السوريين أنفسهم، لإيجاد حلول تأخذ في الاعتبار مصالح كل السوريين والإثنيات والقوميات بعيدا عن الطائفية، (...) وفي نهاية المطاف القوات الأجنبية لا يمكنها فرض حلول على السوريين، السوريون سيقررون مصير بلادهم».
وعن مستقبل بشار الأسد، اعتبر شيه شياو يان أن هذا الأمر لا يعد أولوية في الوقت الراهن، وقال: «مستقبل الأسد ليس تركيزنا ولا اهتمامنا، لأننا لسنا من سيقرر مصيره، مستقبله أو مستقبل سوريا وما نوع الحكومة ونوع الانتخابات ومن سينتخب كل هذه الأمور شؤون داخلية، والسوريون وحدهم يقررون ذلك».
وتابع: «من المؤسف أن الأزمة التي استمرت لست سنوات ذهب ضحيتها مئات الآلاف، وخلفت دمارا كبيرا للاقتصاد والثقافة والمجتمع، وهي بحق مأساة، وأنتجت أزمة لاجئين هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، لكن لننظر إلى الصورة كاملة، نجد في سوريا الإيرانيين، و(حزب الله)، وميليشيات أجنبية أخرى، كما نجد الأميركيين والروسيين والأتراك، وهذا أمر مؤسف، أعتقد إذا لم تكن الأزمة موجودة لم نكن لنرى كل هؤلاء، وفي مقابل كل هذا التعقيد نواجه تهديدا من المجموعات الإرهابية مثل (داعش) و(النصرة) وغيرهما، ولذلك نؤكد أن محاربة (داعش) يجب أن تستمر».
وتحدث المبعوث الصيني إلى سوريا أن هذا العام رأينا تغيرات مهمة داخل سوريا؛ «الأول، إنشاء مناطق خفض التوتر داخل سوريا، وهذا مؤشر جيد إشارة إلى الاتجاه الصحيح، لكن البعض لديه قلق من أن مناطق خفض التصعيد التي أنشئت والترتيبات فيها ستؤدي إلى تقسيم سوريا كدولة، علينا رؤية هذا الأمر والحذر، وكل دولة عليها عمل شيء لمنع حصول أمر كهذا».
وأردف: «ثانيا الصراع ضد الإرهاب داخل سوريا يستمر مع تقدم مهم، فالمعركة في الرقة ودير الزور ومحاربة المجموعات الإرهابية تتقدم بسرعة، والبعض يتوقع انتهاء معركة الرقة خلال ثلاثة أشهر، ونأمل تحقيق نصر للتحالف الدولي ضد الإرهاب، أيضا رأينا بعض التحولات في المواقف في الموضوع السوري من بعض الحكومات، وهي مواقف تعكس حقيقة الوضع الآن، ونأمل أن يساهم كل ذلك في خطوات إضافية لدفع العملية السياسية، ففي النهاية فقط من خلال الحوار يمكن للأطراف السورية إيجاد حل مقبول للجميع يأخذ في الاعتبار مصالح الأطراف جميعها، حل يجلب السلام والاستقرار في سوريا وينهي الصراع».
وأشار المبعوث الصيني إلى أن بلاده دعمت سوريا منذ بدء الأزمة لا سيما في المساعدات الإنسانية والرعاية الصحية وفقا لقدراتها، واستطرد: «الصين دعمت سوريا خلال السنوات الست الماضية بالاحتياجات الإنسانية بنحو 748 مليون يوان صيني، عبارة عن مواد غذائية وخدمات ونقد، ليس فقط اللاجئين داخل سوريا بل في الدول المجاورة الأردن وتركيا ولبنان، وسنستمر في التزاماتنا».
الصين تحذر من تحول مناطق «خفض التصعيد» إلى ترتيبات لتقسيم سوريا
شياو يان لـ «الشرق الأوسط»: الرياض وبكين لديهما الرغبة نفسها في استقرار سوريا
الصين تحذر من تحول مناطق «خفض التصعيد» إلى ترتيبات لتقسيم سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة