تسلمت الصحافية الفرنسية غارانس لوكاسنيه، أول من أمس، جائزة نورنبرغ التي منحت هذا العام للمصور السوري المعروف باسمه المستعار «قيصر»، نيابة عن المصور الذي يقيم في مكان مجهول، ويتعذر حضوره مراسم تسلم الجائزة لأسباب أمنية.
وقررت لجنة تحكيم جائزة نورنبرغ منح جائزتها لعام 2017 للمصور السوري المعروف باسمه المستعار «قيصر»، الذي سرب آلافا من الصور من سجون النظام، حيث كان يعمل مصورا في الشرطة العسكرية. وقد وثق «قيصر» بالصور جرائم التعذيب التي شهدتها السجون السورية.
وبررت اللجنة في حيثيات قرارها منح «قيصر» هذه الجائزة، أن المصور المتخفي تحت هذا الاسم المستعار أراد بهذه الصور «ألا تظل انتهاكات حقوق الإنسان الموثّقة دون عقاب».
وأضافت اللجنة، أن المصور «قيصر» تعرض لـ«مخاطر كبيرة من أجل ذلك». وبسبب إقامة «قيصر» في أوروبا دون الكشف عن هويته، لن يتمكن شخصيا من تسلم الجائزة التي تبلغ قيمتها 15 ألف يورو. ويشار إلى أن جائزة نورنبرغ العالمية لحقوق الإنسان تمنح منذ عام 1995 مرة كل سنتين. وستقدم رسميا في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) من العام المقبل.
وكان المركز الأوروبي للحقوق الدستورية ولحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، قد أعلن الجمعة الماضي، تسليم نحو 27 ألف صورة غير منشورة قبلا سربها من سوريا «قيصر»، المصور السابق في الشرطة العسكرية السورية إلى القضاء الألماني الذي يحقق حول نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الأمين العام للمنظمة وولفغانغ كاليك لوكالة الأخبار الألمانية، إن «هذه الصور تظهر التعذيب المنهجي الذي يمارس من قبل نظام الأسد... حتى الآن ليس هناك أي محققين دوليين أو مدعين عامين في دول أخرى أو محاكم قاموا بالاطلاع على هذه المعلومات». وتابع أن النيابة العامة الفيدرالية الألمانية «هي السلطة الأولى التي تعاملت مع هذه المعلومات والتي قد تستخدم من أجل إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد مرتكبي هذه الجرائم من النظام السوري».
وأضافت المنظمة، أن البيانات المرفقة بالصور يمكن أن تتضمن معلومات مهمة للمحققين حول أماكن اتخاذ الصور أو تواريخها. كما أن الصور التقطت بجودة عالية، وهو عامل مهم عند البحث عن أدلة.
وتقدمت المنظمة مع «قيصر» بشكوى أمام النيابة العامة الفيدرالية ضد مسؤولين كبار في الاستخبارات والشرطة العسكرية السورية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتستند المبادرة إلى مبدأ الصلاحية القانونية العالمية الذي يتيح لدولة ملاحقة مرتكبي الجرائم أيا كانت جنسياتهم أو المكان الذي ارتكبوا فيه هذه الجرائم. وألمانيا من الدول النادرة في العالم التي تطبق هذا المبدأ.
و«قيصر» مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية فر من سوريا في عام 2013 وبحوزته 55 ألف صورة لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب في سجون النظام السوري بين عامي 2011 و2013.
وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» قد أكدت صحة هذه الصور، وأصدرت تقريرا بعنوان «لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية». وقالت إن تقريرها جاء بعد تحقيق استمر تسعة أشهر استنادا إلى 28 ألف صورة سربها المصور السابق في الشرطة العسكرية السورية «قيصر» بعد فراره من سوريا في يوليو (تموز) 2013، ونشرت صوره علنا للمرة الأولى في يناير (كانون الثاني) 2014.
والصحافية الفرنسية التي تعرفت على قيصر وكسبت ثقته كانت قد ألّفت كتابا يتناول قصته بعنوان: «عملية قيصر: في قلب آلة الموت السورية»، تتحدث فيه عن الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، والتي يجب ألا تختفي وراء المصالح الجيوسياسية في المنطقة.
صحافية فرنسية تتسلم جائزة نورنبرغ بالنيابة عن «قيصر» السوري
صحافية فرنسية تتسلم جائزة نورنبرغ بالنيابة عن «قيصر» السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة