أربيل ترفض تسليم المطارات لبغداد

أربيل - القاهرة - بيروت - الدمام:

TT

أربيل ترفض تسليم المطارات لبغداد

في وقت رفضت فيه وزارة النقل بإقليم كردستان العراق المهلة التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي أول من أمس لتسليم المطارات والمعابر، أعلنت شركات طيران في تركيا والإمارات ومصر والأردن ولبنان وقف رحلاتها إلى مطاري الإقليم، بدءاً من الجمعة المقبل؛ موعد انتهاء المهلة، بناء على طلب بغداد، فيما رفضت «الخطوط القطرية» الطلب. وقال وزير النقل والمواصلات في حكومة إقليم كردستان مولود باوا مراد، أمس، في تصريح للصحافيين رداً على مهلة العبادي، إن «قرارات الحكومة العراقية قرارات غير صائبة، خصوصاً المتعلقة بإشراف ورقابة سلطة الطيران المدني العراقية على المطارين الدوليين في كردستان». وأضاف أن «علاقاتنا مع سلطة الطيران المدني ووزارة النقل العراقية علاقات طيبة، لأن سلطة الطيران المدني هي التي تجيز للطائرات الذهاب والإياب في مطاري الإقليم كباقي مطارات العراق، وليس هناك شيء خارج هذا السياق».
وأبلغت سلطة الطيران المدني العراقية، أمس، شركات الطيران الأجنبية عبر رسالة إلكترونية بتعليق رحلاتها من مطاري أربيل والسليمانية وإليهما، بدءاً من الثالثة من بعد ظهر الجمعة، موعد انتهاء المهلة. وأعلنت شركات «الخطوط التركية» و«بيغاسوس» و«مصر للطيران» و«فلاي دبي» و«الملكية الأردنية» و«طيران الشرق الأوسط» اللبنانية، قبول الطلب. لكن «الخطوط القطرية» رفضت القرار، وقال الرئيس التنفيذي للشركة أكبر الباكر، أمس، إنها ستواصل رحلاتها إلى أربيل «ما دام المجال الجوي مفتوحاً وبإمكاننا نقل ركابنا بأمان». واستغرب مدير مطار السليمانية طاهر عبد الله مهلة بغداد؛ «في وقت يلتزم فيه مطارا الإقليم ببنود قرارات سلطة الطيران المدني العراقية كافة». وأضاف أن «المدة التي حددها رئيس الوزراء هي 72 ساعة لتسليم المطارين. نحن ننتظر إجراءات حكومة الإقليم مع الحكومة المركزية في بغداد، وكذلك إجراءات سلطة الطيران المدني العراقية مع مطاري أربيل والسليمانية، وتحديد آلية تنفيذ هذا القرار».
وانتقدت مديرة مطار أربيل الدولي تالار فائق صالح، القرار، وقالت إن «سلطة الطيران المدني في كل بلدان العالم هيئة مستقلة، إلا في العراق؛ الوضع مختلف، لأن الوزارة وسلطة الطيران والسياسة كلها؛ دخل بعضها في بعض، لذا قرار بغداد غير قانوني». وأضافت: «صحيح أن الأجواء العراقية خاضعة لسلطة الطيران المدني العراقية، لكننا لسنا مجبرين على تقبل ما يقولونه، ولدينا أيضاً سلطة على مطاراتنا ونعرف كيف سنشغل مطاراتنا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.